سطام بن عبدالله آل سعد
في خضم المباريات والتحديات الكبيرة التي تواجه الهلال في دوري روشن، تبرز الحاجة إلى مراقبة صارمة تتجاوز حدود الملعب لضمان سلامة اللاعبين وحماية حقوقهم. فقد شهدنا في الفترة الأخيرة سلسلة من الإصابات بدأت بالنجم نيفيز، وتلاها موقف كاد يفقد الهلال خدمات مالكوم، وانتهت بإصابة الكابتن سالم الدوسري. هذه الحوادث المتتالية تطرح تساؤلًا حول دور الاتحاد السعودي لكرة القدم و رابطة الدوري السعودي للمحترفين في تنظيم المنافسات ومعاقبة التهور بشكل رادع يضمن عدم تكرار مثل هذه التدخلات العنيفة، التي تهدد مستقبل المنتخب الوطني في مشوار التأهل لكأس العالم.
لا يمكن إنكار الدور الكبير الذي يلعبه نادي الهلال في تطوير الكرة السعودية، فهو لا يمثل فقط أحد أركان الدوري المحلي، بل يعتبر سفيرًا رياضيًا للمملكة على الصعيد العالمي. من خلال مشاركاته القوية في البطولات الخارجية وصولاً إلى كأس العالم للأندية، يسهم الهلال في رفع اسم المملكة عاليًا، ويعكس مدى تقدم دورينا ومكانته المتنامية. ومع ذلك، يجد الهلال نفسه في مواجهة تحديات داخلية تؤثر على استمرارية عطائه، فالتدخلات الخشنة والإصابات المتكررة التي تطال لاعبيه تشكل عبئًا إضافيًا، وتحديًا يعوق مسيرته محليًا ودوليًا.
وأثناء هذا التزايد المستمر للتدخلات العنيفة، يتساءل المتابعون حول ما إذا كانت حماية اللاعبين حقيقية، أم أن غياب الحزم قد يُعرض الأندية والمنافسات لمزيد من الانتهاكات. فعندما تصبح سلامة اللاعبين في خطر، مثلما حدث مع سالم الدوسري ونيفيز، تبرز الحاجة إلى «VAR إداري» يتجاوز دوره داخل الملعب لمراقبة تصرفات الأندية وفرض عقوبات رادعة على السلوكيات والممارسات غير المسؤولة من قبل لاعبيها المتهورين، وضمان اتخاذ قرارات عادلة لكل حادثة داخل الملعب وخارجه.
وبالنظر إلى تصريحات مايكل إيمينالو، المدير الرياضي للدوري السعودي، حول (التحديات التي سيواجهها الهلال)، تثار التساؤلات حول ما إذا كانت هذه التحديات جزءًا مما يقصده أم أنها تشير إلى صعوبات عامة تواجه الهلال في الدوري. هذا يستدعي تدخلًا حاسمًا من الاتحاد والرابطة لضمان الحيادية ومنع أي تحيز، خاصة في مباريات الهلال، حيث ظهر إهمال الحكام وغياب دور فعّال لتقنية الـ VAR.
إنّ مستقبل المنتخب الوطني ومكانة الكرة السعودية لا يحتملان الصمت أو التساهل. ففقدان قائد المنتخب وأفضل لاعب في آسيا، سالم الدوسري، في أصعب مراحل التصفيات، يطرح تساؤلات حول المسؤولية: هل يتحملها مشعل الصبياني بتدخله العنيف؟ أم الحكم الذي اكتفى ببطاقة صفراء؟ أم تقنية VAR التي لم تتدخل لتصحيح القرار؟ أم أن هناك جهات أخرى مسؤولة؟ هذه الأسئلة تستدعي إجابات واضحة، لأن التغاضي عن مثل هذه التجاوزات لا يمس الهلال فقط، بل يؤثر على مسيرة المنتخب ويهدد تطلعات الكرة السعودية بأكملها.