رسيني الرسيني
لا أعلم كم هدفاً أحرزه صندوق الاستثمارات العامة في شباك عالم الاستثمار، وذلك بعد حصول نادي نيوكاسل على كأس الرابطة الإنجليزية. تتويج نادي نيوكاسل بهذا الكأس يُعد المرة الأولى في تاريخه، كما يُعد هذا اللقب أول بطولة رسمية يحققها بعد انتظار 70 عاماً. لحظة فارقة بتاريخ النادي الإنجليزي الذي تأسس في عام 1892م أي قبل حوالي 132 سنة. فما علاقة صندوق الاستثمارات العامة بهذا الفوز، ومن هو المتوج الحقيقي بعد هذا الإنجاز التاريخي في عام 2021م، قدم صندوق الاستثمارات العامة عرض شراء حصة من نادي نيوكاسل العريق مستفيدًا من حقبة ما بعد أزمة كورونا والتي كان جُل الفرص الاستثمارية منخفضة القيمة بسبب الخسائر المتكبدة آنذاك. ومن ثم زاد الصندوق حصته في عام 2024م لتصل نسبة ملكيته اليوم 85 % من النادي الإنجليزي. وذلك بهدف تنويع محفظة الاستثمار للصندوق والاستفادة من منصة الدوري الإنجليزي المتابع عالميًا بأكثر 1.8 مليار مشاهد من 189 دولة، وفقًا لأرقام رابطة المحترفين الإنجليزية.
الاستثمار في الأندية الخارجية وبالتحديد الأندية الإنجليزية له عدة عوائد اقتصادية مرتفعة بسبب أن الدوري الإنجليزي هو أغلى دوري كرة قدم من حيث حقوق البث التلفزيوني. كما أن المستثمر يستفيد من عدة عوامل أخرى مثل: عقود الرعاية للشركات، والألقاب والمشاركات في البطولات، وبيع عقود اللاعبين، وإيرادات التذاكر والعضويات، ومبيعات المتجر الرسمي للنادي، بالإضافة إلى الاستفادة من أعداد المتابعين بمنصات التواصل الاجتماعي. ومع مرور الزمن وتقديم ناد ذي حضور ممتاز وزيادة القاعدة الشعبية له، تزداد بالضرورة قيمة أصول النادي.
تجدر الإشارة إلى التجربة الإماراتية الناجحة بشراء نادي مانشستر سيتي الذي يُعد الأعلى إيرادات وأرباحاً سنوية مع نادي ريال مدريد على مستوى العالم، إذ حقق نادي مانشستر سيتي إيرادات تقدَّر بحوالي 3.5 مليار ريال سعودي في موسم 2023م-2024م وأرباحاً تقدَّر بحوالي 358 مليون ريال سعودي، وفقًا للتقارير المالية للنادي. وفي كل الأحوال، وحتى لو لم يكن النادي مربحاً، إلا أن الاستثمار في الأندية الإنجليزية يُعد ذا عوائد تسويقية للمشاريع والشركات الكبرى للمستثمر من خلال هذه المنصة المشاهدة عالميًا.
حسنًا، ثم ماذا؟
كرة القدم لم تعد مجرد لعبة، وإنما صناعة يفوز بها النادي وتحتفي الجماهير، واقتصاديًا يتوّج المستثمر بها.