د.نايف الحمد
وسط تفاؤل كبير يخوض منتخبنا الوطني غداً الثلاثاء مباراته الأولى في مرحلة الإياب في مجموعته الآسيوية المؤهلة لكأس العالم أمام أندونيسيا على أرضها بعد أن لعب خمس جولات احتل فيها المركز الثالث متأخراً عن أستراليا التي تحتل الثاني بفارق الأهداف.
الأخضر أعاد الثقة لجماهيره بعد أن خطف التعادل أمام الأسترالي خارج الديار في مباراة فرض فيها شخصيته وكان الأقرب لتحقيق الانتصار.
مع عودة الفرنسي «رينارد» لقيادة الدفّة الفنية للفريق الوطني حلّقت الصقور الخضر في سماء سدني وقدمت عرضاً مقنعاً رغم الوصول المتأخر لرينارد وفقدان الفريق لمجموعة من لاعبيه الكبار بسبب الإصابة؛ لكن أبطال السعودية انتصروا لأسمائهم ولتاريخ الأخضر وبذلوا جهوداً كبيرة أمام واحد من أكبر المنتخبات المشاركة في التصفيات المؤهلة لكأس العالم عن قارة آسيا.
في تقديري أن لقاء الغد في جاكرتا هو أهم لقاء في الخمس جولات المتبقية؛ وتحقيق الفوز سيفتح آفاقا بعيدة لمنتخبنا لبلوغ النهائيات عن هذه المجموعة.. فالمنتخب بعدها سيخوض 4 مباريات، الأولى مع الصين على أرضنا والفوز فيها - وهو في متناول اليد - سيجعلنا نحكم القبضة على المركز الثاني قبل أن نلعب أمام اليابان والبحرين خارج ملعبنا؛ وسيكون اللقاء الحاسم والأخير أمام أستراليا المنافس الأقوى على البطاقة الثانية هنا على أرضنا لحسم الأمور بشكل كامل.
ثقتنا لا حدود لها في أبطالنا، والفوارق الفنية تصب في صالح الأخضر، لكن احترام المنافس مطلب لتجاوزه؛ خاصة أن الخسارة للفريق الأندونيسي تعني تضاؤل حظوظه بشكل كبير في مواصلة المنافسة على التأهل.
مباراة الغد تمثل فرصة كبيرة لعودة الأخضر من الباب الكبير كمرشح للتأهل المباشر، ولا أشك في أن رينارد ورجاله يعون تماماً ما تمثله هذه المواجهة من أهمية قصوى لهذه العودة المتوقعة.
كل الأمنيات بالتوفيق لصقورنا الخضر بتحقيق الفوز وبعث الفرح في قلوب الملايين من السعوديين الذين لطالما كان الأخضر سبباً في سعادتهم.
نقطة آخر السطر
رغم أن منتخبنا الوطني يخوض معتركا صعبا ويمر بمنعطف خطير في طريقه نحو السعي لخطف بطاقة التأهل لكأس العالم؛ غير أننا مازلنا نرى ونسمع من يناصب لاعبي المنتخب العداء ويحاربهم بشكل علني مقيت دون مراعاة لمصلحة الوطن أو الدور الأخلاقي الذي يجب أن يتحلى به أي مواطن، فما بالك بإعلامي يحمل أمانة الكلمة!
من المؤسف أن ينتشر مثل هذا الفكر بيننا.. فهؤلاء لا يعلون للوطن قيمه، ولا يكرسون القيم التي تتحدث عن الإخلاص له والوقوف معه والدفاع عنه!.. ما يحدث تجاوز المنطق وأصبح يثير الاشمئزاز ويعصف بقيم المواطنة الحقة، واستمراره سيضر باللحمة الوطنية، ودور الإعلام هو التوعية بخطر هؤلاء على المجتمع.
أتمنى أن يقف العقلاء في الإعلام السعودي موقفا موحدا لمحاربة هذا الفكر حتى لا يستشري في أوساط المجتمع.