سطام بن عبدالله آل سعد
كان عام 2024 شاهداً على عزٍّ جديدٍ تضيفه المملكة إلى سجلّها الذي لا ينضب.. عامٌ جرت فيه الإنجازات مجرى الدم في العروق، حيث وقف العالم يشهد كيف تكتب المملكة فصول عزّها بيدها، مستمدةً قوتها من الله الذي عزّها وما لحد منَّه.
في الأول من يناير، وضعت المملكة أساساً جديداً لعلاقتها مع العالم. قرار منع التعاقد مع الشركات الأجنبية التي لا تملك مقراً إقليمياً داخل البلاد لم يكن مجرد إجراء اقتصادي، بل كان رسالة واضحة، عزّنا من أرضنا، ومن أرادنا فليأت إلينا. ومع حوافز ضريبية تمتد لثلاثين عاماً، جذبت المملكة أكثر من 500 شركة عالمية، متجاوزة أهداف 2030 قبل أن يحين وقتها.
وفي فبراير، أطلقت وزارة المالية «صكوك صح»، لتقول للمواطنين: ادخروا بعزّ، واستثمروا بأمان. منتجٌ يجمع بين الشريعة والربح، وبين الطمأنينة والطموح.
وفي أبريل، اختارت المؤسسات العالمية أن تأتي إلى المملكة، حيث افتتح صندوق النقد الدولي مكتبه الإقليمي الأول في الرياض. حدثٌ يؤكد أن المملكة جزءاً مهماً من العالم، وأحد صانعي قراره الاقتصادي.
في يونيو، عادت أرامكو لتظهر كيف أن العزّ الاقتصادي السعودي لا يعرف حدوداً. طرح ثانوي لأسهمها أصبح الأكبر في المنطقة، ليبرهن أن الاقتصاد السعودي مستدام وبقوة.
وفي أغسطس، انطلق مشروع تخصيص ستة أندية رياضية، خطوة تؤكد أن الرياضة في المملكة، هي استثمار في المستقبل، وهدفها أن تكون ضمن العشرة الكبار عالمياً.
أما سبتمبر، فقد كان موعداً لرسالة أخرى، فالمملكة لا تطلب مكاناً في المستقبل، بل تصنعه. اتفاقية مع اليونسكو لاعتماد مركز أبحاث الذكاء الاصطناعي، وخطة جديدة للسوق المالية، كل ذلك يرسم طريقاً واضحاً نحو الريادة.
وفي نوفمبر، برزت محطات تؤكد التزام المملكة برؤية واضحة لدعم المواطن وتنمية الوطن. فتمديد برنامج حساب المواطن حتى نهاية 2025 جاء تأكيداً على أن المواطن يبقى هو الأساس ومحور الاهتمام. وافتتاح قطار الرياض بطول 176 كيلومتراً كان نقلة نوعية في البنية التحتية، بينما سجلت السياحة نمواً بنسبة 61 % مقارنة بعام 2019، لتؤكد أن المملكة هي الوجهة الأولى. وعلى صعيد سوق العمل، انخفضت البطالة بين السعوديين إلى 7.1 %، وهو رقم لم تشهده المملكة من قبل.
ثم جاء ديسمبر، وحمل معه لحظة فخر، المملكة تستضيف كأس العالم 2034، كأول دولة تنظم النسخة الموسعة للبطولة بمشاركة 48 منتخبًا في خمس مدن. حدثٌ يُظهر كيف أن المملكة دولة عظيمة، ووجهة عالمية تجمع بين الرياضة، والاقتصاد، والاستدامة.
هكذا كان عام 2024، عاماً تجاوز فيه الطموح كل الحدود، ووضعت فيه المملكة نفسها في صدارة المشهد العالمي، لتقول للعالم، نحن هنا، والمستقبل ينطلق من أرضنا.. «الله اللي عزّنا.. ما لحد منّه».
** **
- مستشار التنمية المستدامة