سلطان مصلح مسلط الحارثي
تقول المعلومة التي نشرتها وسائل الإعلام الخليجية، إن اتحاد كرة القدم الخليجي، أرسل للاتحادات الأعضاء، ترشيح أسطورتهم الخليجية، ليتم تكريمه في نهائي خليجي26، وقد تجاوبت جميع الاتحادات الخليجية، باستثناء الاتحاد السعودي، الذي قال لهم «أنتم رشحوا»، ليتم ترشيح محمد عبدالجواد، الذي لعب مع جيله واعتزل ولم يحقق بطولة خليجية! فكيف تم اختياره؟ وبناء على ماذا تم الاختيار؟ الملام هنا ليس الاتحاد الخليجي لكرة القدم، إنما الملام هو اتحادنا الذي عجز عن اختيار لاعب -إن صحت المعلومة-، فهو أكد ضعفه وهشاشته، وعجزه التام عن مواجهة الوسط الرياضي، وإن كان اختيار عبدالجواد من اتحادنا، فتلك كارثة وفشل ذريع، وتعصب ممقوت، فالبطولة الخليجية التي استمررنا عدة سنوات نأمل تحقيقها، ظلت عصية علينا، حتى جاء جيل أسطورة كرة القدم السعودية سامي الجابر وحققها عام 1994، بعد أن قاد هذا الجيل منتخبنا للتأهل لكأس العالم 94، فلماذا تم اختيار عبدالجواد، وتُرك الأحق؟ سؤال لن يتم الرد عليه، فاتحاد الكرة يهاب ويخاف ردة الفعل، ويؤكد المؤكد في أنه اتحاد ضعيف، لن يستطيع فعل شيء لكرة القدم السعودية.
من يوقف مهازل دفاعات الهلال؟
للمرة الثالثة في هذه الزاوية أطرح السؤال التالي: من يستطيع أن يوقف المهازل التي يرتكبها دفاع الهلال؟ في المرة الأولى كتبتها بعد مباراة الهلال والعين آسيوياً قبل عدة أشهر، وكتبتها للمرة الثانية بعد تعادل الهلال مع النصر دورياً، وها هو الأمر نفسه يتكرر، في ليلة مباراة الهلال والاتحاد في ربع نهائي كأس الملك، حيث خسر الهلال بركلات الترجيح، بعد أن تعادل الفريقان بنتيجة إيجابية 2-2، في مباراة ماراثونية، بدأها جيسوس بدخول لاعب مصاب (ميتروفيتش)، خرج من الدقائق الأولى من المباراة! واستكملها ببعض اللاعبين الذين لا يمكن أن يكونوا في صفوف فريق مثل الهلال، يطمح في تحقيق جميع الألقاب المحلية والقارية، والمنافسة على كأس العالم للأندية في أمريكا الصيف القادم.
نعود للدفاع الهلالي، الذي تتكرر أخطاؤه دون وجود أي رادع، فالأهداف التي ولجت مرمى الهلال في كثير من مباريات هذا الموسم، وفي مباراة الاتحاد تحديداً، يتحمَّلها المدافع علي البليهي الذي يعيش في أسوأ أيامه، وعلى الرغم من ذلك يصر جيسوس على الاستعانة به، وتفضيله على زملائه الذين يستحقون الفرصة! فلماذا يصر جيسوس على هذا الخطأ؟ ويضع البليهي في مواجهة مباشرة مع جماهير الهلال؟
البليهي هذا الموسم ليس بالبليهي الذي تعرفه الجماهير الهلالية، ويبدو أن تقدّمه في العمر (35) عاماً، أثَّر على مستوياته الفنية التي تراجعت بشكل مخيف، حتى جعلت الجمهور الرياضي السعودي ينتقد مستواه مع المنتخب في التصفيات العالمية، وفي بطولة الخليج، كما جعلت جماهير الهلال تنتقده بحدة، بسبب السوء الذي بلغه، رغم أن هنالك من حاول أن يبرر له، لتخفيف حدة النقد، ولكن البليهي في كل مرة يثبت أنه لم يعد يستحق الاستمرار في صفوف فريق الهلال، واستمراره لموسم آخر خطأ، أما الكارثة إن استمر أساسياً في المباريات القادمة، وهو بنفس المستوى المتدني، ولذلك يفترض وضعه على دكة البدلاء حتى نهاية عقده الذي ينتهي بنهاية الموسم الحالي، أو يرتفع مستواه، واستبداله بمن يستحق المركز، فقرار مثل هذا سوف يشعر جميع اللاعبين بأنه لا يوجد لاعب يستطيع ضمان مركزه، ومن ينخفض مستواه سوف يجد نفسه في الدكة، وربما خارج أسوار النادي.
