أحداث كروية كثيرة تشهد على أن كرة القدم (واقعية جداً) لا تعترف بالتاريخ إلا كمجرد سجلات لكن الواقع يحتاج لعمل ومجهود لتحقيق النتائج الواقعية لذا لا عجب أن اعزت مغمورا أو أذلت عزيزا لم يقدم في سبيلها المطلوب رقما (نتيجة) بشكل عام ولا أعني فريق.
* في مباراة الهلال أمام الاتحاد في بطولة كأس الملك، قدم الهلال كل شيء لكن الاتحاد تفوق نفسيا وأجاد اللعبة فكسب الهلال بطريقة ذكية جدا ولا عجب في ظل السباق والتنافس الكبير بينهما والندية، يكفي أنهما الأفضل حاليا محليا في الدوري يتبادلان معا لعبة الكراسي الموسيقية في السباق على صدارة الدوري.
* انتعاش الاتحاد محليا مبهر جدا بالذات مع تزامن عودة النجم كريم بن زيمة لسابق مستوياته المعهودة مع الريال، وأتمنى استمرارية وجوده مع العميد، أعجبني كذلك مستوى النجم كانتي والمستوى الخرافي الذي يقدمه الحارس الأجنبي مع الاتحاد الذي تراقص على هزيمة الهلال!
* وفي سياق آخر، أعجبني تعامل المدرب الكبير جيسوس مع المدافع الدولي علي البليهي ففي الوقت الذي هاجم الجميع اللاعب وشككوا في أحقية لعبه للهلال وقبلها المنتخب أساسيا وحملوه كل الأخطاء الدفاعية والأهداف التي ولجت المرمى هنا وهناك وقف إلى جانب اللاعب ودافع عنه بالحق ودعمه ولم يحمله أخطاء لا علاقة له بها بحسه التربوي؛ فالمدرب اولا وأخيرا معلم يدرك أنه بشر، والبشر معرض للهفوات والخطأ، وانخفاض المستوى.
جيسوس مؤمن بموهبة البليهي ومستواه وامكانياته أعاد له الثقة وأعطاه القيادة وشاهدنا البليهي يقدم مباراة كبيرة قائدا لزملائه في الملعب ومدافعا شرسا في موقعه وهدافا مميزا، أضاف لفريقه بعدا آخر كمدافع هداف، وهذا يعود الفضل فيه لأسلوب جيسوس والكيمياء الايجابية التي تجمعه باللاعبين فنجاحاته معهم وإنجازاته ودعمه لهم في الأوقات الصعبة لا ينسى أبدا إيمانا منه بحقيقة كرة القدم وواقعيتها فكل مرة لها حال وهذا سر جمالها وغموضها وتقلبها.
* ومن هنا أنطلق لنتيجة مباراة الكلاسيكو الإسباني، نهائي السوبر في جدة بين الريال وبرشلونة؛ ففي الوقت الذي راهنا جميعاً على تفوق الريال وفوزه بالكأس عطفاً على المستويات الكبيرة المميزة التي يقدمها في الدوري وعطفاً على اسم وتاريخ الريال رغم أن المقابل كبير وعظيم أيضاً البارسا لكن خسارة بخماسية كبيرة في حق زعيم الكرة الأوروبية، لكنها كرة القدم وواقعيتها يوم لك ويوم عليك.
* الهلال يحتاج لاعبين أجانب على مستوى يواجه بهم المقبل من المشاركات محلية قارية وعالمية من غير المنطقي يا إدارة الهلال وأنتم إدارة واعية ونموذجية الابقاء على مجرد اسم في الملعب (جعجعة بدون طحن) وأعني نيمار الذي لم ولن يقدم للهلال ما تحصل عليه بالمقابل، نيمار اسم فقط في الملعب لن يفيد وجوده مع الهلال لا محليا ولا قاريا أو عالميا. الهلال يحتاج لاعبا يقدم نتائج يحرث الملعب ويحصده لاعب هداف وأيضاً مدافع.
كما أتمنى أن لا يتم التفريط في لاعبي الهلال الدوليين أمثال محمد كنو وعلي البليهي وأن يتم التجديد معهما لأن الجميع يتمنى الحصول على خدماتهما في ظل مستوياتهما الحالية فلا تفرطوا بهما.
** **
- هيا الغامدي
@Haya_alghamdi