عبد العزيز الهدلق
بعد اعتماد «الفيفا» نظام حكم الفيديو المساعد أصبح النقل التلفزيوني المباشر للمباريات جزءاً من نظام التحكيم في كرة القدم. فالحكم اليوم بات يرجع للقطات تلفزيونية في حالات جدلية معينة للتأكد من صحة الحالة من عدمها، سواء باحتساب هدف أو إلغائه، أو احتساب ضربة جزاء أو إلغائها، أو إبراز بطاقة حمراء للاعب أو إلغائها، وبالتالي أصبح النقل التلفزيوني مؤثِّراً في مسار مباريات كرة القدم ونتائجها، ومؤثِّراً في مسار المنافسات والبطولات.
ولهذا ارتفع مستوى النقل التلفزيوني للمباريات في كثير من دول العالم، وبالذات المتقدِّمة كروياً. ولم تعد تلك الدول تقبل بأدوات النقل السابقة.
وفي المملكة وبعد مشروع التطوير الرياضي الذي تبناه سمو ولي العهد -حفظه الله - ومشروع الخصخصة والاستثمار الرياضي، والذي أعلن خلال تدشينه أن التطلعات ارتفعت لأن يصل مستوى الدوري السعودي إلى مستوى الدوريات الخمسة الكبرى والأولى في العالم، وقد تحققت الكثير من المعايير التي سوف تصل بدورينا إلى هذا المستوى المتقدِّم، ولكن بقي معيار النقل التلفزيوني لم يتحرك. فلا يزال مستوى النقل هو الذي نعرفه من عشرات السنين. فلم يواكب مشروع تطوير كرة القدم، ولم يواكب التقنيات الحديثة في مجال النقل التلفزيوني المعمول بها في أغلب دول العالم المتقدِّم.
وتطوير النقل التلفزيوني ليس مطلوباً من أجل الارتقاء بمستوى المشاهدة وتحقيق المتعة والإثارة فقط، بل أيضاً من أجل مساعدة أطقم تحكيم المباريات في تحقيق عدالة المنافسة بين الفرق والأندية.
وكم هو مؤسف أن يقف اليوم حكم المباراة أمام جهاز الفيديو لمراجعة حالة جدلية ولا يستطيع اتخاذ قرار بشأنها، لأن اللقطة غير واضحة بما فيه الكفاية، ولأن النقل لم يستطع أن يظهر اللقطة من زاوية أخرى! فتضيع حقوق أندية لأن الناقل عاجز عن إظهار الحالة بشكل جيد!
كما أن المحلِّلين التحكيميين في البرامج والقنوات التي تتابع الدوري السعودي يعجزون عن إبداء الرأي في بعض الحالات لأن اللقطة المعروضة غير واضحة ولا تبيِّن تفاصيل مهمة في الحالة، وكذلك لأنه لا يوجد أمامهم إلا لقطة واحدة من زاوية، فيعجز المحلِّل عن إبداء رأيه! وأفظع من ذلك أن هناك حالات مهمة ومفصلية تحدث في الملعب أثناء المباريات لم يظهرها الناقل! وتغيب عن القنوات والبرامج والجماهير! ولكنها تنتشر لاحقاً في القنوات والبرامج وبين الجماهير بسبب تصوير من أحد الجماهير في المدرجات بواسطة هاتف ذكي! كما أن بعض الحالات الجدلية التي تظهر من زاوية واحدة ودون وضوح، تظهرها هواتف الجماهير في المدرجات من مختلف الزوايا، والاتجاهات.
وفي منطقتنا العربية يكاد يكون مستوى النقل التلفزيوني للمباريات متقارباً ومتماثلاً، عدا دولة قطر التي استفادت من استضافة كأس العالم 2022، فتطورت لديها المنشآت الرياضية، وكذلك مستوى النقل التلفزيوني للمباريات. فأصبح نقل المباريات التي تُقام على ملاعب قطر اليوم فارق كبير عن نقل المباريات في الدول الخليجية والعربية، ويضاهي بشكل كبير النقل الأوروبي.
ففي النقل المتقدِّم والمتطوِّر يتابع المشاهد أدق تفاصيل اتجاهات الكرة، ولحظات التلامس بين اللاعبين، لكل أجزاء الجسم، بل إن اهتزازات وجه اللاعب وهو يجري تظهر بوضوح، وكذلك حبات العرق وهي تتساقط من جبهته وتتدحرج على وجنتيه تظهر بكامل تفاصيلها، لذلك لا شيء يغيب عن حكم الفيديو، ولا حكم المباراة عند مراجعته لأي لقطة. فاللقطة تُعاد من عدة زوايا وبنفس درجة الدقة والوضوح. ولا يُوجد في قاموس التحليل عندهم عبارة لقطة غير واضحة!
إن ما يُثير الجدل ويُثير التعصب أيضاً ويُؤجج الجماهير هو ما يحدث من النقل التلفزيوني غير الواضح للمباريات والذي يفتقد للدقة وتعدد الزوايا. فلو كان النقل متطوراً لاستطاع الحكم اتخاذ القرار الصحيح، ولاقتنع المشاهد والمشجع من صحة قرار الحكم.
فيومياً هناك أكثر من عشرة محلِّلين تحكيميين في القنوات والبرامج الرياضية وفي منصات التواصل الاجتماعي، ولكنهم نادراً ما يتفقون على رأي واحد بشأن حالة جدلية في المباريات! والسبب عدم وضوح الحالة من قبل الناقل. مما يتسبب في اجتهاد المحلِّلين، وكل منهم يبدي رأياً مخالفاً للآخر.
نتمنى أن يرتقي مستوى النقل التلفزيوني لدورينا السعودي خصوصاً وقد أصبح النقل بمقابل وليس مجانياً، لذلك يستحق المشاهد وهو يدفع مقابل المشاهدة أن يستمتع بمستوى نقل متطور، وكذلك تستحق رياضتنا التي تطرق اليوم أبواب العالمية، وأصبح دورينا مطلوباً للمشاهدة في مختلف دول العالم. لذلك يجب أن يرتقي مستوى النقل ويتطور.
زوايا
** الهلال سيعود لصدارة دوري روشن قبل التوقف. توقع خاص.
** كل أخطاء الحكام في جميع المباريات تمر مرور الكرام إلا الحالات الجدلية التي تخص الهلال يتم تداولها بكثير من التضخيم، ومحاولات تشويه صورته بالتشكيك، هذا الأمر لا يضير الهلال، بل يعكس حجمه ومكانته، والعجز عن مجاراته إلا بالتلفيق.
** بعض محلِّلي التحكيم في بعض البرامج الرياضية بحاجة إلى مراجعة سيرهم الذاتية ومشوارهم مع التحكيم قبل اعتمادهم محلِّلين! فبعضهم سيرته الذاتية فضيحة!
** أسرع طريق للهروب من استفادة فريقك من أخطاء التحكيم يكون عبر اختلاق أخطاء وادّعاء استفادة المنافس منها!