عبد العزيز الهدلق
لا شك أن وضع الإعلام الرياضي في الفترة الحالية لا يسر أي محب لرياضة الوطن؛ فقد هبط هذا الإعلام لأدنى مستوى في الطرح والتناول وصناعة المحتوى، إلا ما رحم ربي. رغم أنه يعيش في أزهى مراحل التقنية التي يفترض أن تجعل منه إعلاماً راقياً متطوراً ومنافساً حتى على مستوى العالم، مستفيداً مما يعيشه القطاع الرياضي في المملكة من اهتمام ودعم ورعاية حكومية كبيرة، ومن زخم النجوم العالميين، ليس فقط الموجودين في الأندية، ولكن من القادمين للمشاركة في الفعاليات الرياضية العالمية التي تنظّمها وزارة الرياضة وموسم الرياض في مختلف الألعاب والرياضات.
ولكن للأسف، إن كل ذلك يذهب هباءً مع إعلام رياضي متخلِّف، حصر نفسه في ألوان ناديه المفضَّل وتقوقع حول نفسه، وجعل كل طموحه في محاربة المنافس فقط، فلم تعد الجهود تسخَّر لدعم النادي المفضَّل، بل تبذل لمحاربة المنافس! ومحاولة تشويه صورته، بالحق أو بالباطل، بأساليب لا تمت للأخلاق والقيم المهنية الإعلامية بصلة، والسبب في ذلك أن الإعلام الرياضي ازدحم بالدخلاء، وبالمتردية والنطيحة، وتم تسهيل وجود الجهلاء في منابر الإعلام ليعلو صوت الباطل.
وربما يكون مقبولاً لو أن تلك الفوضى والانحطاط المهني اقتصرا على منصات السوشال ميديا وحسب، بل طالا المنصات الإعلامية التقليدية من برامج تلفزيونية رياضية، وأصبحت تلك البرامج تتبارى في استقطاب كل جاهل طويل لسان.
لقد بات هم تلك البرامج وغاية مقاصدها أن تصنع محتوى يتم تداوله بين الجماهير وكيف أن فلاناً الإعلامي أسكت ذلك الإعلامي، وأن فلاناً مسح البلاط بعلان! لا يوجد طرح فيه غنى وإثراء وإضافة فكرية أو ثقافية أو فنية للمتلقي!
لقد غاب أهل التخصص، وذوو الكفاءة والخبرة والتجربة، وأصحاب الفكر والثقافة والوعي، عن البرامج الرياضية، واستحل مقاعدهم كل جاهل ضحل، وأمي.
ولا يُلام أولئك الجهلة في احتلال مقاعد النقد في البرامج الرياضية، فهم مجرد أدوات، تلك هي قدراتهم، ولكن من يُلام هم أصحاب القرار في البرامج والقنوات، الذين فضَّلوا أولئك الجهلة على أهل العلم والمعرفة والفكر.
لن يتقدَّم الإعلام الرياضي لدينا ويواكب حركة التقدّم والتطور التي يشهدها القطاع الرياضي وكل البرامج الرياضية تستقطب «ديكة» لا إعلاميين أو نقاداً ليظهروا للمشاهدين كمتصارعين، لا أصحاب رأي وفكر.
لقد غاب جانب تطوير الإعلام الرياضي، وتطوير الإعلاميين الرياضيين، ورفع قدراتهم ومهاراتهم في جوانب الحديث الإعلامي، وطرح الرأي والنقد، بسبب تعدد الجهات المشرفة والمسؤولة عن الإعلام الرياضي، وتخلي كل منها عن واجباته ومهامه، واتكال كل جهة على الأخرى في جانب تقديم التدريب والتطوير المهني.
وما زالت بعض البرامج المتميزة النادرة تغرِّد خارج السرب باحترامها لمشاهديها من خلال استقطاب أسماء ذات قيمة، بغض النظر عن ميولها، ولكنها تقدِّم طرحاً راقياً ومثرياً للمشاهد، محترمة عقله وفكره، ومبتعدة عن الإثارة المصطنعة والمبتذلة.
لقد أصبح الإعلامي الرياضي الحقيقي يخجل من انتمائه للإعلام الرياضي الذي يعيش مرحلة انحطاط غير مسبوقة، وأصبح الإعلامي الرياضي يُوصم بالجاهل في المجتمع بسبب ما تلفظه غالبية البرامج من طرح غث، وسطحي. وقد آثر كثير من الإعلاميين الرياضيين المتميزين علماً وفكراً وثقافةُ الابتعاد عن الساحة تماماً، واعتزال الإعلام الرياضي لأنه لم يعد لائقاً ولا مشرِّفاً لمن ينتسب إليه. ولا يلوح في الأفق أي بارقة أمل لإنقاذ الإعلام الرياضي وانتشاله مما هو فيه من وضع متردٍ، فمن بيدهم الحل والعقد والقرار تركوه لأولئك الرعاع يعبثون فيه بلا رقيب ولا حسيب.
زوايا
** نقّاد الغفلة في الإعلام الرياضي يرون أن كل أخطاء التحكيم يستفيد منها المنافس فقط، أما فريقهم فهو المظلوم دائماً!
** من الواجب أن يتدخل الاتحاد السعودي لكرة القدم لإنقاذ اللاعب سعود عبدالحميد من وضعه الحالي مع فريق روما الإيطالي، حيث يعاني سعود من وجوده المستمر على دكة البدلاء، لأكثر من شهرين! ولم يشارك في (10) مباريات سوى لدقائق معدودة، وإذا كان يرغب في الاستمرار في أوروبا فلينتقل لنادي بيركشوت البلجيكي ليضمن المشاركة أساسياً.
** ما كان يتعرَّض له صالح النعيمة سابقاً ثم سامي الجابر في مرحلة لاحقة هو ما يتعرَّض له سالم الدوسري اليوم. تتغيَّر الأسماء ويبقى الاستهداف واحداً من زمرة أعمى الحقد بصرها وبصيرتها.
** نموذج لإعلاميي الجهل والأمية هو الذي قال على الهواء إن أداء فريق النصر تحسَّن بعد «التحاميل» التي أجراها المدرب للاعبين! طبعاً يقصد الأحمال البدنية!
** غياب روبن نيفيز عن الهلال ثلاثة أشهر بسبب الإصابة مؤثِّر جداً على الفريق، ورغم وجود بدلاء يستطيعون ملء الفراغ الذي سيتركه، إلا أن عبقرية نيفيز في وسط الملعب من الصعب تعويضها.
** رغم فارق المستوى الذي يقف إلى جانب سعود عبدالحميد إلا أن الثنائي مروان الصحفي وفيصل الغامدي حققا في أوروبا نجاحاً أكبر بكثير من سعود.