«الجزيرة» - نبيل العبودي:
في حدث تاريخي ووسط ترقب عالمي أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، أمس الأربعاء فوز المملكة العربية السعودية باستضافة كأس العالم FIFA™ 2034، وذلك خلال اجتماع الجمعية العمومية الاستثنائية الذي عقد افتراضيًا، ويأتي ترشح المملكة لاستضافة اكبر وأهم حدث عالمي وهو بطولة كأس العالم للمنتخبات في نسختها الاستثنائية والتي ستجمع 48 منتخبا في بلد واحد كأكبر التحديات التي وضعتها المملكة لاستضافة هذه البطولة، حيث اعتدنا على أن تكون البطولة التنافسية بين 32 منتخبا الا أن هذا العدد الكبير ستحتضنه المملكة العربية السعودية لوحدها بينما سيكون في عام 2030 في 3 دول مجتمعة وهي المغرب والبرتغال وإسبانيا.
وكانت المملكة قد حصلت على أعلى تقييم وصل إلى 4.2 كأعلى نسبة تسجل في تاريخ ملفات الاستضافات وأقلها نسبة للمخاطر لهذا الحدث منذ انطلاقها وحتى الآن بما فيها تفوقها على الملف المشترك لاستضافة بطولة كأس العالم 2030 والذي سيقام باستضافة المغرب والبرتغال وإسبانيا الذي حصل على تقييم 3.6 وسيكون العالم على موعد مع نسخة متميزة وفريدة من نوعها للمونديال العالمي، تعكس مدى علو سقف الطموح السعودي في سبيل إشباع تطلعات محبي كرة القدم حول العالم، وليبقى تأثيرها الإيجابي حاضرًا على جميع الأصعدة، ويكون تتويجًا للإبداع السعودي فيما يتعلق بتنظيم الأحداث العالمية الرياضية الكبرى.
وكان ملف استضافة المملكة للحدث الكروي العالمي، قد حظي باهتمام وتمكين ودعم غير محدود من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -أيده الله-، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظه الله- الأمر الذي أسهم في حصول الملف على ثقة المجتمع الدولي، وستكون المملكة أول دولة مضيفة في التاريخ تستضيف بمفردها النسخة الأكبر من بطولة كأس العالم، التي ستشهد مشاركة 48 منتخبًا وطنيًا في خمس مدن لاستضافة مباريات البطولة، بعد إقرار النظام الجديد للبطولة من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم في وقت سابق.
وكانت المملكة قد سلمت ملف ترشحها بشكل رسمي لاستضافة هذه النسخة من نهائيات كأس العالم يوليو الماضي، تحت شعار «معًا ننمو»، والذي كشفت فيه خططها الطموحة لاستضافة هذه البطولة الأهم في عالم كرة القدم، من خلال استضافة مباريات المونديال في 15 ملعبًا، موزعة على خمس مدن مضيفة؛ هي: الرياض، وجدة، والخبر، وأبها، ونيوم، بالإضافة إلى عشرة مواقع استضافة أخرى عبر المملكة.
وتهدف المملكة من خلال استضافة كأس العالم FIFA™ 2034 إلى توفير تجارب استثنائية للاعبين والمشجعين من حول العالم، مع توفير مرافق وخيارات إقامة متميزة، تلبي متطلبات الزوّار على اختلافها، مع اهتمامها باستدامة المشاريع المنشأة والمحافظة على البيئة، كما تتوافر شبكة مواصلات متطورة، تمكن الجماهير من الوصول إلى الملاعب بسرعة وسهولة، بالإضافة إلى تسهيل إجراءات السفر؛ لضمان تجربة مريحة ومتميزة للزوّار.
وأكدت المملكة، بعد إعلانها رسميًا دولة مستضيفة لكأس العالم 2034 للمجتمع الدولي، التزامها بتقديم تجربة استثنائية وغير مسبوقة للحدث الرياضي الأكبر حول العالم، مساهمة بذلك في بناء الإنسان، وتنمية القدرات البشرية، ومد جسور التواصل بين ثقافات العالم، مراعية بذلك الأثر البيئي، وعوامل الاستدامة، وتعظيم الإرث الرياضي والوطني من الاستضافة، حيث تمثل استضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم FIFA™ 2034 فرصةً مهمةً لتسليط الضوء على مسيرة التقدم التي تعيشها المملكة منذ إطلاق سمو ولي العهد - حفظه الله - لرؤية المملكة 2030 في عام 2016م، إلى جانب الإنجازات المستمرة في قطاع الرياضة، باستضافة العديد من الأحداث الرياضية العالمية كسباقات فورمولا1، وفورمولا إي، ورالي داكار، علاوة على السوبر الإسباني والسوبر الإيطالي، وغيرها من الأحداث والفعاليات الرياضية المختلفة والمتنوعة، والتي أثمرت عن نمو كبير في قطاع السياحة؛ بتجاوز عدد السياح المحليين والدوليين لـ 100 مليون سائح خلال عام 2023م.