تغريد إبراهيم الطاسان
في خطوة تجسد رؤية مستقبلية تهدف إلى تحسين جودة الخدمات وتعزيز ثقة المستفيدين، أعلنت شركة المياه الوطنية عن تخصيص دليل إرشادي شامل على موقعها الرسمي لتوثيق عدادات المياه.
تأتي هذه المبادرة ضمن مشروع «عدادي» الذي أطلقته الهيئة السعودية لتنظيم الكهرباء والمياه، ليكون حجر الزاوية في تحسين العلاقة بين مقدمي الخدمات والمستفيدين، بما يحقق التوازن بين الحفاظ على الموارد الطبيعية وضمان حقوق العملاء.
توثيق عدادات المياه ليس مجرد إجراء فني يتعلق بتحديث البيانات؛ بل هو نهج متكامل يعكس فلسفة التمكين والشراكة بين المؤسسة والمستفيد، فبفضل هذا التوثيق، تتحقق علاقة مباشرة وشفافة بين العدادات وأصحابها الفعليين، سواء كانوا من الملاك أو المستأجرين، مما يسهم في بناء نظام خدماتي أكثر موثوقية وكفاءة.
وتكمن أهمية هذه الخطوة في قدرتها على تجاوز العقبات التقليدية التي قد تؤثر على جودة الخدمة، مثل إصدار الفواتير الخاطئة أو تأخر وصولها، بالإضافة إلى توفير إشعارات الصيانة بشكل فوري للمستفيدين المعنيين.
هذه المبادرة لا تقتصر على تسهيل الإجراءات فقط، بل تعزز من مفهوم العدالة في الحصول على الخدمات. فهي تضمن أن يتمتع كل مستفيد بحقوقه الكاملة في الاستفادة من خدمات المياه، بما يتناسب مع استهلاكه الفعلي، مما يعكس التزام الشركة بالعمل وفق معايير عالية من الشفافية والمسؤولية.
ولعل الأثر الأكبر لهذه الخطوة يتمثل في رفع مستوى الثقة بين العملاء ومقدمي الخدمة، حيث يشعر المستفيد بالاطمئنان لوجود آلية محكمة لحفظ حقوقه وضمان استفادته المثلى من الموارد.
وقد حرصت شركة المياه الوطنية على تصميم دليل إرشادي سهل الاستخدام يتضمن إجابات عن أكثر الأسئلة شيوعًا التي يطرحها العملاء حول عملية التوثيق. حيث يقدم الدليل شرحًا وافياً عن مفهوم توثيق العدادات، وأهميته، وخطوات إنجازه، مما يجعل العملية أكثر وضوحًا وسهولة للجميع.
كما أرفقت الشركة أدلة توضيحية مصورة لضمان حصول العملاء على المعلومة الدقيقة بأسلوب مبسط وعملي.
الإشادة بهذا المشروع ليست فقط لكونه يعكس حرص الشركة على تقديم خدمات متطورة، بل لأنه يجسد فهمًا عميقًا لاحتياجات المجتمع وسعيًا مستمرًا لتحسين جودة الحياة.
فحين تكون الخدمات مبنية على الشفافية والتواصل المباشر، تتحقق نتائج ملموسة يشعر بها المستفيدون في حياتهم اليومية.
ومن هنا، تأتي دعوة الشركة للعملاء لتوثيق عدادات المياه الخاصة بهم كخطوة ضرورية للحفاظ على حقوقهم وضمان استفادتهم من كافة الخدمات المتاحة.
في ظل التحولات التي تشهدها المملكة نحو تحقيق رؤية 2030، تعد هذه المبادرة مثالاً حيًا على كيفية تطويع التقنيات والخدمات الحديثة لتعزيز الاستدامة والارتقاء بجودة الحياة.
توثيق العدادات ليس مجرد إجراء روتيني؛ بل هو نموذج عملي يعكس كيف يمكن للمؤسسات أن تسهم بفاعلية في بناء مجتمع متكامل ومتطور، حيث تلتقي فيه الاحتياجات الفردية مع الأهداف الوطنية في تناغم تام.