محمد العويفير
اتجهت في الفترة الأخيرة عدة أندية سعودية إلى منح الفرصة للمدربين الوطنيين، حيث شاهدنا تعيين سعد الشهري مع الاتفاق، ومحمد العبدلي مع التعاون، واقتراب ضمك من التعاقد مع خالد العطوي، إضافة إلى وجود صالح المحمدي مع الحزم ، هذه الخطوة تعكس توجهًا إيجابيًا نحو الاستفادة من الكفاءات الوطنية، لكن في الوقت ذاته يثار التساؤل حول ما إذا كان الدافع الأساسي وراء هذه التعاقدات هو الإيمان بقدرات المدرب السعودي، أم أن بعض الأندية تلجأ إليه كخيار أقل تكلفة مقارنة بالمدربين الأجانب؟.
يمتلك المدرب الوطني معرفة واسعة بطبيعة الدوري السعودي سواء من حيث أسلوب اللعب أو مستوى الفرق أو حتى الضغوط الجماهيرية والإدارية، وهذه المعرفة تمنحه ميزة كبيرة في التعامل مع اللاعبين المحليين، حيث يستطيع فهم عقلياتهم ومتطلباتهم النفسية والفنية مما يسهل عملية تطوير الأداء داخل الملعب، كما أن أحد أبرز نقاط قوة المدرب السعودي هي اطلاعه على اللاعبين المحليين، وخاصة أولئك الذين نشأوا في الفئات السنية وتدرجوا في المنتخبات الوطنية، وهذه الخبرة تساعده في اكتشاف المواهب الجديدة ومنحها الفرصة، وهو أمر قد لا يكون متاحًا مع المدربين الأجانب الذين يحتاجون إلى وقت أطول للتعرف على اللاعبين وإمكانياتهم، وعلى عكس المدربين الأجانب الذين غالبًا ما يغادرون بعد موسم أو أقل بحثًا عن عروض أخرى يكون المدرب السعودي أكثر ميلًا للاستمرار مع الفريق لفترات أطول، وهذا الاستقرار يمنح الأندية فرصة لبناء مشروع كروي مستدام، وهو ما تحتاجه الفرق التي تسعى لتطوير هويتها الفنية على المدى البعيد.
ورغم أن التوجه نحو المدرب الوطني إيجابي، إلا أن هناك مخاوف من أن بعض الأندية لا تتخذ هذا القرار بناءً على قناعة بقدراته وإنما بهدف خفض النفقات في بعض الحالات، قد تتعاقد الأندية مع مدربين سعوديين برواتب منخفضة مقارنة بالمدربين الأجانب دون أن توفر لهم الأدوات الكافية للنجاح، مثل التعاقد مع جهاز مساعد قوي أو دعمهم بصفقات نوعية، كما أن المدرب السعودي قد يتعرض لضغوط أكبر من نظيره الأجنبي، حيث يكون دائمًا تحت المجهر وتتم محاسبته على أي خطأ بشكل أسرع، وهناك بعض الأندية قد تستغني عن المدرب الوطني بعد عدد قليل من المباريات في حال لم تحقق النتائج المرجوة، بينما تمنح المدرب الأجنبي فرصة أطول لتعديل الأوضاع .
توجه الأندية السعودية للاعتماد على المدربين الوطنيين خطوة إيجابية تعزز مكانتهم وتساعد على تطوير الكرة المحلية، لكن لضمان نجاح هذا التوجه، يجب أن يكون الدافع الأساسي هو الإيمان بالكفاءة وليس مجرد البحث عن خيارات مالية أقل تكلفة.
المدرب السعودي أثبت جدارته في عدة مناسبات، وإذا حصل على الدعم المناسب فإنه قادر على قيادة الفرق والمنتخبات إلى مستويات عالية.
التحدي الآن هو تغيير النظرة السائدة ومنح المدربين الوطنيين فرصًا عادلة لإثبات أنفسهم على أعلى المستويات.
رسالتي
المدرب الوطني هو مدرب إنقاذ لعمل إداري غير جيد، فعاملوه على أنه رجل المرحلة ثقوا به فإن لم يكن ناجحاً فلن يكون سمساراً!.
** **
- محلل فني