عبدالمجيد بن محمد العُمري
الشاعر دغيم الظلماوي -رحمه الله- من سنجاره من شمر، اشتهر بكرمه الكبير وضربت الأمثال في قهوته ولاتزال العامة تردد قصيدته المشهورة:
ياكليب شب النار ياكليب شبه
عليك شبه والحطب لك يجابي
قلط لها ياكليب من جزل خبه
وشبه الى منه غفى كل هابي
حنا علينا جيب ماها وحبه
وعليك تقليط الدلال العذابي
اغدي ليا شبيتها ثم قبه
تدعي لها ربعن سراتن غيابي
إلخ …
وعلى نفس الوزن والطاروق الشعري مع اختلاف القافية أعقبه الشاعر الفارس الأمير محمد الأحمد السديري -رحمه الله- بعد سنين طويلة، وحلق بقصيدة قوية تتعلق بمحبوبته القهوة وضيوفه، ثم ختمها بالحديث عن نظرته للرجال وموازينه لهم فقال:
يابجاد شب النار وادن الدلالي
واحمس لنا يابجاد ما يقعد الراس
ودقه بنجر ياظريف العيالي
يجذب لنا ربع على اكوار جلاس
وزله الى منه رقد كل سالي
وخله يفوح وقنن الهيل بقياس
وصبه ومده ياكريم السبالي
يبعد همومي يوم اشمه بالانفاس
فنجال يغدي ما تصور ببالي
وروابع تضرب بها اخماس واسداس
لاخاب ظني بالرفيق الموالي
مالي مشاريه على نايد الناس
لعل قصر ما يجيله ظلالي
ينهد من عال مبانيه للساس
لاصار ما هو مدهل للرجالي
وملجا لمن هو يشكي الضيم والباس
بحسناك يامنشي حقوق الخيالي
ياخالق اجناس ويامغني اجناس
تجعل مقره دارس العهد بالي
صحصاح دوِّ دارس مابه أوناس
ولو أن الشاعرين وغيرهما من الشعراء السابقين كابن حميد ومحمد القاضي الذين تحدثوا عن القهوة ومن تقدم له، أدركوا بعض مجالس اليوم وما فيها من خوارم المروءة لما تغزلوا بالقهوة ولا أوصوا بإعدادها،وعلى غرار قصيدتي الظلماوي والسديري كتبت هذه الأبيات مع اختلاف الغاية وبما يناسب حال بعض المجالس:
يا حمود طفَّ النار يا حمود طفه
يا حمود طفه ولا يزود الكلامي
واكف الدلال و لاتعنى بصفه
إلا إذا سيِّرَ رفيع المقامِ
والوالمه ياحمود كبه و ظُفَّه
خصٍ إذا شفت السلق والهلامي
والطيب عن رديان الأفعال لفه
ما فيهم اللي يستحق احترامي
الطيب مايعطى رخوم ومخفه
العود الأزرق للرجال الكرامِ
والناعم الدلخ الردي المرفه
لا لا يقدم قبل حرٍّ قطامي
يا حمود نفسي للأجاويد شفه
من زينة باطبوعهم والكلامِ
في مجلس تلقى النشامى تحفه
ومايارده أهل الردى والخمامي
والمجلس اللي به سقيط ومهفه
مابي مجالسهم عساها الصرامي