الهلال الذي سيطر في الموسم الماضي على جميع البطولات المحلية، خرج يوم الثلاثاء من كأس الملك على يد الاتحاد، وفي دوري روشن تنازل عن صدارته لصالح الاتحاد أيضاً، وهذا ينبئ عن وجود مشاكل في الفريق الهلالي، ولعل أول تلك المشاكل سوء الدفاع، ولن يكون آخرها وجود لاعبين في صفوفه لا يستحقون حتى الجلوس في دكته، فهل يمكن للقائمين على الهلال تدارك وضع فريقهم قبل أن يخسر كل شيء؟ خاصة أن فترة التسجيل الشتوية قد بدأت منذ بداية يناير، ويجب استغلالها لتعديل الأخطاء.
ويبقى السؤال المهم: هل استغل جيسوس فترة توقف المنافسات المحلية، مدة شهر؟.. قبل التوقف كنت أعتقد أن جيسوس سيعمل معسكراً لإعداد الفريق، خاصة إن فترة ما قبل التوقف كانت سيئة جداً بالنسبة للهلال، ليجهزهم لبقية الموسم، ولكنه لم يفعل ذلك، واستبدلها بمنح اللاعبين إجازات متفرِّقة، ولم يلعب أي مباراة ودية باستثناء مباراة الفيحاء! وهذا الخطأ يتحمَّله جيسوس والطاقم الإداري، ويجب أن تتم مساءلتهم، كيف يُترك الفريق لمدة شهر دون معسكر؟!
المفكر الهلالي ورجل الاستثمارات
لفت انتباهي حديث تداوله جمهور الهلال، للأستاذ سلطان آل الشيخ، رئيس شركة نادي الهلال الاستثمارية، بتاريخ 23-8-2022 ، حيث قال (هدفنا القادم هو أن تصل إيرادات نادي الهلال إلى مليار ريال سنوياً، ولكن هذا يحتاج لبعض الوقت).
هذا الحديث، تداوله الهلاليون بعد الإعلان عن التقرير المالي لنادي الهلال، الذي صدر الأسبوع قبل الماضي، وقد احتاج آل الشيخ لسنتين وأربعة أشهر فقط، لتصل إيرادات الهلال للرقم الذي وضعه هدفاً له، وهذا نجاح يحسب للمفكر الهلالي ورجل الاستثمارات آل الشيخ، الذي يبذل جهوداً كبيرة لرفع الإيرادات الهلالية من خلال شركة نادي الهلال، وقد بلغ هدفه، وهنا أكاد أجزم أنه سيرسم هدفاً آخر ليصل له خلال فترة وجيزة، فشخصية بحجم آل الشيخ لا تهدأ ولا تكل من العمل والنجاحات، فهنيئاً للهلال بسلطان، وهنيئاً لسلطان بالهلال.
تحت السطر
- منذ بداية هذا الموسم ودفاعات الهلال تعاني، سواء حضر بونو ونيفيز، أو غابا، وهذا يوضح عمق المشكلة، التي لا تغيب بحضور الحارس العالمي بونو، والمحور الأسطوري نيفيز، ولذلك يفترض معالجة الأمر قبل أن يخسر جيسوس وفريقه كل شيء.
- للمرة الثالثة في هذا الموسم يستعين جيسوس بلاعبين مصابين، لم تكتمل جاهزيتهم، فعلها في نهائي السوبر حينما استدعى مالكوم، ليغيب بعدها شهراً، وفعلها مع نيفيز الذي لعب أمام الاتحاد دورياً، ليغيب بعدها أكثر من شهرين، وكررها مع ميتروفيتش الذي لعب أمام الاتحاد قبل يومين، ليخرج بعد دقائق معدودة من بداية المباراة! وهذا يجعلنا نستغرب من جيسوس مثل هذه التصرفات، فالمدرب الكبير هو من يوجد الحلول بغياب نجوم الفريق، وجيسوس مدرب كبير دون أدنى شك، ولكن إشراكه للاعبين مصابين يضع المشجع الهلالي في حيرة من أمره.
- من يلوم المهاجم البرازيلي الشاب ليوناردو مخطئ، فاللاعب يحضر مباراة ويغيب أخرى، وربما يغيب أكثر، بسبب نظام رابطة دوري المحترفين، ولذلك من الصعب تقييمه، خاصة أنه إذا لعب بوجود ميتروفيتش، تكون أدواره غير واضحة.
- سوء الدفاع الهلالي جعل بعض الجمهور يشكك في قدرات الحارس العالمي ياسين بونو، معتقداً أن مستواه انخفض، بينما سوء الدفاع جعل بونو سيئاً، وجعل نيفيز سيئاً.
- بنزيما يطلب وتُنفذ طلباته، وكريستيانو يطلب وتُنفذ طلباته، فمن للهلال والأهلي حتى تنفذ طلباتهما؟
- بعد ثمانية انتصارات هلالية متتالية، استطاع الاتحاد الفوز على الهلال بركلات الترجيح، وانتشر الفرح بين كل الاتحاديين، وهذا حقهم، فالسيطرة الهلالية على الاتحاد كانت مؤلمة، وربما دفع الهلال ثمنها.