محمد العبدالوهاب
بصرف النظر عن مواجهات النصف النهائي وما آلت إليه نتيجتها بالأمس، والذي أتمنى فيه بكل تأكيد أن (يبتسم) الحظ بأن يكون النهائي بين الأخضر السعودي والأحمر البحريني ليكون خير ختام لدورة كنا نتأمل ونرجو فيها بأن يسعى القائمون عليها بتطويرها ورقيها لمستوى نلمس من خلاله أنها ترتقى لمسمى (ببطولة) وذلك من خلال التنظيم والتحكيم والإعلام التي تظل جميعها شركاء في نجاحها او النقيض، خصوصاً وهي لاتخضع تحت مظلة (اتحاد) يشرف عليها!! كل ماهناك مجرد مكتب تنفيذي يُسير انطلاقتها إلى حد نهاية منافساتها!! وكأنها بطولة فرق الحواري التي لا ثبات في مواعيدها ولا مكان ملاعبها!! ولعل هذه البطولة خير شاهد وواقع بما ذكرته لحد الآن. مما سيشكل تضارباً في روزنامة الاتحادات (الأهلية) بمسابقاتها المحلية.
عودا على بدء.. إن مصدر أمنياتي بأن يلتقي السعودي والبحريني على النهائي عطافاً على اللوحة الفنية المعبرة التي قدمها كل منهما على أرض الملعب، فـ(الأحمر) الذي أخذ من لون شعاره نصيبا بخطورته كمنافس خطير وبما قدمه من جمالية الأداء والحماس والرتم السريع المتجانس بين اللاعبين، والتي صُنعت تحت أيدي مدرب واقعي وقريب منهم ويجيد قراءة الخصم جيداً، في المقابل كان للظهور المتأخر والمبهر للأخضر السعودي في آخر لقائيه الأخيرين بقيادة الكابتن العالمي سالم الدوسري والذي شارك منذ بدايتهما رغم أنه لم يكن بكامل تأهيله الطبي لولا إصراره على المشاركة والتي أسهمت في تفوق الأخضر وعودته للمنافسة مجدداً، خصوصاً في المباراة الأخيرة والتي أعادوا لنا جزءا ولمحة من حضورهم (المونديالي) والذي صنع وسجل وشكل عبئا ثقيلا ع الخصم ليتوج الأخضر (سالماً) غانماً بالتأهل للنصف النهائي.
أما على مستوى التحكيم فلا يزال يسجل سقوطه الذريع والموجع لغالبية المنتخبات خصوصا المنتخب الإماراتي الذي أجزم بأن التحكيم ساهم في إقصائه من البطولة، بعكس الحكم التركي الذي كان علامة فارقة بجودته العالية بتطبيق قانون التحكيم بحذافيره، بيد أن لقاء البحرين والعراق كانت من أجمل وأبهى المباريات،نظير تلك النجومية التي نالها الحكم من الفريقين بدون منازع - وليؤكد لنا - للمرة الألف - لجمال وأبهر لمباراة - مالم يحكمها طاقم (أوروبي) شئنا أو أبينا. نقطة على السطر.
بلغوا من العمر عتياً وما زالوا
بعيداً عن الشعارات البليدة والرخيصة والمزايدات المضحكة التي ينشدها المجتمع الرياضي العربي في كل ملتقى ثقافي او رياضي او حتى فني:
إن الهدف الأسمى من التجمع بين الشعوب هو لزيادة الترابط بيننا لبث أواصر المحبة والألفة والاخوة - وهي للأمانة - تنافي الواقع .. فالمتابع المراقب للمشهد يدرك ذلك!
يقول المفكر الروسي الأسطوري (انطوان تشيخوف) من خلال روائعة الأدبية والفلسفية عن المجتمعات الفاشلة.( إذا رأيت الموضوعات التافهة تعلو في أحد المجتمعات على الكلام الواعي، ويتصدر التافهون المشهد فأنت تتحدث عن مجتمع فاشل جداً.)
كم أعدت قراءة تلك الحكمة بعد كل مشاهدة للبرامج الرياضية الخليجية وأختمها بالقول: رحم الله وغفر للأمير فيصل بن فهد.
آخر المطاف
قالوا: سيستمرون في اعتقادهم أنهم نقاد ومحللون.. ما لم توضح لهم بأنهم مهرجون ومسترزقون!