«الجزيرة» - الرياض:
نظمت سفارة جمهورية إندونيسيا في الرياض حفل استقبال دبلوماسي أنيق في قصر الثقافة بحي السفارات، بمناسبة الاحتفال بالذكرى الـ79 لاستقلال إندونيسيا. وحضر الحفل حوالي 500 ضيف من الشخصيات البارزة، بما في ذلك دبلوماسيون رفيعو المستوى ومسؤولون سعوديون ورجال أعمال وشخصيات معروفة، حيث سلط الحدث الضوء على التراث الثقافي الغني والعلاقات الثنائية المتنامية بين إندونيسيا والمملكة العربية السعودية.
تخلل الأمسية عروض ثقافية مفعمة بالحيوية، حيث أُديت رقصة الريمو من شرق جاوة من قِبل راقصين محترفين، وصدحت ألحان القاميلان الجاوية التي أضفت على المكان طابعًا ساحرًا، إضافة إلى عروض غنائية آسرة من قبل مطربين إندونيسيين. استمتع الضيوف بمعرض خاص لأقمشة الباتيك المتميزة من مختلف أنحاء أرخبيل إندونيسيا، إلى جانب مجموعة مختارة من الأطباق الإندونيسية التقليدية الشهية.
وشارك ضيف الشرف، وكيل إمارة منطقة الرياض، معالي الدكتور فيصل السديري، إلى جانب سعادة السفير الدكتور عبدالعزيز أحمد، سفير إندونيسيا لدى المملكة العربية السعودية، في إحياء هذه المناسبة الخاصة.
وفي كلمته الرئيسة، شدد السفير الدكتور عبدالعزيز أحمد على أهمية العلاقة المتنامية بين إندونيسيا والمملكة العربية السعودية، مشيرًا إلى الإنجازات البارزة التي حققها البلدان مؤخرًا. وقال: «في أكتوبر الماضي، وخلال الزيارة التاريخية التي قام بها الرئيس الإندونيسي السابق جوكو ويدودو، تم توقيع أربع مذكرات تفاهم أساسية تتعلق بـ المجلس التنسيقي الأعلى، المنتجات الحلال، التعاون في مجالات الرياضة والشباب، والمعايير الفنية. هذه الاتفاقيات تُمهد الطريق لتحالف قوي ومثمر يدعم الأهداف التنموية لكلا البلدين».
كما سلط السفير الدكتور عبد العزيز الضوء على الانتقال السلمي الأخير للحكومة الإندونيسية تحت قيادة الرئيس برابوو سوبيانتو. وأعرب عن ثقته في مستقبل العلاقات الإندونيسية السعودية، قائلًا: «إن شاء الله، ستستمر هذه الإدارة الجديدة في تعزيز الروابط بين إندونيسيا والمملكة العربية السعودية، مما يفتح آفاقًا أعمق للتعاون الاقتصادي والثقافي».
وتحدث السفير عن النمو المطرد في التجارة بين البلدين، مؤكدًا على أهمية زيادة الصادرات الإندونيسية إلى السوق السعودي. وأضاف: «في عام 2023، وصلت التجارة بين بلدينا إلى 6.15 مليار دولار، مسجلةً ارتفاعًا بنسبة 10.81 في المائة منذ عام 2019. وبحلول أغسطس من هذا العام، نمت تجارتنا بنسبة مذهلة بلغت 17.32 في المائة مقارنةً بنفس الفترة من العام الماضي. يعكس هذا الزخم قوة شراكتنا وجودة المنتجات الإندونيسية، خصوصًا في القطاعات غير النفطية مثل زيت النخيل والأطعمة المصنعة والزراعة، والتي تلبي بشكل متزايد احتياجات المستهلكين السعوديين. يؤكد تعاوننا على الاستدامة والإنتاج القائم على المجتمع، بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030».
وأعاد السفير التأكيد على التزام إندونيسيا بالسلام في الشرق الأوسط، مُدينًا بشدة العدوان الجاري في غزة، وداعيًا إلى توفير الوصول الإنساني ودعم الشعب الفلسطيني، بما يتماشى مع القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة. وفي ختام كلمته، قدم السفير الشكر العميق لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، على دعمهم للمغتربين الإندونيسيين في المملكة، وعلى الصداقة الراسخة بين البلدين.
كان الاحتفال باليوم الوطني الإندونيسي بمثابة شهادة على عمق العلاقات بين إندونيسيا والمملكة العربية السعودية، حيث جمعت بين التراث والدبلوماسية. تركت العروض الثقافية والمعارض والتجارب الطهوية انطباعًا دائمًا، مما عزز الروابط القوية والتطلعات المشتركة بين البلدين.