سلطان مصلح مسلط الحارثي
رحل المدرب الايطالي الكبير مانشيني عن تدريب المنتخب السعودي، وهو الذي كان الغالبية يرمي جميع مشاكلنا عليه، ليعود المدرب الفرنسي رينارد مجدداً، معتقدين أن بيده الحل السحري، الذي سينقذ كرة القدم السعودية من جميع مشاكلها وعللها المزمنة، ولكن مع كل أسف، لم يطرأ معه أي جديد، بل مع مانشيني استطعنا التعادل مع منتخب البحرين، وتعادلنا مع منتخب إندونيسيا في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026، ومع رينارد خسرنا من البحرين في الخليجية! وخسرنا من إندونيسيا في التصفيات، وهذا مؤشر يؤكد أن تراجع مستويات الأخضر السعودي لا تتعلَّق بقدوم مدرب ومغادرة آخر، فهي ليست بالجديدة، فالمنتخب منذ سنوات، وهو يمر بمرحلة انحدار خطيرة (بعيداً عن النتائج الإيجابية المؤقتة)، وهذا الأمر يتعلَّق بجودة اللاعب السعودي، وقلة مشاركته كلاعب أساسي، وعدم إيجاد إستراتيجية واضحة لدى القائمين على كرة القدم السعودية، تعطي المتلقي انطباعاً عن تحركها لتصحيح المسار، وهو ما تحدثتا عنه كثيراً، ولكن مع كل أسف، اتحاد الكرة لا يزال مستمراً في «تخبطاته»، ليصل اليوم المشجع السعودي لمرحلة الشك، حتى أصبح لا يعلم هل يستطيع منتخبنا أن يفوز على منتخب اليمن الشقيق أم أنه لا يملك القدرة؟ بل وصلنا لمرحلة أبعد من ذلك، فقد أصبح يضحك علينا من لا يملك التاريخ الرياضي الذي نملكه! وأصبح يسخر منا حتى أنصاف اللاعبين.
بقي أن نقول: لعل ضحكة نائب رئيس اتحاد الكرة العراقي واللاعب السابق يونس محمود، وسخريته من المنتخب السعودي، تشعر المسؤولين في اتحاد الكرة السعودي بحجم المأساة التي يعيشها المنتخب.
الكثيري يصدم الوسط الرياضي
فجَّر الزميل هشام الكثيري مدير المركز الإعلامي بنادي الهلال قنبلة من العيار الثقيل، وذلك حينما ذكر معلومة كانت صادمة للبعض، والأكيد أنها أغاظت كثيراً ممن لا ينتمون للهلال، بينما احتفى بها المشجع الهلالي، وظل يتغنَّى بها، كونها من أهم المعلومات التي تم الإعلام عنها مؤخراً.
الكثيري ذكر في ملتقى صنَّاع التأثير، الذي أقامته وزارة الإعلام خلال الأسبوع الماضي، وشارك فيه كثير من الشخصيات المؤثِّرة، أن القيمة المقدَّرة لعوائد الظهور لرعاة الهلال تُقدَّر بما يقارب 2 ملياري ونصف المليار ريال، وهي تمثِّل القيمة التقديرية للظهور الإعلاني من خلال عدد مرات ظهور شعاراتهم عبر منتجات النادي، بينما يُقدِّر عائد الظهور للرعاة من خلال الظهور التلفزيوني لشعارات الرعاة بقيمة مليار و100 مليون ريال، وذلك بحسب دراسات شركات مختصة في أبحاث السوق الرياضي (نيلسون سبورت، بلانك فاير).
هذه المعلومة التي تم الإفصاح عنها يوم الجمعة الماضي، أثارت الوسط الرياضي، وتركت ردة فعل قوية، بين مصدِّق ومستغرب ومكذِّب، ولكنها طالما صدرت من جهة رسمية، وقابلة للمنطق والعقل، فلماذا لا يتم الأخذ بها؟ ربما بعض المنافسين لنادي الهلال، أثارتهم المعلومة، ولم يتمنوا ذكرها، مع علمهم بأن الهلال قادر على فعل المعجزات، طالما ينتمي له ويشجعه شريحة كبيرة من الجماهير الرياضية المحلية، ناهيك عن جماهيريته الطاغية على المستوى الخليجي والعربي.
معلومة المسؤول الإعلامي بنادي الهلال، الزميل هشام الكثيري، ستكون محفِّزة لدخول الكثير من الشركات الكبرى لرعاية الهلال تحديداً، فالقيمة المذكورة كبيرة جداً، ولا يمكن أن تستوعبها الشركات التي لم تدخل السوق الرياضي، وهذا ما سبق أن ذكره المدير التنفيذي لشركة جاهز حمد البكر، الذي قال نحن استفدنا من رعاية الهلال أكثر من استفادته منا، وقس على ما ذكره البكر، كثيراً من الشركات، مثل شركة التعاونية للتأمين، التي كانت ترعى الهلال قبل موسمين، وحينما انتهى العقد لم تجدده، ولكنها بعد سنة، عادت لرعاية الهلال بمبلغ أكبر، وهذا ما يصادق على كلام الكثيري، فلو لم يكن لهذه الشركات فوائد لما تسابقت على رعاية الهلال.
تحت السطر
- خسارة منتخبنا من إندونيسيا، وخسارته من البحرين، ومستوياتنا بشكل عام، تعيدني للمقترح السابق، الذي سبق أن كتبته في هذه الزاوية، وأيَّدني فيه أستاذنا محمد الشهري، والذي أتمنى أن يفكر فيه المسؤولون عن الرياضة السعودية، فتأهلنا لكأس العالم 2026 لن يضيف لنا أي جديد، بل قد نندم على تأهلنا، ونخسر بنتائج ثقيلة، لا تليق ببلد يتطور في جميع النواحي، وقبل أيام أعلن «فيفا» عن استضافته لكأس العالم 2034، ولذلك يجب أن نفكر من الآن في صناعة منتخب قوي لكأس آسيا 2027 و2031 وكأس العالم 2030 و2034، وهذا المقترح تحدثت عنه وكتبت عنه كثيراً، ليقيني أن الحلول «المؤقتة» لن تفيد منتخباً كان زعيماً لآسيا، فأصبح يخسر من أضعف منتخباتها، كما أعيد مقترح إنشاء لجنة إشرافية من نجوم سابقين، منفصلة عن اتحاد الكرة، وتكون مهمتها الإشراف على المنتخب السعودي، لتضع الإستراتيجيات والحلول التي نستطيع من خلالها إعادة هيبة الأخضر السعودي.
- الإعلام الرياضي السعودي وبخاصة الفضائي منه، لا يمكنه أن يواكب أي حدث رياضي، فالغالبية من المخضرمين، انزلقوا في وحل مواقع التواصل الاجتماعي، وتأثروا بالعاطفة الجماهيرية، وأصبحوا يتحدثون دون منطق، أما الهابطون على الإعلام الرياضي، فهم من ابتلاءات هذا الزمن، وإن لم يتحرك المسؤولين لتغيير هذا الإعلام، وتصحيح مساره، فسوف نصل لكأس آسيا 2027 وكأس العالم 2034، وقنواتنا تعج بالمشجعين المتعصبين، الباحثين عن الشهرة على حساب كرة القدم السعودية.