سهم بن ضاوي الدعجاني
عندما كتب رئيس النادي الأدبي الثقافي بجدة الدكتور عبدالله بن عويقل السلمي في حسابه على منصة(x:) إن ملتقى «قراءة النص» في دورته الواحدة والعشرين اختار الأديب المثقف محمد عبدالرزاق القشعمي الشخصية المكرمة لهذا العام 1446هـ ، نظير جهوده في تتبع التوثيق الشفهي ، وعلل ذلك بقوله : إن اختيار «القشمعي» جاء منسجمًا ومتوافقًا مع عنوان الملتقى «التاريخ الأدبي والثقافي في المملكة العربية السعودية بين الشفاهية والكتابية»، هنا يؤكد هذا النادي العريق على منهجيته الثابتة في التكريم والاحتفاء برموزنا الثقافية ومنهم الصديق أبو يعرب المسكون بالكتابة عن «أدباء الظل» ، والمهموم برصد «البدايات» ، كل ما استطاع إلى ذلك سبيلا ، من خلال تواصله الفعال مع الصحف و المجلات والدوريات الثقافية المحلية والإقليمية و العربية ، على مدار السنوات الماضية ، لما يتمتع به من صلات فكرية واسعة مع جميع ألوان الطيف الفكري داخل المملكة وخارجها ، إضاقة إلى علاقاته الفاعلة مع رؤساء التحرير ومسؤلي الأقسام الثقافية في الصحف و المجلات المحلية، مما زاد من مساحة حضوره الثقافي مع جميع المهتمين بالشأن الثقافي على المستويين المحلي و العربي ، كما زاده حضورا اهتمامه الكبير بالسفر و الترحال من أجل زيارة معارض الكتاب في عواصم الدول العربية ، فبغداد و دمشق و القاهرة تشهد له بذلك ، كما أنه يتميز بخصلة جميلة جدا يكاد يفوق أهل الأرض به وهي حرصه الكبير على التواصل الإيجابي و المثمر بشكل مستدام مع كل المهتمين بالشأن الثقافي على مختلف الاهتمامات دعما و تشجيعا و خدمة للثقافة و مازلت أتذكر بكل اجلال لهذا المثقف وأنا في بدايات التأليف و النشر عندما كتب قي عدد ربيع الأول لعام 1427هـ (قبل 19 سنة) في المجلة العربية عندما قدمت له «مسودة « من كتابي « الصالونات الأدبية في المملكة العربية السعودية .. رصد وتوثيق «، حيث كتب تحت عنوان « المجالس الأدبية في المملكة العربية السعودية» : «اطلعت على مخطوطة كتاب يعده الأستاذ سهم بن ضاوي الدعجاني سكرتير تحرير «المجلة العربية « عن المجالس الأدبية في المملكة ، فأعجبت بدقة رصده و تتبعه لمراحل تطور تلك المنتديات أو الصوالين أو المجالس الأدبية ، وقد أحسن الظن بي باطلاعي على مسودة الكتاب قبل نشره « ، وهنا لابد من الاعتراف بالفضل لهذا الشهم بأن السطور أعلاه كانت من أقوى دوافعي للاستمرار في البحث والكتابةوالنشر ، بعد ذلك زادت صلتي به من خلال حضوره المستمر لعدد من الصالونات الثقافية بمدينة الرياض ومن أبرزها حضوره الأسبوعي الدائم لضحوية الشيخ حمد الجاسر رحمه الله في حياته ، ثم بعد مماته في « خميسيته» الشهيرة قبل أن تتحول إلى «السبتية» المعروفة اليوم ، وأذكر في عام 1425هـ ، عندما كنت مديرا لمركز حمد الجاسر الثقافي ومشرفا على الخميسية أنه ألقى بالتشارك مع الأستاذ أحمد الدويحي محاضرة عن « لمحات من حياة الروائي السعودي عبدالرحمن المنيف» ، ثم توطدت العلاقة بأبي يعرب في مناسبات ثقافية مختلفة ، لعل من آخرها مشاركتي معه في الجلسة الأولى ضمن ملتقى قراءة النص 19 بعنوان « الحراك الأدبي و النقدي للصالونات الثقافية في المملكة العربية السعودية « ، الذي نظمه النادي الأدبي الثقافي بجدة عام 1444هـ ، بمشاركة كل من : الدكتور منال العيسى و الدكتورة سحر الدوسري، يقول عنه الأستاذ بدر الخريف شفاه الله و عافاه : « ولأبي يعرب قدرة على التقاط الأشياء الجميلة وتوظيفها لصالح شخصياته الذين رصدهم، فقد أنجز كتابا توثيقيا عن حياة «سليمان بن صالح الدخيل»، أول صحافي من منطقة نجد، تتبع من خلاله حياة الدخيل ابتداء من مسقط رأسه بريدة وحتى هجرته إلى العراق التي يقول عنها القشعمي «لعل من العوامل التي وفرت له أسباب التزود بالعلم والمعرفة وجود عمه جار الله الدخيل المقيم في بغداد، إضافة إلى الأجواء الفكرية المتوافرة، فكان أن برز الدخيل في ميدان الصحافة وأصدر جريدة في بغداد عام 1910 اختار لها اسم (الرياض) تيمنا بحاضرة نجد الرياض، كما أنه أول نجدي يؤسس دارا للنشر في بغداد ثم يصدر مجلة (الحياة) وجريدة أسبوعية سماها (جزيرة العرب)» .