سلطان مصلح مسلط الحارثي
استطاع فريق الهلال أن يستعيد قوته وشخصيته وهيبته في المباراة المفصلية التي أُقيمت مساء يوم الثلاثاء على ملعب المملكة أرينا، وجمعته مع باختاكور الأوزبكي في إياب دور الـ16 من دوري أبطال آسيا للنخبة، بعد أن كان الفريق الأوزبكي فائزاً في الذهاب بنتيجة 1-0، وبالرغم من الظروف التي يمر بها الهلال، من انخفاض مستوى، وغيابات مؤثرة، إلا أنه استطاع أن يعود في هذه المباراة، ويفرض شخصيته على المنافس ويهزمه برباعية نظيفة، بعد أن تجلى جل نجومه، وكانوا في قمة تركيزهم، وقدموا شوطاً أول يُعد واحداً من أجمل الأشواط التي لعبها الزعيم منذ بداية هذا الموسم.
روح نجوم الزعيم كانت حاضرة في هذه المباراة، وقدموا أداء جبارا، واستطاعوا السيطرة على أجواء المباراة بشكل عام، يتقدمهم النجم الذي متى عرف وقدّر نجوميته سيكون له شأن عظيم، ألا وهو محمد كنو، الذي صنع الفارق في مباراة الهلال وباختاكور، وذلك حينما صنع الهدفين الأول والثاني، وقدم مجهوداً كبيراً، لدرجة أن المتابع لم يشعر أن فريق الهلال كان يفتقد نجم الوسط الأنيق سيرجي سافيتش، فقد عوض هذا الغياب نجمنا السعودي محمد كنو، وملأ المكان بكل اقتدار، كذلك كان قلب الدفاع حسان تمبكتي واحداً من نجوم هذه المباراة، رغم أنه للتو عاد من إصابة، ولكن تمبكتي كان حاضراً بقوته الدفاعية الصلبة وتركيزه العالي، كذلك استعاد نيفيز جزءاً كبيراً من مستواه في هذه المباراة، وشكل حضوره وسط الملعب علامة فارقة، وذات الأمر ينطبق على المدافع كوليبالي، وخامس نجوم اللقاء كان الشاب كايو، الذي قدم أداء رائعا، وشكل إزعاجاً للمنافس في الجهة اليمنى، ويبقى قائد الفريق الأسطورة سالم الدوسري، الذي حصل على نجومية المباراة، واحداً من أهم اللاعبين، ليس في مباراة الثلاثاء فقط، إنما في مسيرة الهلال منذ تأسيسه، وفي المجمل كان جميع نجوم الهلال مساء يوم الثلاثاء على موعد من الإبداع والإمتاع الذي أشبعوا من خلاله الحضور الجماهيري الذي كان نجم اللقاء، حيث استقبلوا حافلة الفريق حينما حضر للملعب بشكل مختلف، وطريقة جديدة، استطاعوا من خلالها زرع الروح وبث الحماس عند لاعبي الهلال، فقد اصطف الجمهور خارج الملعب، يمين ويسار الحافلة التي كانت تقل اللاعبين، مرددين أهازيج الزعيم، والمنظر هنا كان جميلا وفاتنا حد الطغيان، وهذه الطريقة من الأولويات التي قدمها جمهور الهلال في الملاعب السعودية، ووجدوا عليها ثناء منقطع النظير، بينما كان حضورهم ودعمهم ومؤازرتهم داخل الملعب من أول دقيقة حتى آخر دقيقة، وكان تأثيرهم على فريقهم وعلى المنافس واضح وجلي، لذلك استحقوا الحصول على نجومية اللقاء دون منازع.
الحضور الجميل للهلال، ونشوة نجومه، ودعم مدرجه، مساء يوم الثلاثاء، يفترض أن يُستغل في مباراة التعاون الدورية التي ستقام يوم السبت القادم، وتعتبر من أهم المباريات، قبل فترة التوقف التي سيلعب فيها المنتخب السعودي مباراتين ضمن التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026، فانتصار الهلال في مباراة التعاون سيشكل ضغطاً كبيراً على المتصدر، أيضاً سيعطي دفعة معنوية للاعبين وجماهير الهلال، كما سيعطي المدرب البرتغالي جورجي جيسوس فترة استرجاع، وراحة من الضغوط التي مر بها في الشهرين السابقين، وكادت أن تعصف به، لولا تفوق الهلال في مباراة باختاكور، وهذا ما يجب أن يكون درساً لمنظومة الهلال بشكل كامل.
