سطام بن عبدالله آل سعد
الهجوم على المنتخب السعودي ليس أمراً مستجداً في الساحة الرياضية، فقد اعتاد الأخضر أن يكون محوراً للانتقادات التي تسعى للنيل من تاريخه ومكانته المرموقة. إلّا أن ما يميز هذه الهجمات هو طابعها المنظم، الذي يبدو كأنه مدروس بعناية لتشويه مسيرة المنتخب الوطني في خليجي 26 . تصريحات مثيرة للجدل من شخصيات إعلامية وغيرها، أظهرت بوضوح أن ما يجري لا يندرج ضمن النقد الرياضي البنَّاء، بل أقرب إلى حملة ممنهجة تهدف لتقليل تأثير منتخبنا وزعزعة استقراره.
يونس.. تصريح مستفز
يونس محمود، المهاجم العراقي الذي ارتبط اسمه بالضجيج والصراخ أكثر من المهارة والإنجازات، لم يتغيَّر حتى بعد اعتزاله. اعتادت الملاعب أن تكون كمسرح لاحتجاجاته التي تفوق أداءه، واليوم انتقل بسلوكياته من الملعب إلى الإستديوهات، مستمراً في نفس النهج الذي عُرف به.
تصريحاته الأخيرة المستفزة حول منتخبنا، التي حاول من خلالها التقليل من حظوظه في البطولة، ليست إلا امتداداً لعقليته التي لا ترى إلا الخصومة مع كل ما هو سعودي. يونس، الذي لطالما حاول إخفاء افتقاده للتميز داخل الملعب بالضوضاء خارجه، يبدو الآن أنه يواصل هذا النهج لتعويض غيابه عن الأضواء، مستخدماً السجال الإعلامي كوسيلة للبقاء. لكن الحقيقة التي يتجاهلها هي أن المنتخب السعودي لا يُقاس بحملات فردية ولا بتصريحات خالية من الموضوعية. الأخضر تاريخياً هو رقم صعب في المنافسات الخليجية والقارية، وتاريخه وإنجازاته تتحدث عنه، تاركة مثل هذه التصريحات في هامش لا يؤثِّر في الواقع ولا يغيِّر الحقائق.
أشكناني.. الإثارة دون مهنية
أما الإعلامي جاسم أشكناني، فقد تبنى الأسلوب التقليدي لبعض الإعلاميين الكويتيين الذين يفضِّلون إثارة الجدل على تقديم الطرح المهني. فقد خرج أشكناني مؤخراً بادعاءات تزعم وجود تدخلات في اختيارات المدرب روبيرتو مانشيني، ملمحاً إلى فرض أسماء بعينها على التشكيلة. وعلى الرغم من أن مانشيني نفسه سارع بنفي هذه المزاعم رسمياً، استمرت هذه الأكاذيب في الانتشار كالنار في الهشيم، معتمدة على عقلية تروِّج للإثارة على حساب الحقيقة.
الأسلوب القديم، الذي يعتمد على الخروج عن النص ومهاجمة المنتخب بأساليب إعلامية تفتقر للعمق الفني، هي محاولة للتأثير على تركيز الأخضر وإخراجه من أجواء البطولة.
هذا النوع من التصريحات لا يعكس سوى غياب المهنية وسيطرة الإثارة الرخيصة على جزء من المشهد الإعلامي الرياضي. الأسوأ من ذلك، أن هناك دائماً من يتلقف هذه الافتراءات ويروِّج لها دون تدقيق، مما يساهم في خلق بيئة مشحونة بالفتن بدل أن تكون منصة لطرح نقاشات بنَّاءة.
ضعف التمثيل الإعلامي في البرامج الخليجية
من المؤسف أن الحملات الإعلامية الخليجية التي تستهدف المنتخب السعودي استغلت وبكل جرأة ضعف التمثيل السعودي في برامجها الرياضية. فالصوت السعودي، الذي يُفترض أن يكون مدافعاً قوياً ومعبِّراً عن مكانة الأخضر وإنجازاته، غالباً ما يظهر خجولاً، متردداً، وأحياناً فاقداً للجرأة في مواجهة الهجمات الممنهجة. بينما يقف ممثلو الدول الأخرى بكل حزم للدفاع عن منتخباتهم في هذه البرامج، نجد أن بعض ممثلينا يحضرون وكأنهم في مهمة علاقات عامة، متجنبين الخوض في المواجهة الحقيقية. هذه المواقف الضعيفة لا تعكس المثالية كما يعتقد البعض، بل هي انحناء يُساء فهمه على أنه خضوع.
الدفاع عن المنتخب
الدفاع عن المنتخب السعودي وتاريخه المشرِّف يتطلب مواقف واضحة، شجاعة، وجريئة أمام من يحاول الانتقاص منه أو تشويه صورته. نحتاج إلى تمثيل إعلامي سعودي يُبرز الروح الوطنية ويُظهر الاعتزاز بالأخضر، ليقف بصلابة أمام أي محاولة للمساس بمكانته، ويكون صورة حقيقية لما يرمز له المنتخب السعودي من قوة وتاريخ عريق.