محمد الخيبري
في ليلة من ليالي الشتاء الجميلة كان هناك موعد جماهيري في قمة كرة القدم السعودية في الكلاسيكو الأقوى والأعظم على الاطلاق. وفي إحدى مواجهات منافسات كأس خادم الحرمين الشريفن يلتقي على أرض ملعب المملكة أرينا قطبا كرة القدم السعودية الهلال والاتحاد في مباراة لا تقبل القسمة على اثنين.
في مباراة تحبس فيها الأنفاس كثيراً وتتعالى الأصوات فيها تارات وتارات وفي مباراة يقف فيها المحللون والمتوقعون حائرين أمام صفوة نجوم كرة القدم السعودية.
أعترف أنني محظوظ كوني توقعت النتيجة متعادلة بهدفين، وهذا توقع صحيح، ولكنه ناقص لأني لم أجزم بتوقعي بهوية الفائز بضربات الحظ الترجيحية.
انتهت جميع الأشواط الأصلية والاضافية بنتيجة متعادلة عادلة ليكسر فيها فريق الاتحاد مسيرة التعثرات والهزائم على يد الهلال الذي استمر لثماني مواجهات متتالية ولمدة تجاوزت العام بأشهره وفصوله الأربعة.
نتيجة هذه المباراة قد تكون لقاح بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين لفريق الاتحاد ولقاح عودة الهلال القوية للمنافسة على ما تبقى من استحقاقات خصوصاً بطولة الدوري السعودي للمحترفين.
كالعادة قمة تفي بوعودها.. ولكن! هناك بعض المعطيات التي لابد وأن نتوقف عندها كثيرا على الرغم من حجم المتعة الكروية التي قدمها نجوم الفريقين وتسجيلهم لأربعة أهداف تقاسموها طوال أشواط المباراة الإصلية والاضافية.
أهدرت العديد من الفرص وكان المستوى الفني دون المتوقع من الفريقين نظراً لوجود اصابات واجهاد للنجوم الدوليين إضافة إلى فترة التوقف الطويلة جداً لخوض منتخبنا الوطني منافسات البطولة الخليجية 26 التي أقيمت بدولة الكويت الشقيقة.
خرج الهلال من بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين لعدة أسباب رئيسية تسببت فيها بعض القرارات المتهورة من اتحاد كرة القدم السعودي والتي ألقت بظلالها على جميع الفرق وعانا منها جميع الفرق وليس الهلال فقط.
جميع الفرق المشاركة بالدوري السعودي المحترف تعاني كثيراً إذا فقدت أحد نجومها لعدم وجود البديل نظراً لالزام الفرق بتسجيل 25 لاعباً فقط بين محترف أجنبي ومحلي.
هذا القرار لابد وأن تعاد دراسته بشكل عاجل لضمان قوة المنافسة إضافة لدراسة قرار رفع الزيادة العددية للاعبين المحترفين، وذلك لضمان تواجد نجوم دوليين يخدمون منظومة منتخبنا الوطني ولضمان حماية نجومنا من الاجهاد مدة موسم وياضي طويل جداً ذو روزنامة متضخمة بأكثر من منافسة واستحقاق وبطولة.
وهناك عدة عوامل رئيسية تحتم إعادة دراسة تلك القرارات، ومنها ومن أهمها التقادم في أعمار اللاعبين الدوليين وعدم وجود الفرصة الكافية للنجوم الصاعدين للمشاركة في المبارايات، عطفاً على تواجد معظم النجوم الدوليين الحاليين في دكة البدلاء لتواجد ثمانية لاعبين محترفين أجانب في خارطة فرقهم الفنية.
تلك العوامل قد تتسيب في ندرة المواهب المحلية وتوقع معظم تلك المواهب في اندية دوري يلو للمحترفين أو في دوري الدرجة الثانية والثالثة ويتقاضون مبالغ عقود احترافية متواضعة وضعيفة مقارنة بما يتقاضاه النجوم المحليين في دوري روشن السعودي للمحترفين.
هناك تضخم في أعمار اللاعبين الدوليين وتضخم في عقودهم وتضخم في عدد المحترفين الأجانب ومبالغة في تقليص عدد اللاعبين بالفرق المحترفة واصرار على القرارات التي تم اتخاذها في السابق ليكن الضحية فرقاً محترفة يتعرض نجومها للاصابات دون وجود بديل ومنتخبنا الوطني المبتعد تماماً عن الانجازات لأكثر من عقدين من الزمن.
قشعريرة
خسارة الهلال وخروجه من كأس خادم الحرمين الشريفين كانت مصدر حزن وسخط من الجماهير الزرقاء على بعض نجوم الفريق، على الرغم من الانجازات والأرقام التي حققها زعيم آسيا وكبيرها إلا أن ما تحقق من أرقام وإنجازات متواصلة لم يشفع لنجوم الهلال عند جماهيرها التي لاتعرف لغة رياضية غير لغة الفوز والانتصارات والبطولات.
كانت هناك بعض الأخطاء من بعض لاعبي الفريق الهلالي وخصوصا من نجمي الفريق علي البليهي وعبدالله الحمدان، اللذين نالا النصيب الأكثر من الانتقادات منذ بداية الموسم. الهجوم الشرس على نجمي الهلال أراه غير مبرر والحملات الاعلامية التي تركزت عليهما كانت سبباً رئيسياً في توجيه سهام النقد الجماهيري عليهما مما انعكس ذلك على مستواهما في أرض الملعب. وعلى الرغم من تقديمهما لمستوى فني عال سواء مع الفريق أو المنتخب إلا أن ذلك لم يشفع لهما ولم يحمهما من الحملات الاعلامية الممنهجة ضدهما.
وأنا هنا لا أقف موقف المدافع عنهما بقدر ما أحاول أن أمسك العصا من المنتصف واحاول انصافهما فنياً مع مراعاة ردة الفعل الجماهيرية العاطفية والتي هي حق مكتسب لهم كونهم ينتمون لأكبر وأعظم فرق القارة الآسيوية.