محمد الخيبري
خرج منتخبنا الوطني من البطولة الخليجية 26 المقامة في دولة الكويت الشقيقة بعد خسارته في نصف نهائي البطولة من أمام المنتخب العماني بهدفين مقابل هدف، في مباراة دراماتيكية لم يقدم فيها نجوم الأخضر المستوى المأمول، ولم يعطوا المنتخب العماني الشقيق حقه من الاحترام داخل أرض الملعب، على الرغم من أن المنتخب العماني لعب منقوصاً لاعباً منذ مجريات الشوط الأول ولكنه تقدم بهدفين بكل جدارة.
وعلى الرغم من إحراز منتخبنا هدف تقليص الفارق بوقت متأخر وقبل نهاية الوقت الأصلي بسبع دقائق، إلا أن ذلك لم يكن كافياً حتى مع احتساب ما يقارب إحدى عشرة دقيقة كوقت بديل إضافة للوقت البدل ضائع.
بالمنطق إن أكثر من ربع ساعة كانت كافية ونموذجية لعودة منتخبنا للمباراة وتحقيق التعادل وحتى الفوز ولكن ضعف الخبرة عند بعض نجومنا وتوهان البعض الآخر فنياً كان له دور في الخسارة والتي برهن ذلك حصول نجم منتخبنا عبدالإله هوساوي على بطاقة حمراء للمخاشنة غير المبررة في الوقت الذي كنا نحتاج فيه لتفكيك الجدار الدفاعي المحكم الذي أجاده نجوم المنتخب العماني.
هذه الخسارة من الطبيعي أن تكون لها ردات فعل جماهيرية عاطفية وقد تخرج عن المألوف إلى التجاوزات والإساءات والشخصنة حتى وإن استمرت تلك التجاوزات لفترة طويلة لا تتعدى محيط العاطفة الجماهيرية التي تستحق الاحتواء من المسؤولين في اتحاد القدم وإدارة المنتخب والإعلام الرياضي.
لست بصدد التطرق فنياً للأسباب الرئيسية وراء إخفاق المنتخب واستمرار هذا الإخفاق لعدة مواسم وفي مختلف الاستحقاقات، لأننا أشبعنا ذلك طرحاً ونقاشاً واستطراداً بشكل متضخم قد يصل لدرجة الملل في أحيان كثيرة.
خروج منتخبنا بشكل مؤسف ومتكرر يحتاج لحلول جذرية ووقفة حقيقة من الجميع ومن كل المنتمين للوسط الرياضي السعودي وتغليب مصلحة المنتخب الوطني لكرة القدم على كل المصالح.
خروج منتخبنا الوطني من البطولة الخليجية بدون مكتسبات وبأضعف خط دفاع أمر لا يليق بالمنتخب الكبير والعريق في القارة الصفراء وفي ظل التقارب الفني بين المنتخبات المشاركة وتفوق منتخبنا نسبياً بالقيم السوقية للنجوم المحترفين جميعها معطيات تستحق التوقف عندها لإنقاذ ما تبقى من استحقاق والعمل على تأهل منتخبنا لنهائيات كأس العالم 2026 بأية وسيلة.
الخروج الإعلامي النموذجي لرئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم الأستاذ ياسر المسحل بعد نهاية لقاء منتخبنا الوطني مع المنتخب العماني وتحمّله كامل المسؤولية في إخفاق منتخبنا خليجياً أمر إيجابي وشجاعة أدبية منه تحتاج لاتخاذ قرارات لتغيير الوضع الحالي للمنتخب.
الجميع يتطلع لحراك إيجابي من اتحاد القدم وإدارة المنتخب لمعالجة الأخطاء المتكررة التي يكون ضحيتها منتخبنا الذي أكمل عامه الثالث والعشرين بدون تحقيق أي منجز أو بطولة وإيقاف سيل الإساءات التي طالت نجومنا والأجهزة الفنية والإدارية من بعض المتجاوزين من بعض الإعلاميين الذين تعاملوا مع المنتخب بألوان أنديتهم واستغلوا الظهور الإعلامي في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي للتعبير عن آرائهم وإساءاتهم.
خرج منتخبنا ومن يحمي نجومنا من الإساءات التي نالت منهم قبل بداية البطولة وأثناء مجريات منافساتها وبعد الخروج منها؟
هذا التساؤل هو الذي يضع خارطة الطريق لمنتخبنا من وجهة نظري إن سنت القوانين للانتصار لنجومنا والكوادر العاملين بمنتخبنا والضرب بيد من حديد لكل متجاوز ومسيء مهما كان اسمه وحجمه.
الاستقرار من مقومات النجاح لكل منظومة وبكل أسف ما يتعرض له نجوم منتخبنا من انتقادات وإساءات يؤثِّر عليهم وعلى مستوياتهم الفنية علماً بأن حجم الدعم المعنوي واللوجستي الجماهيري الإعلامي أضعف من الانتقاد الواسع في مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام.
إسكات ذلك الصخب هي مسؤولية اللجان القانونية في اتحاد القدم، علماً بأن الجهات القانونية بالأندية تقوم بواجباتها على أكمل وجه وهو ما يؤكد أن العمل بالأندية يتفوق على العمل في منظومة المنتخب وهو ما أضعف حظوظ منتخبنا في أغلب الاستحقاقات والبطولات.
قشعريرة
نهائي بطولة الخليج الذي سيجمع منتخبي عمان والبحرين الشقيقين لم يكن متوقعاً نظراً للإعداد القوي الذي كان عليه المنتخب الكويتي المستضيف للبطولة ولتمرّسه تاريخياً إضافة إلى وجود المنتخب العراقي العريق والمتمرّس خليجياً والمنتخب القطري العملاق الآسيوي ولوجود منتخبنا الوطني المرشح الأقوى لنيل لقب البطولة.
انتهت منافسات البطولة الخليجية 26 وتأهل للنهائي المنتخبان الأكثر نجاعة واللذين خاضا المنافسات بكل احترام وأعطيا البطولة حقها من الاهتمام.
وخالف منتخبا البحرين وعمان الشقيقين كل التوقعات والتكهنات حول بطل البطولة أو طرفي النهائي، والتي كانت تصب في مصلحة منتخبنا الوطني ومنتخب الكويت الشقيق المستضيف للبطولة.
شخصياً أتمنى البطولة للمنتخب البحريني كونه حصل عليها مرة واحدة مع كامل الاحترام للمنتخب العماني الشقيق الذي سبق له أن حقق اللقب مرتين.