محمد الخيبري
استهل منتخبنا الوطني منافسته بالبطولة الخليجية السادسة والعشرين المقامة بدولة الكويت الشقيقة بهزيمة غير متوقعة من نظيره المنتخب البحريني بعد مستوى هزيل قدمه نجوم الأخضر، وسط توقف المدير الفني للمنتخب هيرفي رينارد دون حلول فنية تسعف ما تبقى من وقت المباراة التي فرط منتخبنا بنقاطها وسط ذهول من المتابعين.
المستوى الفني المتذبذب الذي ظهر به نجوم الأخضر من المؤكد أن له أسبابه التي تحتاج لعلاج وحلول فنية سريعة موزعة بين أرض الملعب وغرفة تبديل الملابس والتدخل الإداري لتحفيز اللاعبين واخراجهم من دوامة الخسارة.
جميع الجماهير السعودية كانت تمنّي النفس بتحقيق منتخبنا الوطني لهذه البطولة والتي ستكون إن تحققت من أهم المحفزات المعنوية لنيل إحدى بطاقات التأهل لنهائيات كأس العالم 2026.
وعلى الرغم من السقوط المبكر لمنتخبنا إلا أن الفرصة مازالت قائمة وعلى الرغم من صعوبتها إلا أن نجومنا مطالبون ببذل قصارى الجهد لكسب نقاط جميع المباريات المتبقية للتأهل للدور القادم، ومن ثم خوض منافسة أقوى على لقب البطولة.
وعلى الرغم من تعرض بعض نجوم المنتخب للإصابات إلا أن ذلك لا يعتبر عذراً لأي إخفاق قادم نظراً لقضاء مدة نموذجية في المعسكر، ونظراً لتقارب المستويات الفنية للمنتخبات الخليجية المنافسة.
جميع تلك الأماني وردات الفعل الجماهيرية والإعلامية لابد وأن يستشعرها نجومنا ويحملونها بمحمل الجد ويتخذون منها مقوما من مقومات التحفيز والمؤازرة ويحملون على عاتقهم تلك المسؤولية من الأمنيات والتطلعات.
للجماهير الحق بردة الفعل الغاضبة وإن كانت مبالغاً فيها وللإعلام الحق بالانتقاد الهادف وحقنا على اتحاد القدم وإدارة المنتخب علاج وضع منتخبنا الحالي جذرياً، وحقنا جميعاً على نجوم المنتخب تقديم المستوى الفني الذي يليق بمنتخبنا الوطني بغض النظر عن الاحتمالات الثلاثة لمباريات كرة القدم؛ إما الفوز أو التعادل أو الخسارة.
الخسارة من المنتخب البحريني يفترض أن تكون لقاحاً للمنافسة الحقيقية على لقب البطولة، ويفترض أن يكون لقب البطولة أولوية حتمية للجهاز الفني والإداري للمنتخب ولنجومنا الخضر.
نقاط مباراة منتخبنا مع المنتخب اليمني القادمة هي المطلب الحقيقي ومفتاح باب البطولة الخليجية التي ستكون بمشيئة الله سهلة في طريق الأخضر متى ما استشعر نجومنا أهمية تلك النقاط. وتبقى لنا وللجماهير السعودية الكبيرة الدعم والمؤازرة والمتابعة حتى يتحقق الهدف ليعود سيد آسيا لمنصات التتويج ومكانه الطبيعي في مقدمة منتخبات القارة الصفراء.
نجومنا قادرون على كتابة التاريخ من جديد، وقادرون على تغيير الموازين بل قلبها لصالحهم، وقادرون على التغلب على الظروف وحل المشاكل الفنية وكلنا ثقة في ذلك.
الجميع يترقب وأتمنى أن تكون ردة الفعل من جميع السعوديين نموذجية تجاه منتخبنا الوطني مهما كانت الاحتمالات والظروف.
التمجيد المبالغ فيه في حالة الانتصار والجلد والسخط والقسوة في حالة الاخفاق متضادان وكلاهما مُضرَان بمنتخبنا ونجومه وأجهزته الفنية والإدارية والطبية.
الهجوم الكاسح على اتحاد الكرة السعودي بقيادة الأستاذ ياسر المسحل وأعضاء مجلس إدارته ليس الحل الناجع لإنقاذ المنتخب، بل إن مناقشة الأخطاء وتقديم الحلول والمقترحات والمشاركة في تقويم العمل لتحقيق النتائج المطلوبة هي ما يحتاجه منتخبنا الوطني ومسيرو رياضة الوطن.
التوازن في الاطروحات والتحليل والانتقاد مطلب اجتماعي لأن القمع من أهم الأدوات لهدم «الآدمية» وتحطيم المعنويات، ولأن المنتمين للمنتخب الوطني خصوصاً اللاعبين بشر مثلنا يتأثرون بما يطرح بالساحة الرياضية من سلب وإيجاب.
قشعريرة
شارك نجم وقائد المنتخب السعودي الكابتن سالم الدوسري في منتصف الشوط الثاني من لقاء البحرين وكانت مشاركته فعّالة وغاب التوفيق في أغلب الهجمات على الرغم من استطاعة نجومنا من التسجيل في مناسبتين.
وبعد نهاية اللقاء بخسارة منتخبنا تعرض قائد المنتخب للاساءة والتنمر من بعض الجماهير وبعض الأسماء الإعلامية بكل أسف بشكل غريب ومريب، وكأن الدوسري كان مساهماً فعّالاً بالخسارة أو أنه السبب الرئيسي بتلك الخسارة.
المدير الفني للمنتخب هيرفي رينارد أكد عبر المؤتمر الصحفي أن سالم الدوسري أصر على مشاركة زملائه وخوض مباريات البطولة علماً بأنه يستطيع المكوث بالمملكة وعدم مرافقة البعثة لدولة الكويت حتى يتم تعافيه تماماً من الإصابة.
إلا أنه تحامل على إصابته وشارك زملاءه بكل فاعلية وكان مرتدياً قناعاً واقياً للوجه أثناء التمارين إلا أن كل ما قدمه النجم الكبير والاسطورة الآسيوية لم يمنعه من تجاوزات البعض.
مع مطالبة معظم الجماهير والمتابعين السعوديين بالتدخل الرسمي من الاتحاد السعودي لكرة القدم وادارة المنتخب والمطالبة بالحراك القانوني ضد المتجاوزين لحماية نجوم المنتخب الوطني وهو الأمر المفترض حصوله دون مطالبة أو حراك جماهيري اجتماعي ضد المتجاوزين.