سليمان الجعيلان
(لا أعلم.. فلم أكن حاضراً في وقت التأسيس، ولكنّي سمعت بأنهم مجموعة فبعضهم يقول: «عيال الجبعاء» وبعضهم يقول الأمير عبدالرحمن بن سعود، وأغلب القول بأنه «حسين الجبعاء وأخوه» لكن على كل حال أنا ممتن للمؤسس لأنه أسس نادياً عظيماً).
بهذه الإجابة غير الحاسمة وهذه المعلومة غير الفاصلة في صحيفة عكاظ الثلاثاء الماضي حول مؤسس نادي النصر الحقيقي والفعلي، أعاد وزاد اسطورة نادي النصر التاريخي وقائده الاستثنائي ماجد عبدالله الشكوك والإشكالية لهذه القضية الأزلية والمزمنة النصراوية، والتي كانت ومازالت تشهد الكثير من الروايات والاختلافات من بعض النصراويين المعاصرين الذين عاشوا وعايشوا مرحلة تأسيس نادي النصر، ولكن تضاربت أقوالهم واختلفت شهاداتهم حول مؤسس ناديهم الحقيقي، ليس هذا فحسب بل واختلفوا في تاريخ تأسيس النصر الفعلي!.
وللأمانة والإنصاف لم يكن وربما لن يكون الكابتن ماجد هو الأول أو الأخير من النصراويين الذين اختلفوا في القصة الحقيقية لتأسيس نادي النصر ولم يتفقوا على الشخصية التاريخية لمؤسس النصر، فقد سبقه الكثير منذ سنوات طويلة، وفي فترات كثيرة بعض الشخصيات النصراوية ففي 20 أبريل 2015 ظهر رئيس نادي النصر السابق الأمير ممدوح بن عبدالرحمن بن سعود في برنامج الليوان على القنوات الرياضية السعودية، وقال بالنص (من أسس نادي النصر هم مجموعة من الشباب والطلبة الصغار من ضمنهم حسين وزيد الجبعاء وناصر بن نفيسة وإخوانه وعبدالرحمن بن حوبان وعبدالله وميرزا أمان وسعود بن عفتان..). انتهت شهادة الأمير ممدوح بن عبدالرحمن التي اختلف معها زيد الجبعاء، والذي نسب لنفسه تأسيس نادي النصر في تصريحه لصحيفة الجزيرة في تاريخ21-2-1406هـ وأنه أسس النصر عام 1377هـ بينما رزق سالمين والملقب (دانة) فقد ناقض أيضاً تصريح زيد الجبعاء وأكد في صحيفة المدينة في تاريخ 12-2-1417هـ بأن الذي أسس نادي النصر هما علي بن عويس وعبدالله بن نزهان وليس أبناء الجبعاء، ليعود محمد بن سعد الوهيبي وهو الذي رأس نادي النصر في عام 1380هـ ويؤكد لصحيفة الرياض في تاريخ 27-10-1433هـ بأن أحمد عبدالله والملقب (بالبربري) هو المؤسس الحقيقي للنصر، وأنه أول رئيس لنادي النصر، وقد ترأس النصر لمدة خمس سنوات متتالية من عام 1375هـ حتى ترجل عن كرسي الرئاسة بعد صدور قرار الشئون الرياضية التابعة لوزارة المعارف آنذاك القاضي بتسجيل الأندية رسمياً في الوزارة وسعودة إدارات الأندية.
وحيث إن الاستاذ أحمد عبدالله من دولة السودان الشقيقة لذلك ترك رئاسة النصر (مضطراً) وقد صادق على هذه المعلومة التاريخية الرمز النصراوي (التاريخي) الأمير عبدالرحمن بن سعود -رحم الله الجميع- الذي سبق وأشاد بدور أحمد عبدالله في تأسيس نادي النصر وأثنى على جهوده في إنشاء نادي النصر، ولن يضير أسطورة نادي النصر التاريخي وقائده الاستثنائي ماجد عبدالله هجوم وتهجم بعض النصراويين عليه عقب إجابته وإفادته بأنه لا يعلم من هو مؤسس نادي النصر الحقيقي والفعلي بالضبط!.
باختصار يبدو ان هذه القضية النصراوية التاريخية ستظل قائمة وعالقة في ذهن وعقل كل منتم لنادي النصر بل وستستمر مقلقة ومستفزة لبعض النصراويين وما الإساءات والتجاوزات التي وجدها نجم النصر الأول وأسطورته التاريخية ماجد عبدالله بعد هذا الحوار الصحفي المهني إلا صورة واضحة ونسخة مكررة لحالة المشجع النصراوي المشوش فكره حول صحة ودقة تأسيس ومؤسس ناديه، لذلك أعتقد أنه آن الأوان أن تتدخل المؤسسة الرياضية وتشكل لجنة لحسم هذه القضية الازلية والمزمنة لنادي النصر لتأكيد وتوثيق اسم مؤسسه وتاريخ تأسيسه لأن من غير المعقول أو المقبول أن يلعب لاعب بحجم كريستيانو رونالدو لناد تدور خلافات في تحديد من أسسه إلى اليوم؟!.
السطر الأخير
الخميس الماضي أعاد المنتخب السعودي بقيادة مدربه العائد هيرفي رينارد شيئاً من روحه وحماسه أمام المنتخب الاسترالي في تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 وخرج الأخضر من هذه المباراة بتعادل غير عادل بعد أن قدم لاعبي المنتخب السعودي أداءً وعطاءً فنياً مقنعاً أشاد فيه الكثير من النقاد الرياضيين والفنيين ما عدا نفس المتأزمين والمحتقنين الذين كانوا ومازالوا يمارسون نفس الفعل والعمل في افتعال قضايا المنتخب حتى عقب رحيل مدرب المنتخب السابق مانشيني، وهو ما يؤكد أن تلك الانتقادات والهجمات التي مارستها تلك الفئة المتشنجة والمحتقنة على مانشيني لم تكن منطقية وحيادية بقدر ما كانت تعصباً لألوان الأندية وتصفية حسابات شخصية على حساب مصلحة المنتخب السعودي بل ووسط صمت مطبق من مسؤولي ومسيري المؤسسة الرياضية بكل أسف! نقطة آخر السطر.