عودة الهلال في مباراة باختاكور كانت مهمة لجماهيره ومنسوبيه، ولولا هذه العودة لتبعثرت أوراق الهلال الداخلية، ولهذا السبب جاءت ردة الفعل الهلالية بفرحة عارمة، كونهم اقتربوا من تجاوز مرحلة الخطر، واستعادوا توازنهم بالفوز في مباراتي الفيحاء دورياً وباختاكور آسيوياً.
اليوم، مطلوب من جيسوس ترك المكابرة والعناد، وعدم الإصرار على الخطأ، فتميز كنو وتمبكتي وقبلهما ليوناردو، أكد على أن المركز يجب أن لا يكون «حكراً» على اسم معين، فاللاعب الذي ينخفض مستواه يجب أن يُركن في دكة البدلاء، وهذا هو السلاح الأهم في يد أي مدرب، لتعزيز قوة فريقه، كما ينبغي على اللاعبين الالتزام بدورهم المناط بهم، لا أن نراهم مباراة في رتم عال، وأخرى منخفض، أما الإدارة فيجب أن تضرب بيد من حديد تجاه كل لاعب لا يقوم بدوره، ومناقشة المدرب متى دعت الحاجة، ويبقى دور الجمهور، وهو الدور الذي أعاد للهلال توازنه في مباراة باختاكور، والجمهور الهلالي بشكل دائم، بامكانه أن يعيد الفريق إلى جادة الصواب، مرة بالنقد، ومرة بالدعم، وهذا ما حصل من جمهور الزعيم، الذي يعرف دوره تماماً.
النقد والشخصنة
الفرق بين النقد والشخصنة، مثل الفرق بين المشرق والمغرب، ومثل الفرق بين السماء والأرض، ومثل الفرق بين العاقل والمجنون، فالنقد الهادف يجب أن يُبنى على رؤية حقيقية، ينطلق من خلالها الناقد لنقد شيء معين، والسعي لإصلاحه، واضعاً بعض الحلول التي يراها مناسبة لمعالجة السلبية أو المشكلة التي انتقدها، وهذا هو النقد الصحي والطبيعي، الذي ترتقي من خلاله المؤسسات والشركات والمنظمات، وهو مطلوب في جميع الأوقات، وأول من يرحب به هم المسؤولون في أي جهة كانت، وعلى النقيض تماماً، تأتي (الشخصنة)، وهي تُبنى على وجهة نظر تنطلق في العادة من الأهواء الشخصية، أو مسألة (العناد)، وأحيان قليلة تنطلق من خلال جهل الناقد، وهي مرفوضة تماماً، ولا يقرها عاقل، ولا يقبلها مسؤول.
أسوق هذه المقدمة، وقد شاهدت مايحدث في الوسط الرياضي تحديداً، من اعتلال بعض نقاده، وافتقار بعضهم لأدوات النقد، والارتكاز في الغالب على العاطفة، وهذا دون أدنى شك يشوه الحالة النقدية التي يفترض أن يلتزم بأدبياتها جميع النقاد، ولكن مع كل أسف، نحن نشاهد نقاداً في الوسط الرياضي، يعبثون بالحرف، ويشوهون الجمال، باسم النقد، والنقد هنا براء منهم كبراءة الذئب من دم يوسف.
تحت السطر:
- من زرع في عقل يايسله مدرب فريق الأهلي نظرية المؤامرة؟، شخص يعيش بفكر قديم لا يمكن أن يستوعب المرحلة التي تمر بها الرياضة السعودية، ولذلك ستبقى مشكلة كرة القدم السعودية في العقلية الإدارية التي تدير بعض الأندية، والتي تعتقد أن فكر 1970، يستطيع من خلاله التواجد والنجاح.
- لا جديد، أرادوا تحقيق بطولة المكاتب بعد أن عجزوا عن تحقيقها في الملاعب.