لا صوت يعلو على ما يحدث للمنتخب السعودي من أداء باهت وحضور حتى الآن يبدو متواضعاً جداً في بطولة الخليج الأخيرة، كان الأداء مخيبًا للآمال مقارنة بتطلعات الشارع الرياضي السعودي الذي اعتاد رؤية الأخضر في مقدمة المنافسات الإقليمية.
ويمكن تلخيص أسباب هذا التراجع -حتى والمنتخب يفوز على منتخب اليمن- في عدد من النقاط أبرزها تخبط المدير الفني هيرفي رينارد والمشاكل الإدارية والفنية التي تعصف بالكرة السعودية خاصة فيما يتعلق بإدارة الفئات السنية، ورغم النجاحات التي حققها هيرفي رينارد مع المنتخب السعودي لا سيما التأهل إلى كأس العالم 2022 والفوز التاريخي على الأرجنتين إلا أن قراراته في بطولة الخليج كانت محل انتقاد ، حيث ظهر المنتخب بمستوى لايليق بما وصلت اليه الكرة السعودية في معظم المباريات، ومع غياب التكتيك الواضح وتوظيف اللاعبين بشكل غير مناسب، بدا وكأن رينارد لم يضع البطولة ضمن أولوياته، مما انعكس سلبًا على أداء الفريق وثقة اللاعبين، فمن أبرز المشكلات التي تواجه الكرة السعودية اليوم هو الإهمال الواضح للفئات السنية، حيث تعد هذه الفئات الأساس لأي منظومة رياضية ناجحة.
لكننا نجد افتقارًا لاستراتيجية واضحة لتطوير المواهب الصغيرة وصقلها ، كثير من اللاعبين الواعدين لا يحصلون على فرص كافية سواء على مستوى الأندية أو المنتخبات، وهذه الثغرة تؤدي إلى ضعف قاعدة المواهب التي يعتمد عليها المنتخب الأول، مما يجعل الفريق يفتقر إلى العمق والجودة في الأجيال القادمة ، الإدارة الرياضية تعد حجر الزاوية في أي مشروع رياضي ناجح، إلا أن الكرة السعودية تعاني من غياب التخطيط طويل الأمد رغم وجود استثمارات كبيرة في الدوري السعودي لجذب النجوم العالميين إلا أن التركيز على تطوير اللاعبين المحليين وإعداد الكوادر الفنية لا يزال دون المستوى المطلوب في ظل إقصاء الكادر الفني المحلي وتفضيل الأجنبي عليه مهما كانت نتائجه، وللخروج من هذا الوضع تحتاج الكرة السعودية إلى خطوات جذرية تشمل إعادة النظر في إدارة الفئات السنية، وضع استراتيجية طويلة الأمد ، تحسين أداء الجهاز الفني ، وقبل هذا وذاك إدارة لكرة القدم من قبل اتحاد يواكب هذه النقلة النوعية التي تشهدها الرياضة السعودية.
رسالتي
مباراة المنتخب أمام العراق هي أخطر مباراة للأخضر منذ مدة، أي هزيمة أعتقد بأنها ستلقي بظلالها على اللاعبين والمدرب ولكل حادثٍ حديث.
** **
محمد العويفير - محلل فني
X: owiffeer