د.عبدالعزيز الجار الله
استضافة المملكة لكأس العالم 2034 هي بمثابة بوابة وفرصة للمملكة لتقديم تجربتها التنموية في القرن 21: رؤية السعودية 2030، ورؤية السعودية 2040 التي ستعلنها عام 2027 والمختصرة بعنوان: رؤية السعودية. بحيث تصبح رؤية السعودية النموذج العالمي كما كانت شانغهاي الصينية في السبعينيات الميلادية النموذج العالمي للقرن 20، واستمر الاقتصاد الصيني يقدم نفسه حتى الآن أقوى الاقتصادات في العالم مع الولايات المتحدة الأمريكية.
في هذا التوجه الاقتصادي أعلن سمو الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظه الله- يوم الأربعاء 11 ديسمبر 2024م تأسيس «الهيئة العليا لاستضافة كأس العالم 2034»؛ وذلك عقب إعلان الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) فوز المملكة؛ باستضافة بطولة كأس العالم 2034 لكرة القدم (FIFA World Cup 2034™). وترأس سمو ولي العهد مجلس إدارة الهيئة العليا لاستضافة كأس العالم 2034. ليكون ملف كأس العالم أوسع من كونه ملفا رياضيا بل اقتصاديا واستثماريا وسياحيا وترفيهيا، ووجهة عالمية في منطقة جديدة وتنافسية من العالم، حيث كانت تبقي الخيارات الاقتصادية محصورة بين أمريكا والصين، فالمملكة تملك الخاصية الجغرافية التي تقوم على رأس تجاذب للقارات الثلاث: آسيا وأوروبا وأفريقيا كأكبر تجمع سكاني للقارات الثلاث. يضاف لها التكوين البيئي والمناخي القريب من حوض البحر الأبيض المتوسط، وبعض المناطق الإستوائية والممرات البحرية، إلى جانب الخاصية التاريخية والثقافية التي تتمتع بها المملكة تقوم على إرث ثقافي عريق، يدعمها الاقتصاد القوي النفطي والغاز ومصادر الدخل الأخرى، ومحيطها العربي الذي بدأ يتعافى من الحروب والتدخلات الدولية.
هذه المعطيات التي تمت الإشارة لها وبخاصة ماتملكه المملكة من مشروعات التنمية يجعلها تعلن أن نسخة 2034 هي نسخة استثنائية في كرة القدم، ودولة قادمة يتفاجأ العالم بها، أعادت صيغة نفسها في عشرينيات هذا القرن الواحد والعشرين ليكون هذا إعلانا عن نسخة استثنائية لكرة القدم، وإعلانا لدولة تقود التنمية في العالم.
أيضاً جاء في حيثيات تأسيس «الهيئة العليا لاستضافة كأس العالم 2034»: تُشكِّل استضافة المملكة العربية السعودية لبطولة كأس العالم 2034 لكرة القدم؛ خطوة إستراتيجية نوعية، ستُسهم مباشرةً في تعزيز مسيرة تحول الرياضة السعودية، ورفع مستوى «جودة الحياة»، الذي يُعد أحد أبرز برامج رؤية السعودية 2030 التنفيذية، والساعية إلى تعزيز مشاركة المواطنين والمقيمين بممارسة الرياضة فضلًا عن صقل قدرات الرياضيين وتحسين الأداء الرياضي للألعاب الرياضية كافة؛ ما يجعل المملكة العربية السعودية وجهة عالمية تنافسية في استضافة أكبر الأحداث الرياضية الدولية.