خالد بن عبدالرحمن الذييب
ما تصنعه الدولة حالياً بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين للمملكة بشكل عام، ولمدينة الرياض تحديداً يعد نقلة حضارية لجعلها واجهة للمستقبل وبوابة عبور إلى الزمن القادم، زمن الاستدامة البيئية والزيرو كاربون.
فمشاريع مثل المربع الجديد، والمسار الرياضي، وحديقة الملك سلمان، ومترو الرياض وغيرها، تصب في فكرة الاستدامة البيئية، فمثلاً مشروع المسار الرياضي بواجهاته الثماني، والذي يزيد طوله على 135كم، نجد أن عنصر «مسار الدراجين للهواة والمحترفين» يتكرر في كل الواجهات المقترحة بشكل لافت، بالإضافة إلى مناطق التشجير والمشي، وكأن الهدف تحويل ممارسة ركوب الدراجة الهوائية من مجرد رياضة عابرة تمارس في أوقات معينة في اليوم إلى أسلوب حياة لتكون جزءا من حياة الفرد اليومية، أما مشروع حديقة الملك سلمان الذي يعتبر بمثابة الرئة التي تتنفس منها المدينة باعتباره أكبر حديقة في العالم داخل مدينة بمساحة تتجاوز (16كم2) فإن المستهدف لها أكثر من مليون شجرة، بالإضافة إلى منطقة الوادي، والحديقة والعناصر المائية، وساحات مفتوحة تزيد على (11.6كم2)، وكذلك مشروع الرياض الخضراء الذي سيرفع نصيب الفرد من المسطحات الخضراء للمساهمة في تحسين جودة الهواء وخفض درجة الحرارة في المدينة لتشجيع ممارسة نمط حياة أكثر نشاطاً وحيوية، وذلك للوصول إلى زراعة أكثر من 7.5 مليون شجرة في كافة أنحاء المدينة ضمن حدائق الأحياء، والمنتزهات العامة، والمساجد، والمدارس، ومواقف السيارات والمنشآت الحكومية، والصحية، والجامعات وأمتار طولية على الطرق والشوارع وخطوط المرافق العامة وأنابيب البترول والأودية وروافدها وكذلك الأراضي الفضاء.
وبالاطلاع السريع على مشروع المربع الجديد والمعلم الأبرز فيه «المكعب» فإن الهدف هو الوصول إلى كافة الخدمات خلال 15 دقيقة، و»بناء وسط مدينة الرياض الحديث ليكون منارة التكنولوجيا والابتكار والاستدامة» هذه المشاريع يتم ربطها بافتتاح مشروع المترو بهدف تحقيق التنمية المستدامة وربط أجزاء الرياض الشاسعة ببعضها، وخاصة هذه المشاريع التي كان ينقصها ليكتمل تميزها وسائل نقل توصلها ببعضها بعضا، فالمدينة وعناصرها وأيقوناتها المعمارية لا تنجح ولا تحقق أهدافها طالما لا يوجد شرايين حركة تقوم بتسهيل حركة الناس منها وإليها، فمشروع النقل العام بتكامل وسائل النقل العام فيه يساهم بشكل كبير في تحقيق هدف الاستدامة البيئية من خلال تقليل الاعتماد على حركة السيارات لخفض انبعاثات الكربون بمقدار 400 طن سنوياً.
أخيراً...
الاستدامة البيئية عنصر تدور حوله المدينة، وكل ما تبقى يدور في فلكها، وذلك لخدمة الإنسان في المدينة.
ما بعد أخيراً...
الرياض... مدينة أتت من التاريخ القديم... لتعبر إلى المستقبل البعيد.