فضل بن سعد البوعينين
سرق المنتدى السعودي للإعلام، الأضواء، من حيث التنظيم، والمحتوى، وعدد الحضور ونوعيته، والذي شهد حضورًا واسعًا من أصحاب السمو والمعالي والوزراء والرؤساء التنفيذيين لكبار وقادة الفكر، وشركات الإعلام، ومشاركة واسعة من مؤثرين عالميين، وخبراء من مختلف أنحاء العالم.
في الفضاء الإعلامي، هناك من ينقل الحدث، وهناك من يصنعه، فتتحول كلماته، أو فيديوهاته، أو صوره إلى مادة دسمة تتناقلها وسائل الإعلام، والمنصات الرقمية، أو كما يقال في لغة جيل الألفية «ترند». ومتى اجتمع نقل الحدث مع صناعته أصبح تأثيره أكبر وأعم وأشمل لدى المتلقين، خاصة مع وجود المنصات الرقمية التي ترتفع من خلالها عدد المشاهدات والمشاركات، وتنتشر في الفضاء الرقمي، فتتجاوز الحدود لتصل أنحاء العالم في ثوان معدودات.
تقارير إعلامية أشارت إلى أن إبن الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأصغر، «بارون»، كان له دور كبير في صعود والده السياسي من جديد وعودته إلى البيت الأبيض. مجلة «تايم» تحدثت عن الدور الذي لعبته برامج البودكاست في جذب ترامب لشريحة مهمة من الناخبين الأميركيين، وهم الشباب الذكور.
«تايم» ذكرت بأن «حوارات البودكاست التي أجراها ترامب والتي ركزت على الشباب الذكور أصبحت استراتيجية أساسية لحملته الانتخابية غير العادية». بات معروفا أن فئة الشباب، أكثر إلتصاقا وتأثرا بما يجري تداوله في منصات البودكاست ومواقع التواصل الاجتماعي، حيث تتشكل مواقفهم وأفكارهم من المحتوى الذي يتم بثه من خلالها.
اهتم منتدى الإعلام السعودي، بمتغيرات الإعلام وتحدياته ورسم ملامح المستقبل، وأطلق نسخته الرابعة تحت شعار «الإعلام في عالم يتشكل».
وزير الإعلام سلمان الدوسري، أكد أن «المملكة أصبحت قصة نجاح كبيرة في القرن الحادي والعشرين، بفضل إعلامها الذي يعتمد على أدوات المستقبل ويتطلع إلى تحقيق تأثير عالمي». إستضافة أكثر من 15,625 فعالية بحضور 42 مليون زائر، خلال العام 2024 يعكس دور المملكة الريادي كمركز عالمي للفعاليات الكبرى.
الإعلام، بوسائله وأدواته المختلفة، قادر على إحداث التغيير والتوجيه وفق سياسات ورؤى وإستراتيجيات محددة، ومتى وُجِد التكامل بين مكونات التغيير المختلفة، وفي مقدمتها القيادة، والإستراتيجية الوطنية، والبرامج النوعية، أصبح الإعلام جسرا لتوجيه المجتمع وقيادته والدفاع عن رؤيته الوطنية التي تحتاج إلى الحماية والحضانة والدعم في مرحلة الإنطلاقة، والبناء.
ومن المهم استشراف ملامح الإعلام المستقبلي، وتحولاته المتسارعة، ومعالجة التحديات التي تواجه الصناعة الإعلامية، وتأهيل المواهب، وتطوير الكفاءات في جميع القطاعات الإعلامية لتشكيل قاعدة بشرية متكاملة ذات كفاءة عالية قادرة على إدارة المشهد الإعلامي، وتعزيز الصناعة الإعلامية ورفع مساهمتها في الناتج المحلي الإجمالي، وهو ما تسعى المملكة لتحقيقه، ويهتم منتدى الإعلام السعودي بمناقشته وإبرازه، إضافة إلى محاور مهمة أخرى ومنها السياسات الاقتصادية لرؤية المملكة، و دور الإعلام في تحولات الطاقة والابتكار المستدام، و إدارة الأزمات والبنية الرقمية، وإقتصاديات الإعلام، و الذكاء الإصطناعي في الصحافة، والتخطيط الإعلامي في ظل التحولات الرقمية.
وفي جلسة «دهاليز الطاقة وصناعة القرار» التي أدارها وزير الإعلام، شدد الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز، وزير الطاقة، على أن صناع التأثير في احتياج لصناع التغيير، وأن التغيير الذي صنعه سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أسهم في إيجاد تأثير حقيقي للمملكة.
وهذه حقيقة ثابتة وواضحة للجميع؛ فالتغيير الذي أحدثه سمو ولي العهد خلال سنوات قليلة أسهم في تعزيز مكانة المملكة عالميا، وتطويرها داخليا، وإحداث ثورة تنموية غير مسبوقة برؤية تقدمية تستشرف المستقبل، وتهتم بصناعته، وبناء اقتصاد وطني قوي ومستدام يحاكي من خلاله اقتصادات الدول المتقدمة.
قصة نجاح ملهمة، واستثنائية، صنعها سمو ولي العهد في القرن الحادي والعشرين، وما زال للقصة بقية ستثبت للعالم قدرة المملكة على إحداث التغيير الأكبر والتحول الاقتصادي والمجتمعي وبناء قوة منافسة في منطقة تحيط بها التحديات من كل جانب.
رئيس الوزراء البريطاني الأسبق بوريس جونسون، ذكر في المنتدى، بإن السعودية محظوظة بقائد شجاع مثل ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الذي استطاع تحقيق انتصارات سياسية عدة، وأنها تتمتع بقيادة حازمة ورؤية واضحة تجاه كيفية تغيير البلد، وعدم اعتمادها على النفط، وأنها ستكون الوجهة الأولى للسياحة في العالم بإمكانياتها الفائقة.
جمع سمو ولي العهد بين صناعة التغيير والتأثير الإيجابي العالمي، حتى أصبح نموذجا قياديا يضرب به المثل، وتتمنى شعوب المنطقة أن تحظى بقائدٍ مثله، ليعيد بناء دولهم، ويحميها من المخاطر. قصص التغيير الملهمة في المملكة، صنعت التأثير الإيجابي، الذي تلقفته وسائل الإعلام العالمية والإقليمية والمجتمعات العربية، والإعلام السعودي الذي يشهد مرحلة تغيير وتطوير شاملة، وفق رؤية إستراتيجية حصيفة محققة للاهداف الإستراتيجية، وتتماشى مع رؤية 2030 وتتوافق مع متغيرات الصناعة الإعلامية العالمية، حتى أصبح شريكا في التغيير والتأثير.