سلطان مصلح مسلط الحارثي
أفرجت الأندية السعودية المستحوذ عليها من قبل صندوق الاستثمارات العامة، عن بياناتها المالية، للموسم الرياضي الماضي 2023-2024، وهو ما كان يبحث عنه المهتم والمتابع والمشجع الرياضي لمعرفة تفاصيل ميزانيات الأندية، وإلى أي مرحلة وصلت، خاصة أن أندية الاتحاد والأهلي والنصر، كانت تعاني من القضايا والديون الطائلة، ولذلك كان من المهم الإفصاح عن بيانات الأندية المالية، وإن كان بعضها مع كل أسف لم يحمل أي أرقام، مثل بيان نادي الاتحاد، الذي لم يحمل منشوره التوضيحي للميزانية أي رقم، فقد كان مبهماً، والرقم الوحيد الذي أُعلن عنه هو ارتفاع إيراداته بنسبة 243 %.
ونحن لا نعلم عن الأرقام السابقة أي شيء، ولا يوجد توضيح عن إيراداته ومصاريفه، وهل ما زالت عليه ديون؟ للأسف بيان الاتحاد لم يكن واضحاً بالشكل المقنع لمحبيه، أما نادي النصر فقد أعلن عن إيراداته التي وصلت لـ615 مليون ريال، بينما بلغت مصروفاته 654 مليون ريال، بعجز وصل لـ 39 مليون ريال، وفي بيان نادي النصر ذكروا أن النادي خال من الديون حتى تاريخه، وهذا أمر يسعد المشجع النصراوي دون شك، فالنادي الذي كان يعج بالكثير من الفوضى الإدارية والمالية، اليوم أصبح يسير في الطريق الصحيح، وعلى نفس المنوال، جاء بيان نادي الأهلي، الذي حمل إغلاق 40 قضية، مع سداد ديون بقيمة 300 مليون ريال، وارتفاع إيرادات النادي لتصل 342 مليوناً بعد أن كانت في الموسم قبل الماضي 106 ملايين، بعجز وصل 113 مليون ريال.
ويبقى نادي الهلال الذي كان بيانه واضحاً وجلياً، وجاء في 188 صفحة، معلناً عن كل ما يخص النادي، بتفاصيل شاملة «إدارية ومالية وإنجازات»، وأرقام مذهلة ومفرحة للمشجع الهلالي، حيث وصلت إيراداته لأكثر من مليار ريال سعودي، وبلغت مصروفاته 923 مليون ريال، وبهذا تكون أرباحه قد بلغت أكثر من 33 مليون ريال، وهذه أرقام كبيرة وغير مسبوقة، ولم تدر بخلد أي مشجع رياضي، والجميل أن إيرادات النادي كانت منوعة، من خلال الرعايات التي بلغت 440 مليون ريال، بعد أن كانت في الموسم قبل الماضي 232 مليوناً، ومن خلال الأكاديميات التي وصلت لـ 35 مليون ريال، بعد أن كانت في الموسم قبل الماضي 13 مليوناً، أيضاً تطبيق بلو، بلغ مدخوله 25 مليوناً بعد أن كان في الموسم قبل الماضي 4 ملايين، أما التذاكر فقد وصل مدخولها أكثر من 67 مليون ريال بعد أن كانت في الموسم قبل الماضي 26 مليوناً، وإن كان البعض يشتكي من ارتفاع قيمة التذاكر في مباريات الهلال التي تُقام على أرضه، إلا أن الرقم المعلن كإيراد من خلال التذاكر، يحفِّز المشجع على الاستمرار في الحضور ودعم ناديه، فالمبلغ الذي تدفعه الجماهير على التذاكر، يوازي قيمة شركة ترعى النادي، وربما أكثر.
