م.عبدالمحسن بن عبدالله الماضي
1.«هاوي» هي إحدى مبادرات (برنامج جودة الحياة) والتي اشترك في تأسيسها (12) جهة حكومية، وتعمل على تفعيل قطاع الهوايات في المملكة من خلال إنشاء ترخيص أندية الهواة وتقديم الدعم اللازم لهم.
2.في ظل «رؤية السعودية 2030» تولي الدولة اهتماماً بالغاً بجودة حياة المواطن السعودي، حيث إن من مستهدفات الرؤية تطوير كافة الجوانب التي تعزز من مستوى عيش المواطن ورفاهيته. فبالإضافة إلى الأبعاد الأساسية، مثل التعليم والصحة والإسكان وفرص العمل، تسعى الدولة إلى تمكين الجوانب الأخرى التي تعزز من رفاهية الأفراد، كالترفيه والسياحة والادخار.. ومن ضمن هذا الاهتمام يأتي حق المواطن في ممارسة هواياته، بما يحقق له الراحة النفسية، ويعزز من علاقاته الاجتماعية، ويفتح له آفاقاً اقتصادية جديدة من خلال استثمار هواياته كمصدر دخل إضافي.
3.ولا شك أن مبادرة «هاوي» تأتي كجزء من هذا النهج، حيث تسعى إلى تشجيع المواطنين على ممارسة هواياتهم وتطويرها. وتهدف إلى تعزيز روح الابتكار والتفاعل الإيجابي بين الأفراد، مع فتح أبواب الاحتراف أمام من يرغب في استثمار هواياته وتحويلها إلى مصدر دخل ثابت، بما يسهم في تحسين حالته الاقتصادية ورفع مستوى دخله.
4.من هنا فنحن ندعو جميع الهواة في المملكة إلى التفاعل الإيجابي مع مبادرة «هاوي» واستغلال الفرص المتاحة لهم، سواء كانت تلك الفرص مقدمة من الجهات الحكومية أو من المنشآت الخاصة أو غير الربحية، التي تسعى إلى احتضان المواهب وتنمية الهوايات.. فهذه المؤسسات تسعى جاهدة لتقديم الدعم الفني والمعنوي، وتوفير البنى التحتية والخدمات اللازمة للهواة لتطوير مهاراتهم والاستمتاع بممارسة هواياتهم، بل والانتقال بها إلى مستوى الاحتراف، ما يفتح لهم آفاقًا جديدة لتحقيق متعة أكبر في حياتهم واستثمار هواياتهم كمصدر دخل إضافي.
5.وهنا لا يسعنا إلا أن نشيد بهذه التوجهات التنموية العالية، وندعو القائمين على كافة البرامج والمبادرات التنموية لترجمة هذه التوجهات بمواصلة تقديم الرعاية للمواطنين بمختلف فئاتهم واهتماماتهم بفاعلية وكفاءة ليكونوا أكثر صحة وسعادة، ويكون الفرد فيها قادراً على استثمار كل ما يملك من مهارات وإمكانات، وليكون شباب بلادنا سواعد بنّاءة تسهم في تطوير وازدهار المملكة.
6.وأخيرًا، علينا أن ندرك أن تطوير الهوايات واستثمارها لا تراه الدولة- رعاها الله- استثماراً اقتصادياً فحسب، بل هو استثمار في الصحة النفسية والرفاهية الاجتماعية للفرد، وهو جزء لا يتجزأ من تحقيق جودة الحياة.. وكلنا ثقة أن دولتنا ستظل سندًا وداعمًا لكل مواطن يرغب في تحقيق ذاته وتطوير إمكاناته، ليكون له دور فعّال في بناء وطن طموح، واقتصاد مزدهر، ومجتمع حيوي، قادر على مواجهة تحديات المستقبل بثقة وأمان.