عقل العقل
من حيث المبدأ لا مشكلة من النقد الرياضي للجميع، ولكن في برامجنا الرياضية وليس خارج الحدود، مصيبة أن بعض لاعبينا إذا تمت استضافته في قناة خليجية أن يشكك في لاعبي منتخب الوطن، بسبب تصرف مدافع أو مجموعة من لاعبي المنتخب في دورة كأس الخليج الأخيرة، لا مشكلة أن نركّز في نقدنا على الجوانب الفنية لمنتخبنا الوطني، وليس استغلال خروج المنتخب بدون إنجاز ونحمّل هذا الفشل للاعب محدد وادّعاء المثالية في الأخلاق الرياضية طوال مسيرة هذا المحلِّل الرياضي أو ذاك، وهي باعتقادي طبيعية أن يكون لأي لاعب مشكلة وتصرف حصل جراء ذلك على طرد في مباراة ما، وهذا موجود وموثّق في مسيرة النجم عبدالجواد، وهو نجم وطني كبير نقدّره، ولكن أعتقد أنه تحمَّس أكثر من اللازم في مشاركته في ذلك البرنامج، وأعطى لسانه العنان في الانتقاص من لاعب قوي وشرس وهو علي البليهي.
وأعتقد أن نرفزة الخصم في ملاعب كرة القدم في العالم موجودة، وكم شاهدنا من نجوم يسقطون في هذه المواقف في مباريات مصيرية لمنتخبات بلادهم، وكلنا يتذكّر نطحة زيدان مثلاً، هل ذلك الموقف يقلِّل من نجومية ومسيرة زيدان مع منتخب بلاده أو في الأندية التي مثَّلها؟
نعم، البليهي لم يوفَّق في بعض المباريات في هذه الدورة كما غيره من بعض لاعبي منتخبنا، ولكن نحاول أن نحمّله الفشل والهزيمة فهذا غير منطقي، وقد يكون لعب وطريقة البليهي لا تعجب البعض من جماهير ومحلِّلي برامجنا الرياضية لأسباب عدة، ويمكن إيجازها في أن فريقه الهلال تخصص بإقصاء فرقهم من البطولات لمواسم متتالية، والبليهي كان دائماً أحد الفاعلين في هذه البطولات كمدافع صلب، وأحياناً يسجل أهدافاً حاسمة لفريقه.
أعتقد أن هذه الغصة عند البعض منه هي بسبب خيباتهم من منظومة فريقه، والنيل منها، ولكن الأرقام تتحدث عنه في مسيرته الرياضية مع ناديه ومع المنتخب، ولا يعيب أي لاعب أن يكون في مستواه أو يتعرض لمشاكل خارج الملعب تؤثّر عليه، وقد يكون البليهي يعيش هذه الحالة.
علينا أن نكون عقلانيين بعيداً عن التعصب الضيق لأنديتنا في تقييم لاعبي منتخبنا الوطني وقول كلام عاطفي في برامج رياضية خليجية عن أوضاع منتخبنا ولاعبيه.
يعجبني بعض اللاعبين السعوديين الذين يشاركون في برنامج المجلس بقناة الكأس القطرية خلال دورة الخليج 26 وهما محمد السويلم وناصر الشمراني، فمشاعرهما مع منتخبنا الوطني يدافعان عنها في ذاك التجمع الإعلامي، ولا يتصيّدان أخطاء لاعبينا في تلك البطولة، وهذا هو الدور المطلوب لكل محلِّل سعودي أن يقف خلف منتخب بلاده وليس البحث عن «ترند» أو شهرة ولت منذ زمن.
الصحافة العالمية أشادت بقوة وجسارة البليهي في مباراة منتخبنا ضد الأرجنتين، واستطاع فيها مدافعنا البليهي استفزاز الأسطورة ميسي، والحال نفسها مع البليهي وكريستيانو في مباراة الديريبي بين الهلال والنصر، وتحصَّل رونالدو على كرت أحمر بعد اعتدائه على البليهي، هل البليهي مستفز؟ قد يكون كذلك ولكنه مدافع شرس في أغلب مشاركاته مع المنتخب أو ناديه، وعبدالجواد نجم نحبه، وزملاؤه حققوا إنجازات وطنية كبيرة ولكن الحماس واتباع الأهواء مضر بنجومية اللاعبين واللاعبين المعتزلين كذلك، فنحن من حقنا أن نعدد أو نتذكر مشاغبات عبدالجواد في الملاعب، ولكن هذا لا ينفي نجوميته الرياضية.