وهنا تكمن القيمة الجماهيرية، وتأثيرها على النادي، وعلى ذكر الجماهيرية، فقد أكد التقرير المالي، الأرقام التي ذكرها مسؤول الإعلام بنادي الهلال الزميل هشام الكثيري قبل أسبوعين، عن القيمة المقدَّرة لعوائد الظهور لرعاة الهلال والتي تُقدَّر بقيمة تقارب 2 ملياري ونصف المليار ريال، وهذا يحفِّز الشركات على الدخول للسوق الرياضي، كما تطرق التقرير المالي الهلالي لمواقع التواصل الاجتماعي، والتي بلغ عدد المتابعين لها أكثر من 34 مليون متابع في منصات: X وتيك توك وانستغرام وفيسبوك واليوتيوب، وهذه أرقام كبيرة جداً، وتدل على الجماهيرية الطاغية للزعيم العالمي، وتؤكد بما لا يدع مجالاً للشك، أن نادي الهلال لا يُقارن بغيره على مستوى الشعبية، ويبقى دعم الأمير الوليد بن طلال، عنواناً بارزاً لمرحلة الهلال الحالية، حيث أوضح التقرير المالي أن دعم سموه وصل لـ182,600,000، في موسم واحد فقط 2023-2024، وهو دعم غير مسترد، وليس له عوائد، إنما جاء من باب العشق الذي تولد لدى الوليد بن طلال، حتى أصبح رمزاً من رموز الرياضة السعودية، ورمزاً لنادي الهلال.
بيانات الأندية الأربعة، كشفت للمتلقي، كمية التضليل التي كان يمارسها «الإعلام الجاهل»، وأفصحت عن حقيقة كل نادٍ بشكل واضح، لينفرد الهلال كـ»العادة» عن البقية، وإن كانت أندية الاتحاد والأهلي والنصر، تسير في الطريق الصحيح، وأصبحت خالية من الديون، وارتفعت إيراداتها، ولكنها ستحتاج لوقت طويل حتى تستقر مالياً، وتلحق بالهلال.
سقوط الأخضر متوقّع
كما هو متوقّع، خرج المنتخب السعودي من خليجي 26، المقامة حالياً في دولة الكويت، بعد أن خسر في دور الـ4 من منتخب عمان 2-1، ولم يستفد منتخبنا من النقص العددي في صفوف عمان، بعد أن طُرد أحد لاعبيه في الدقيقة 34 من الشوط الأول، وظل يبحث عن نفسه طوال المباراة، بل كان يبحث عن نفسه طوال البطولة، فإذا استثنينا مباراة منتخب العراق، التي أثّر فيها العامل النفسي أكثر من العامل الفني، بعد تصريح يونس محمود، وتقليله من المنتخب، فإن بقية مباريات المنتخب السعودي كان فيها سيئاً جداً، بداية من خسارته من منتخب البحرين، وتأخره في مباراة اليمين 2-0 إلى ما قبل نهاية المباراة، ومن ثم خروجه على يد منتخب عمان.
خليجي 26، التي كانت مطمع لاتحاد الكرة، ومدربه رينارد، كشفت حقيقة منتخبنا بجلاء، وهي مكشوفة لمن لا تتحكم فيه العواطف، فالأخضر ينقصه الكثير حتى يعود للسابق، وهذا ما تحدثنا عنه كثيراً، عبر هذه الزاوية.
تحت السطر
- منتخبنا يعاني، وسيظل يعاني ما لم يصل المسؤول لقناعة تامة بأصل المشكلة، ويسعى لحلها بشكل جذري، وهذا يبدو أنه لن يحدث في عهد اتحاد الكرة الحالي.
- العالم يستعين بأساطيره الكروية لتكون على رأس الهرم، ونحن نبعدهم عن المشهد، وإن حضروا حضروا كمحللين!
- الأمل في وزير الرياضة الأمير الشغوف عبدالعزيز الفيصل في التدخل لإنقاذ منتخبنا، ما عدا ذلك لن نتطور ولن نتغيَّر.