عقل العقل
مع «حمى» الفرح السعودي بفوز بلادهم باستضافة كأس العالم لكرة القدم في 2034 بدأت حالة من الأحلام والترقب وحساب الأعمار عندما تحل هذه المناسبة الرياضية العالمية، وانتشرت مقاطع فرح على كيفية تغير أشكالنا وقت إقامة الفعالية، في الواتس آب خاصة هناك مقاطع فيها الكثير من الفكاهة عن حالة «قروب» الواتس آب لمجموعة من الأصدقاء في ذلك الوقت وقد تغيَّرت وهرمت أعمارهم ولكنها وبدون حساسية هي حالة ثقة وحلم فيما سوف يحدث من تغيّرات اجتماعية وثقافية ورياضية على مستوى الوطن وسوف تبقى نقطة مضيئة فارقة في تاريخه كما هي الأحداث الجسام في مسيرة الأوطان.
طبعاً أعتبر هذه التساؤلات البريئة هي دليل شغف كبير للرياضة وللحياة بشكل عام لم تمر المناسبة برتابة، بل إن زخم هذه «الحمى» سوف يزداد ويكبر وسوف يكون لها ملامحها في فترة ما قبل التنظيم وسوف تؤرِّخ لكثير من الإنجازات والأحداث على مستوى الوطن وعلى مستوى الأفراد في حياتهم الشخصية من تخرّج من جامعة أو بداية وظيفة أو زوج أو قدوم مولود جديد، بعدها بسنوات يمكن أن يعرف ذلك الجيل والمرحلة بأجيال «كأس العالم» وقد يكون له ملامحه المحددة أو شيء من هذا القبيل مثل جيل الرقمنة والذي يحمل صفات سلوكية لها ملامح محددة في العالم.
الرجال والشباب خاصة هم من يرددون ويحسبون أعمارهم كم سوف تكون ومنهم الصغار والمراهقون والكبار والمفارقة المفهومة أنه نادراً تجد النساء والفتيات يقمن بمثل هذه الحسابات لأنها تتعلق بالأعمار وهذه جزئية حساسة لدى أغلبهن وفي المجالس والاجتماعات ووسائل التواصل الاجتماعي نجد الصمت المطبق لو تجرأت إحداهن كم سوف يكون عمرها في 2034، البعض منهن يعتقدن أن موعد إقامة الفعالية ليس بعيداً كما نتخيل ولن تتغيّر أشكالنا وأعمارنا كما يعتقد البعض، قد يكون هناك تغيّرات بسيطة لن تؤثّر على مستوى فرحنا وحياة في تلك اللحظة المقبلة وإن حدث لبعضهن مكروه في الشكل -لا سمح الله- فعيادات التجميل والإصلاح المتعددة تنمو وأسعارها في تناقص والعلاجات والطرق الجديدة تتزايد وهذا بحد ذاته شيء إيجابي للكل رجالاً ونساءً.
ما ذكر وتم تداوله أعلاه هي حالة من أشكال الفرح والترفيه الطبيعي والشعوب التي لديها الحس الفكاهي ولو بطريقتها الخاصة فإن له دلالات اجتماعية وثقافية معينة كلها ثقة بنفسها بعيداً عن التنميط والمحافظة والتي قد تكون غير موجودة، بعصر الهواتف الذكية وأدواتها الاجتماعية المتنوّعة أصبحنا نعبر ونرى ذواتنا بكل شفافية رغم محاولات البعض دس مواد النكد في حياتنا.
كأس عالم مختلفة بعدد منتخباتها الـ48 سوف تقوم بدولة واحدة هي السعودية سوف تكون علامة فارقة للوطن والعالم على كافة الأشكال الشخصية والمنجزات الرياضية الوطنية وما سوف يبقى ويؤثّر في الذاكرة الجمعية لنا كلنا على ما وصلت إليه بلادنا من عزة وشموخ، فالحب لكل من عمل وحقق هذا المنجز وعلى رأسهم الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان مهندس وعرَّاب هذا الإنجاز.
ومتع الله الجميع بطول الأعمار لحضور ومعايشة هذه المناسبة الرياضية الكبرى.