محمد العويفير
يبدو أن معظم أندية دوري روشن السعودي تعيش في دوامة من القرارات والقيود الغامضة التي تفرضها لجنة الاستدامة المالية، وسط صمت مطبق من الجهات المسؤولة مما يعزِّز صحة انتقادات الأندية التي طالما اشتكت من الازدواجية والتباين في تطبيق القوانين، وبينما ترفع الأندية صوتها مطالبة بالوضوح والشفافية تواصل اللجنة نهجها المبهم دون أي تبرير أو تفاعل مع المطالبات المتكررة، فما يحدث حاليًا من تخبط في قرارات اللجنة يثير تساؤلات حقيقية حول مدى جودتها واتساقها في تطبيق القوانين، فبعض الأندية تُحرم من تسجيل لاعبيها بسبب «التزامات مالية» بينما تحصل أخرى على استثناءات غير مفهومة مما يعزِّز الشكوك حول وجود ازدواجية في التعاملات.
كيف يمكن تفسير أن نادٍ يتم إيقافه بسبب ديون بسيطة أو تكون بلا ديون وقادرة على تغطية تكاليفها بينما نادٍ آخر ينجو رغم التزاماته المالية الضخمة! هذه الفوضى تضر بمبدأ تكافؤ الفرص وتهز ثقة الأندية في آلية اتخاذ القرار داخل اللجنة، الأمر لا يتوقف فقط على الغموض، بل يتعداه إلى تجاهل تام من قبل اللجنة لاستفسارات الأندية. إدارات الأندية ترسل طلبات توضيح وتستفسر عن معايير الاستدامة وتبحث عن حلول، لكن تقابلها اللجنة بصمتٍ مستفز وكأن الهدف ليس تنظيم الشأن المالي للأندية، بل وضع العراقيل أمامها.
ما فائدة لجنة يُفترض أن تكون داعمة للاستقرار المالي لكنها تُغرق الأندية في حالة من عدم اليقين في إجراءاتها؟ لماذا يُترك مسؤولو الأندية يكافحون لفهم قرارات مفاجئة تُفرض عليهم دون نقاش أو توضيح؟ إن استمرار هذا النهج يهدِّد استقرار الأندية ويعرقل تطور الدوري، في الوقت الذي تسعى فيه السعودية لأن يكون دوريها من بين الأقوى عالميًا، ولا يقتصر تأثير هذه السياسات الغامضة على الإدارات فقط، بل يضرب استقرار الفرق ويؤثِّر بشكل مباشر على سوق الانتقالات، إذ تجد بعض الأندية نفسها عاجزة عن إتمام صفقاتها بسبب قرارات مفاجئة تحرمها من التسجيل رغم عدم وجود معايير واضحة للالتزام.
الوضع الحالي لم يعد يحتمل المماطلة، واستمرار اللجنة في سياسة الصمت والتجاهل لا يخدم أحدًا، الأندية بحاجة إلى إجابات واضحة ومعايير شفافة وقوانين تطبّق على الجميع دون استثناءات، المسؤولون مطالبون بالتدخل، فاستمرار هذا التخبط دون حلول سيُضعف مشروع تطوير الكرة السعودية، ويؤثِّر على ثقة المستثمرين واللاعبين العالميين في الدوري.
رسالتي:
ما يحدث الآن ليس استدامة مالية، بل هو ضبابية تامة تضرب الاستقرار وتفتح الباب أمام الفوضى. إما أن تتحرك اللجنة بسرعة لتوضيح سياستها وإنهاء هذه الفوضى أو أن تدفع الكرة السعودية الثمن غاليًا.
** **
- محلِّل فني