د.نايف الحمد
قبل أن يجتمع مدرب المنتخب السعودي «رينارد» بلاعبيه بساعات قليلة تلقى خبراً غير سار تمثَّل في إصابة كابتن المنتخب والنجم الآسيوي الأول «التورنيدو» سالم الدوسري والدولي عبدالإله المالكي في اللقاء الدوري بين الهلال والاتفاق، لينضما للاعب الاتحاد عبدالإله العمري، وليفقد المنتخب ثلاثة من لاعبيه في أصعب مواقف المنتخب في مشواره للتأهل لكأس العالم 2026 .
ما يحز في النفس أن إصابة سالم الدوسري حدثت نتيجة مخاشنة عنيفة وضرب من الخلف من لاعب الاتفاق الصبياني قبل نهاية مباراة الهلال والاتفاق في مشهد عنيف وغير مبرر فقدنا بسببه أهم أوراق المنتخب، وهو يخوض معتركه الآسيوي ما صعّب من مهمة «رينارد» الذي فقد القوة الضاربة في خط هجومه، وبات عليه البحث في أوراقه قبل أن يشد الرحال لمواجهة «الكنغر الأسترالي» على أرضه الخميس القادم.
في ملاعب كرة القدم تحدث الإصابات في أي وقت، وقد تكون بدون التحامات، وهي قدر.. لكن حماية اللاعبين من الخشونة الزائدة واللعب المتهور واجبة من خلال تثقيف اللاعبين وبث الروح الرياضية والتنافس الشريف في الملاعب، خاصة ونحن نستقطب أفضل المواهب.. وقد شاهدنا في الأسابيع الماضية الكثير من حالات التدخل العنيف التي شوّهت المباريات وقلّلت من جماليتها وقيمتها الفنية.
الأندية كانت تخوض الجولة الأخيرة قبل التوقف لأيام «فيفا» وجميع اللاعبين وبخاصة السعوديون يعلمون بأهمية وحساسية المرحلة لمنتخبنا الوطني؛ وأنا هنا لا أطالب بحماية خاصة للاعبي المنتخب، غير أن الواجب على اللاعبين ومن باب الإحساس بالمسؤولية تجاه هذا الوطن أن لا يمارسوا العنف مع زملائهم.. كما أنهم محاسبون أمام الجماهير على هذا السلوك غير الرياضي الذي شددت قوانين اللعبة على نبذه.
ما حدث في إصابة سالم أمر مؤسف وسلوك عابث لم نتوقع حدوثه للاعبنا الخلوق وأيقونة الكرة السعودية ولا نتمنى حدوثه لأي لاعب.. أما من هلَّلوا أو دافعوا عن هذا العمل القبيح فنقول لهم (اخجلوا من أنفسكم؛ إذ ليس من الأخلاق أن تسقطوا بهذا الشكل من أجل الميول!) كما يجب أن يكون لاتحاد اللعبة والمسؤولين عن التحكيم وقفة تجاه هذا السلوك من خلال التشديد على وقف هذا العنف واستخدام سلطة الحكام في قمع المتجاوزين حتى لا نفقد المزيد من النجوم نتيجة التساهل في معاقبة المخطئين.
نقطة آخر السطر
تصريحات مثيرة لم نعتدها من مدرب الهلال «جيسوس» تلك التي أطلقها بعد مباراة الاتفاق، تحدث فيها عن مجموعة من «التحديات» التي واجهت فريقه وبدت واضحة للمتابعين؛ أولها تجاهل الحكام لضربات جزاء مؤكدة للفريق؛ وآخرها ما يتعرض له لاعبوه من مخاشنات عنيفة على مرأى من حكام المباريات وشاشات التلفزة.
يبدو أن الداهية البرتغالي فاض به الكيل بعد أن زاد الضغط الذي يتعرض له الزعيم الهلالي وبات يواجه بالفعل تحديات وعقبات تهدف لوقف المد الأزرق بعد أن عجز منافسوه عن مجاراته على أرض الملعب.
هي رسالة من خبير موجهة للمعنيين للحرص على عدالة المنافسة واستقطاب حكام في مستوى الدوري، خاصة والهلال يقدم ما في وسعه بطلب حكام أجانب في كل مبارياته؛ فما نشاهده من أخطاء ترسم الكثير من الاستياء وعلامات الاستفهام على وجوه كل من له علاقة بكرة القدم ويرغب في متابعة مباريات مثيرة تتحقق فيها متعة المشاهدة وعدالة المنافسة.