سليمان الجعيلان
عندما تجد القنوات الفضائية واللقاءات الميدانية تحرص على البحث عن لاعب ما عقب المباريات لانتزاع تصريحات وتعليقات إعلامية، فاعلم أن هذا اللاعب قد أصبح مشتتاً فكرياً وذهنياً، وربما فنياً، كما هو حال لاعب الهلال والمنتخب علي البليهي..! وعندما تتصدر تصريحات وتصرفات لاعب ما البرامج الرياضية والمجالس الجماهيرية فاعلم أن هذا اللاعب قد أصبح فاقد التركيز على تأدية أدواره ومهامه الفنية داخل الملعب، وبات يحاول أن يعوِّض أخطاءه ويرمم صورته بأحاديثه وتحدياته خارج الملعب كما هو حال لاعب الهلال والمنتخب علي البليهي! وعندما تجد لاعباً ما انخفض أداؤه الفني وتراجع عطاؤه البدني وزادت صداماته وكثرة احتكاكاته مع اللاعبين المنافسين فاعلم أن هذا اللاعب قد أدرك أنه وصل لمرحلة لا يستطيع فيها أن يستعيد مستواه الفني وتركيزه الذهني، ويحاول أن يتدارك هذا ببعض التصرفات الخاطئة والعنتريات الطائشة كما هو حال لاعب الهلال والمنتخب علي البليهي!
والسؤال الذي يفرض نفسه عقب هذه القراءات والاستنتاجات: هل بالفعل انتهى علي البليهي فنياً وأصبح غير قادر بدنياً على ملء خانته كما كان في السابق سواءً في الهلال أو المنتخب؟! من يعرف الإجابة جيداً هو علي البليهي نفسه، ومن يعلم الحقيقة فعلاً أيضاً هو البليهي ذاته، ولهذا باتت المسؤولية تقع على علي البليهي نفسه بأن يحدد مصيره ويحسم أمره بنفسه، إما أن يثبت أنه ما زال هو ذلك المدافع الشرس والقوي الذي تتحطَّم أمامه قوة المهاجمين وهجمات المنافسين حتى وإن وصل عمره الآن إلى (35) عاماً، وإما أن يبرهن بالفعل أنه انتهى فنياً فعلياً وأن دوره ومهمته اقتصرا على ممارسة التصرفات البهلوانية ونفخ البالونات الملونة!
وعلى كل حال، صحيح أن علي البليهي حقق مع الهلال (13) بطولة ما بين محلية وقارية، وكان له دور كبير في تحقيقها، وهذا للأمانة والإنصاف تحسب له، أي للبليهي، وأيضاً صحيح أن علي البليهي لم يتلق البطاقة الحمراء مع الهلال منذ انتقاله إليه قبل (8) سنوات إلا (5) مرات، على الرغم من كثرة احتكاكاته ومشاغباته، وهذا كذلك للأمانة والإنصاف تحسب له، ولكن لا يعني هذا كله عدم مصارحة ومكاشفة علي البليهي بانخفاض مستواه وتراجع أدائه وكثرة أخطائه الدفاعية في الفترة الأخيرة، سواء مع المنتخب أو الهلال.
ولذلك على علي البليهي أن يعلم ويعي أن ما ينتظره وينشده منه الهلاليون، بل وكل الرياضيين الوطنيين، أن يعود كما كان فنياً وذهنياً بعيداً عمَّا يتبناه ويتمناه بعض الإعلاميين في البرامج الرياضية، سواء المحلية أو الخليجية بأن يستمر تركيز علي البليهي على ما يُطرح ويُقال خارج الملعب أكثر من تركيزه واهتمامه بتطوير أدائه واستعادة مستواه، وأن يظل رهينة لهذه اللعبة الإعلامية غير البريئة!
السطر الأخير
بعد فترة توقف استمرت أكثر من شهر تعود المنافسات المحلية بمواجهة قوية تجمع الهلال والاتحاد بعد غدٍ الثلاثاء في دور ربع النهائي من مسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين، وسط حماس وتحفّز من كل الاتحاديين، وتساهل وتهاون بعض الهلاليين الذين يبدو أنهم استسلموا لحملات التخدير المعتادة، وانساقوا خلف الترشيحات المخدِّرة، وانقادوا لسهولة تأهل فريقهم لدور الأربعة، واعتقدوا أن ما يفصلهم عن الانتصار التاسع على التوالي على الاتحاد هو صافرة النهاية لهذه المباراة، وكأنهم يجهلون مدى قوة واستعدادات وتحضيرات فريق الاتحاد الذي استغل فترة التوقف وأقام معسكراً خارجياً في مدينة دبي، ولعب عدة مباريات ودية استعداداً وتحضيراً لهذه المواجهة مع الهلال، الذي بكل تأكيد أن مدربه جيسوس يراقب ويترقب هذه الاستعدادات الاتحادية الجدية، وأن عليه تحذير وتنبيه لاعبيه من خطورة تسلّل ذلك الشعور لهم بأن مباراة الاتحاد ستكون سهلة عليهم، لأنه حينها لن يكسر الاتحاد سلسلة الانتصارات الهلالية فحسب، بل وسيودع الهلال البطولة..! نقطة آخر السطر.