للأسف تعثر منتخبنا الوطني بخسارته التاريخية من المنتخب الإندونيسي الثلاثاء الماضي بهدفين نظيفين، وتعقدت حظوظه بالتأهل المباشر من مجموعته لاحتدام التنافس بين خمسة منتخبات في المجموعة على البطاقة الثانية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2026 خلف المنتخب الياباني الذي يغرد خارج السرب، حيث يتوجب على منتخبنا حصد 10 نقاط من أصل12 نقطة في المباريات الأربع المتبقية، إذا ما أراد الانفراد بالمركز الثاني في العاشر من يونيو القادم، ومن الممكن الاكتفاء بـ9 أو8 نقاط إذا خدمتنا باقي نتائج المجموعة كما فعلت في الجولة الماضية من التصفيات بتعادل منتخبي البحرين وأستراليا وفوز اليابان على الصين.
لماذا خسر منتخبنا الوطني من المنتخب الإندونيسي الذي يتخلف عنا كثيراً في التصنيف الدولي للمنتخبات، وفي تصنيف الدوري المحلي للبلدين؟ هل تساءل رينارد واللاعبون في المباراة ما السبب؟ أم أن الطريقة التي لعب بها المنتخب مباراة أستراليا والطيران لساعات طويلة أثرت على اللاعبين من الناحية اللياقية؟.
أسئلة كثيرة دارت في ذهني، ولم أجد لها إجابة مقنعة، غير أن رينارد قد أخفق هذه المرة في قراءة المنافس، وفي اختيار التشكيلة المناسبة للمباراة، وكانت تدخلاته في المباراة متأخرة، فالمنتخب الإندونيسي لم يكن يجيد بناء الهجمات من الخلف بشكل مميز، ولذلك عمد في تكتيكه على لعب الكرة الطويلة خلف المدافعين في الأطراف والعمق، مستغلاً السرعة التي تمتاز بها عناصره وترك الاستحواذ السلبي لمنتخبنا بدون خطورة لتكتلهم الدفاعي، وكان على الكوتش رينارد تغيير طريقة اللعب واستقبال اللعب في ملعبنا لدفعهم للتقدم وترك مساحات يعبر من خلالها مهاجمو المنتخب في الهجمات المرتدة.
عموماً، المباراة صفحة وطويت والناجحون لا ينظرون إلى الخلف بل يستفيدون من الأخطاء ويقومون بالتصحيح، والمنتخب أمامه استحقاق خليجي في نهاية ديسمبر القادم في دولة الكويت الشقيقة، وهي فرصة لرينارد لوضع الأمور في نصابها والمنافسة على هذه البطولة وتحقيق لقبها الغائب عنا منذ فترة لما لذلك من أهمية لدي الشارع الرياضي السعودي، لتكون دافعاً إيجابياً للمنتخب فيما تبقى من مباريات في التصفيات، وأهم نقطة يجب معالجتها تكمن في ضعف القدرة التهديفية لدى مهاجمي المنتخب في الوقت الحالي، حيث لم يسجل المهاجمون أي هدف في الجولات الست الماضية من التصفيات، فكلنا نعلم بأن هناك ندرة في المواهب في مركز المهاجم الصريح في الكرة السعودية لأسباب يصعب حصرها، ولذلك على رينارد تطوير المتوفرين له من مهاجمين وتفجير قدراتهم التهديفية في دورة الخليج العربية؛ للاستفادة منهم عندما تستأنف التصفيات أو ابتكار طريقة لعب مختلفة تغطي هذا النقص في هذا المركز حيث نشاهد أندية ومنتخبات عالمية تلعب بدون مهاجم صريح.
كل التوفيق للصقور الخضر في القادم من استحقاقات، وفالهم الذهب الخليجي -بإذن الله- والتأهل المباشر إلى نهائيات كأس العالم 2026.
بالمختصر المفيد
- غياب لاعب آسيا الأول الكابتن سالم الدوسري عن الجولة الماضية كانت مؤثرة على المستوى العام على منتخبنا الوطني في ظل عدم وجود من يعوض غيابه ناهيك عن تأثير الغيابات الأخرى، وعدم تمكن الكابتن سلمان الفرج من العودة للمنتخب بداعي الإصابة.
- تعاطي بعض المحسوبين على الوسط الرياضي السلبي مع هزيمة المنتخب الأخيرة كانت للأسف الشديد تدل على عدم قدرة بعضهم على الفصل بين التنافس المحلي وبين دعم المنتخب الوطني كممثل للوطن في المحافل الدولية وللمرة الألف أقوله لهم كفاكم تعصبا، فما يحدث للمنتخب من نتائج سلبية ليست وسيلة لتصفية الحسابات بينكم ولاتقدم لكم شيئا سوى تأجيج الشارع الرياضي على منتخبنا الوطني الذي تنتظره استحقاقات قادمة، فهل تستطيعون إبعاد المنتخب الوطني عن مناكفاتكم الرياضية.
- أتمنى من الكوتش رينارد الذي حمل نفسه مسؤولية الهزيمة من منتخب إندونيسيا أن يستفيد من المشاركة في دورة الخليج العربية المقبلة بتقديم أسماء جديدة للمنتخب مع عدم الاستغناء عن اللاعبين أصحاب الخبرة العريضة ودمجهم ببعض للخروج بمنتخب يكون جاهزا للمنافسة على البطاقة الثانية في المجموعة الثالثة في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2026.
والله ولي التوفيق.
** **
- محمد المديفر
X: @mohdalimod