د.نايف الحمد
رغم أن المنتخب السعودي لم يحقق نتائج جيدة في خليجي 26؛ إلا أن ثمة فوائد يمكن لنا استخلاصها من هذه التجربة القوية، وسيكون لهذه المشاركة دور إيجابي في التعاطي مع المرحلة القادمة والعمل على حلحلة الإشكالات التي تواجهنا لصناعة منتخب قوي قادر على تقديم صورة جميلة تعكس واقعنا الرياضي.
في البداية من الواضح أن اختيار رينارد للاعبين لم يكن مثالياً؛ فقد حاول العودة للحرس القديم رغم أن الكثير منهم لم يكن في حالة جيدة، ومن الطبيعي أن يعيد التفكير في خياراته للمرحلة القادمة الأكثر أهمية.
كما أن المباراة المؤهلة لنصف النهائي أمام أسود الرافدين أظهرت وبجلاء حاجة اللاعب السعودي للإعداد النفسي ودوره في تقديم اللاعب كل ما يختزنه من إمكانات شخصية، كما أن منح الثقة للاعبين ودعمهم من قبل الجماهير له مفعول السحر على أدائهم، وهذا العامل يجب أن يتنبه له المسؤول، ومحاولة توجيه الرأي العام لدعم من يحمل شعار المنتخب بدلاً من التقليل منهم لأسباب تتعلَّق بألوان الأندية.
أما على صعيد إستراتيجية إعداد اللاعبين لتمثيل الوطن فأرى أن السياسة المتوازنة هي الحل وذلك باعتماد مقاربة تسمح بمشاركة عدد أكبر من اللاعبين السعوديين مع الأجانب في المسابقات المحلية، وأرى أن العودة التدريجية لـ8 أجانب حل متوازن؛ ويمكن أن يكون واحد منهم تحت سن 21 بدلاً من 8+2 وذلك لخدمة الفكرة التي من أجلها تمت إضافة هذين اللاعبين سواءً كان الهدف استثمارياً أو حتى للتجنيس مستقبلاً، على أن يكون المعيار في العمر هو بداية التعاقد، بمعنى أن النادي يمكنه الاحتفاظ بلاعب المواليد حتى وإن تجاوز السن المسموح بها ما دام عقده سارياً ويبقى هو اللاعب المكمل للسبعة أجانب في حال رغب النادي في استمراره؛ وبذلك ستحافظ معادلة الـ7+1 على قوة الدوري وتعزِّز من قيمته، وبالمقابل ستسمح لعدد أكبر من المحليين بالمشاركة، على أن تهتم الأندية بقيمة الأجانب الفنية لا بعددهم.. كما يمكن أن يكون عدد الأجانب 6+1 في خطوة لاحقة.
يبقى موضوع الاحتراف الخارجي الذي أرى أن يكون للفئات العمرية الأقل ولا أظن أن الزج بلاعبين دون رغبة أنديتهم سيكون ذا مردود إيجابي، بل على العكس، فقد يتسبب في (الشوشرة) على برنامج الاحتراف.. كما أن ترك موضوع الاحتراف الخارجي يسير بشكله الطبيعي دون فرضه هو الوسيلة الأكثر نجاعة من أجل نجاحه.
نقطة أخرى من الأهمية بمكان تتمثَّل بضرورة وجود دوري تحت سن 21 ودفعه بقوة بتخصيص ميزانيات جيدة وحوافز كبيرة للفرق، لأن هذه السن بالذات هي السن الفاصلة في مسألة إثبات قدرة اللاعب على مواصلة الركض في ملاعب كرة القدم من عدمه.. أما قائمة الـ25 لاعباً فقد يكون من مصلحة الفرق إضافة 2 أو 3 لاعبين تحت سن 23 لهذه القائمة؛ وذلك لمنح بعض اللاعبين في هذا العمر فرصة لإثبات وجودهم وتقديم إضافة للكرة السعودية.
نقطة آخر السطر
لا أعتقد أن منتخبنا الوطني يعيش وضعاً مأساوياً كما يصوره البعض.. والكرة السعودية بشكل عام تحتاج إلى بعض الرتوش المتعلِّقة بالنواحي التنظيمية، وأيضاً الاعتماد على أصحاب الفكر والتخصص في رسم سياسة مستقبلنا الرياضي مع قناعتي أن الأرض السعودية خصبة بالمواهب والكوادر التي يمكنها تحقيق تطلعات الجماهير متى كان العمل منظماً.