د.نايف الحمد
بعد موسم ونصف تقريباً و56 مباراة محلية تلقى الهلال خسارة أولى ذكرت جماهير الزعيم أن كرة القدم ليست فقط انتصارات، بل إن لها وجهاً آخر هو الخسارة التي لابد من حدوثها في يومٍ ما وإن تأخر هذا اليوم.
الخسارة هي الأولى محلياً بعد عودة جيسوس للهلال في فترته الثانية مطلع الموسم الماضي، قدّم خلالها الفريق بقيادته كل ألوان المتعة والإبهار، وحقق انتصارات تاريخية وسجل فيها 4 بطولات محلية ولم يترك لمنافسيه أي فرصة لتحقيق أي لقب؛ وسجل فيها أرقاماً قياسية كان أهمها تحقيق أطول سلسلة انتصارات بتاريخ كرة القدم بحسب موسوعة جينيس للأرقام القياسية.
الخسارة في كرة القدم قد تحدث في أي وقت؛ لكن السيناريو الذي حدث في مباراة الخليج لم يكن متوقعاً، فالفريق بعد أن سيطر على الشوط الأول بالكامل وتقدم بهدفين وقدم معزوفة كروية فاخرة بقيادة عازفه الموهوب سافيتش تخلى عن هيمنته وسقط بريمونتادا تاريخية لم تخطر على بال أشد المتفائلين من منافسي الهلال!.
قد يكون الموج الأزرق خرج من هذه الخسارة بأقل الأضرار؛ فموقفه في الدوري قوي مع بقاء أكثر من ثلثي الدوري، وتصدره لبطولة النخبة الآسيوية، وتأهله لدور الثمانية في كأس الملك، لكن الأهم هو تعاطي الفريق مع هذه الخسارة، ووضع اليد على مكامن الخلل في موسم صعب ينتظر الفريق فيه الكثير من التحديات التي تفرض على جيسوس ولاعبيه أن يضعوا باعتبارهم قوة المنافسين وضرورة خوض المباريات بحذر وجدية بعيداً عن الثقة الزائدة التي شاهدناها في لقاء الخليج، وكذلك الأخطاء الدفاعية التي لا تليق بلاعبين يمثلون فريقاً كبيراً بحجم الهلال.
من الواضح أن الفريق يحتاج لتدعيم صفوفه في الفترة الشتوية، وأعتقد أن تلبية احتياجات جيسوس باتت ضرورة لتكتمل منظومة الفريق التي ظهر فيها بعض النواقص، خاصة والموسم لم يبلغ منتصفه بعد؛ إضافة لكون هذه الإضافات ستعزز من تشكيلة الفريق في مشاركته في بطولة كأس العالم للأندية نهاية الموسم.
نقطة آخر السطر
جماهير الهلال قابلت هذه الخسارة بالكثير من الهدوء والاتزان لثقتها التامة بفريقها، ولأن الفريق لم يكن سيئاً لكن الأخطاء الفردية أضرت بالفريق، وكذلك تقديراً منها لما قدمه نجوم الزعيم خلال الموسم الماضي وهذا الموسم من نتائج ومستويات راقية أشاد بها الجميع.. لكن هذا التقدير يحتاج لردة فعل كبيرة من اللاعبين داخل الميدان في المرحلة المقبلة، وهي الأهم في مسيرة هذا الموسم، ورغبتها في رؤية نهاية مثالية للموسم يصعد فيه الفريق لمنصات التتويج امتدادًا لسطوته التي أحدثها الموسم الماضي.