محمد العبدالوهاب
كنت برفقة زميل الدراسة وصديق الحارة وأستاذي على مستوى الرياضة المؤرخ (الخفي) عبدالله الجوفان، لحضور إحدى الاحتفالات الوطنية بمناسبة استضافة كأس العالم في السعودية، ودار الحديث بيننا عن مدى قدرة أنديتنا بتوظيف ذلك الحدث العالمي واستثمار الحضور المهيب المرتقب لعشاق المستديرة من أصقاع العالم وجماهيريتها الكروية، وذلك بإشهار أنديتها من حيث مسمياتها وإبراز إنجازاتها وبطولاتها وأساطيرها الكروية، بالذات أمام جيل مبهر بوعيه، وعميق في ثقافته الكروية ومدرك لحجم هوايته التي تتوافق مع عقليته الرياضية، من خلال (مزاره) للأندية العالمية العظمى(كريال مدريد) وغيرها من الأندية الأوروبية الأخرى. ومشاهدته لها كمتحف وتاريخ كروي حافل بالإنجازات والبطولات والكؤوس والأساطير الكروية بالكلمة والصورة.
أقول: هنا ومن حيث أندية العاصمة (الرياض) على اعتبار أن نقيم فيها، فلا يوجد سوى منشأة واحدة قائمة (كالجبل الأشم) حتى الآن ومنذ عصر السبعينيات، وتقع في أهم معالم الرياض من حيث موقعها الاستراتيجي، بين دروازة الناصرية ووزارة الخارجية المطلة على شارع التلفزيون، وأحسب أنها شهدت العصر الذهبي للأزرق سواء في إنجازاته وبطولاته (الأكثر) أو بأهم النجوم التاريخية في ذلك العصر، والذين يصنفون بالأساطير بدءاً من كابتن المنتخب البرازيلي (ريفلينو) مروراً بكابتن المنتخب السعودي والعرب الامبراطور صالح النعيمة وما بينهما (كابتنهما) في عصرهما(العمدة) عبدالله فودة.
بقي التطبيق..كيف ومتى وأين؟
فرصة سانحة وكبيرة في استثمار هذا الحدث العالمي الكبير في أراضينا، خصوصاً والمقومات متوفرة والأرض والمكان البيئة جاهزة والوقت والزمن متاح، تبقى العزم في اتخاذ القرار وتنفيذه، فما أحوجنا كرياضيين لمتاحف كروية في كل ناد نسترجع من خلالها تاريخ إنجازاته وبطولاته وذكريات نجومه التي أسهمت في مكانته، كتلك التي هزت المدرجات تصفيقاً وإعجاباً بهم، نسترجع من خلال هذا باقتناء منتوجاتهم من باب التقدير والاحترام والوفاء لهم.
* * *
امتداداً للحديث نفسه، ومن باب الشيء بالشيء يُذكر، كتبت قبل فترة أو أكثر عن (صندوق اللاعب) ودعوت من خلاله رؤساء أنديتنا الكرام بإنشائه من باب الوفاء الذي أعتدناه منهم تجاه لاعبيهم، خصوصاً من هم قبل تطبيق الاحتراف، ليؤكدوا من خلاله ترسيخ العلاقة المتبادلة وتدعيم الصلة والارتباط بينهم، وذلك باستقطاع نسبة من إيرادات النادي المتعددة، سواء من الرعاة أو بيع التذاكر أوحتى من بيع منتوجات النادي أو دعم محبيه وعشاقه. ولعلي أجدها فرصة بطرق أبوابهم مجدداً، في ظل توقف الدوري ووجود الوقت المناسب والملائم لاتخاذ التفكير والقرار بعيداً عن زحمة المشاركات والمسابقات، ولعل - بعض القطاعات الأهلية الأخرى - تصيبهم العدوى فيما لو كتب رجالات أنديتنا أسطر هذا القرار، خصوصاً ولديهم اليد الطولى في التأثير من خلال مبادراتهم القيّمة التي اعتدناها منهم، ومدى مكانتها وتقديرها لدى المجتمع الذي ليس بمعزل عنه.
آخر المطاف
قالوا.. ابتعد عن الأشخاص الذين يحاولون التقليل من طموحاتك، العظماء فقط هم الذين يشعرونك أنك باستطاعتك أن تصبح واحداً منهم.