أ.د.عثمان بن صالح العامر
ينطلق صباح هذا اليوم الثلاثاء 3 ديسمبر ملتقى تكامل 2024 الموسوم بـ(الذكاء الاصطناعي والعمل التطوعي)، الذي يحظى برعاية كريمة من لدن مقام صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن سلطان بن عبد العزيز آل سعود أمير منطقة المدينة المنورة، وينعقد في رحاب جامعة الأمير مقرن بن عبد العزيز ولمدة يومين، (الثلاثاء والأربعاء 3 - 4 ديسمبر)، ولأن لهذا الملتقى خصائص ومميزات نادراً ما تجتمع في مثله كان هذا المقال الذي أشير فيه إلى أبرز مزايا هذا الملتقى النوعي في نظري ، والتي هي:
- كونه ينعقد في رحاب المدينة المنورة التي هي عنوان التطوع الحق، ورمز الكرم والسخاء بالمال والجاه والنفس إبان حلَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بها مهاجراً لها هو وصحابته أهل مكة الذين دخلوا دين الإسلام - رضوان الله عليهم جميعاً - حتى استحق الأنصار لمواقفهم التطوعية الخالدة نيل شرف الظفر برسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (... أتَرْضَوْنَ أنْ يَذْهَبَ النَّاسُ بالشَّاةِ والبَعِيرِ، وتَذْهَبُونَ بالنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى رِحَالِكُمْ؟ لَوْلَا الهِجْرَةُ لَكُنْتُ امْرَأً مِنَ الأنْصَارِ، ولو سَلَكَ النَّاسُ وادِيًا وشِعْبًا، لَسَلَكْتُ وادِيَ الأنْصَارِ وشِعْبَهَا، الأنْصَارُ شِعَارٌ، والنَّاسُ دِثَارٌ...)، ولم يكن لهم ذلك لولا انتظامهم في سلوك المتطوعين رغبة بما عند الله، حتى أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما فتحت مكة وحج حجة الوداع عاد إليها ومات فيها ودفن، بأبي هو وأمي عليه الصلاة والسلام.
مثل هذه المناشط النوعية أعادت لذاكرتي صفحات من تاريخ المدينة النبوية الحافل بسطور رائعة من التطوع الذي لا مثيل له، فهذه الأرض الطيبة كانت وما زالت وستظل - إن شاء الله - عنواناً بارزاً لأعمال البر وصنائع المعروف والمسارعة في الخيرات.
- كونه يشرف برعاية كريمة من لدن مقام صاحب السمو الملكي فيصل بن سلطان أمير المدينة المنورة الذي نشأ وترعرع في كنف (سلطان الخير) - رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته - صاحب الأيادي البيضاء والأفعال الجزال التي شهد له بها الكل، وهذا التشريف دليل أكيد على ما يلقاه العمل التطوعي من دعم ومساندة مادية ومعنوية من لدن مقام قيادتنا الحكيمة - حفظها الله -.
- كون جمعية وفادة التطوعية لخدمة زائري المدينة المنورة هي المنظِّمة لهذا الملتقى، مما يعني أنه سيكون له صلة مباشرة أو غير مباشرة بكل ما من شأنه التنسيق والتكامل بين المؤسسات والهيئات والجمعيات لخدمة أعز ضيف وأعظم وافد، كيف لا وهم من جاءوا ملبين مهللين مكبرين؛ رغبة فيما عند الله وطمعاً بالأجر الجزيل منه سبحانه، فنحن كما قال مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز: (وإننا في هذه البلاد وقد شرفنا الله بخدمة الحرمين الشريفين نذرنا أنفسنا قيادة وحكومة وشعباً لراحة ضيوف الرحمن، داعين الله أن يديم على أمتنا الخير والسلام).
- كون الملتقى من أنشطة القطاع الثالث غير الربحي (التطوعي) الذي توليه القيادة جل اهتمامها وعظيم رعايتها، ويتناغم ويتوافق مع معطيات ومنطلقات وأهداف رؤية المملكة 2030 التي تؤكد أهمية التكامل والتشاركية في العمل التطوعي من أجل (توسيع نطاق العمل التطوعي لنصل لمليون متطوع عام 2030، وتعزيز دور القطاع غير الربحي في الاقتصاد الوطني، وتحديث وتطوير آليات العمل التطوعي بزيادة كفاءته وفعاليته، وجعل العمل التطوعي أداة فاعلة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، والاستفادة من التجارب العالمية في مجال العمل التطوعي وتبادل الخبرات).
- مواكبة الملتقى مستجدات العصر، فالربط بين الذكاء الاصطناعي والعمل التطوعي يبرهن على وقوف اللجنة العلمية للملتقى على جديد العالم الافتراضي والتقنية الحديثة وحرصها الشديد على توظيف ذلك كله في خدمة القطاع غير الربحي بشكل علمي رصين.
- كون برنامج الملتقى صيغ باحترافية عالية جداً، فكان هناك ورش قبلية وتنسيق دقيق واختيار للمتحدثين متميز. فشكراً لله - عز وجل - أن جعل التطوع يصل في بلادنا المملكة العربية السعودية إلى ما وصل إليه، ثم شكراً للقيادة التي تولي هذا القطاع جل اهتمامها وعظيم رعايتها ودعمها، شكراً لسمو الأمير رعايته الكريمة والشكر موصول للجمعية واللجان المنظمة والمتحدثين والحضور الكريم ولكل من صار رقماً في المليون، ودمت عزيزاً يا وطني وإلى لقاء والسلام.