د.م.علي بن محمد القحطاني
في الوقت الذي تتسارع فيه وتيرة خطوات جميع الجهات الحكومية وغير الحكومية الربحية وغير الربحية لتحقيق رؤية المملكة 2030، وبعد أن حققت المملكة العديد من المكاسب ووصلت إلى ما وصلت من تطور ورقي في المجالات كافة حتى وصلنا الفضاء وتقدمت على العديد من دول العالم مما يسمى العالم الأول في التكنولوجيا بهمة أبنائها التي تلامس قمة طويق وشغفهم بما يعملون وأصبحت أغلب الأعمال إن لم تكن جميعًا تدار وتمارس عن بعد من المنزل أو من أي مكان وساعدت كل هذه التغييرات على تلبية احتياجات المواطن والمقيم أينما كان، وقطعنا أشواطاً وأشواطاً في الحكومة الإلكترونية، إلا أن إدارة مرور عسير لا زالت تعيش حقبة المارد العملاق (الملف الأخضر) ما قبل عصر الإنترنت بعدما عجزت عن مواكبة التطور والتقنية المعلوماتيه والتوسع الهائل على الشبكة العنكبوتية (الإنترنت)،
تفاجأت عند مراجعتي لقسم مرور أحد رفيدة إحدى محافظات عسير بطلبات وإجراءات وكأننا نعيش في أحد دول العالم الثالث أو أننا ما زلنا نعيش في تسعينات القرن الماضي، فقد كنا نعتقد بأننا تجاوزنا مرحلة الملف العلاقي الأخضر ولكن يبدو أنه اختباء في أحد الكهوف النائية ولم يطله ما طال غيره من تطور وتحديث بل ما زال بكامل قواه يصول ويجول تحت حماية ورعاية مرور منطقة عسير.
وأسرد هنا تجربتي الشخصية بعد مراجعتي لقسم مرور محافظة أحد رفيدة لاستبدال رخصة سياقة لسائقي القادم حديثاً بدلاً من الرخصة السابقة المنتهية صلاحيتها وفوجئت بالمسئول يرفض طلبي بحجة أن مصدر الرخصة السابقة محافظة سراة عبيدة وأن عليَّ مراجعة قسم المرور هناك، ومن المفارقات أن كلا القسمين يتبع إدارياً إدارة مرور منطقة عسير.
ولحسن حظي أن المسافة بين المحافظتين في حدود الأربعين كلم وحمدت الله أنني لم أعد لمقر إقامتي الدائم في جدة ولا لكانت المعاناة أكبر.
وتبريرهم أن الشركات المشغلة لمدرسة تعليم القيادة تختلف في المحافظتين وكل منهما له شروطه وإجراءاته وأرشيفه الخاص به.
وشهادة حق يجب أن تقال في حق قسم مرور سراة عبيدة باستخدامهم للكمبيوتر والإنترنت في أغلب أعمالهم ومهامهم ولكن قد يكون لهذا المارد الأخضر من القوة والمناعة ما جعلهم عصيًا عليهم فأبقوا عليه وكذلك حسن تفاعلهم حيث تم إنجاز جميع إجراءاتي في غضون يومين ودفع رسوم التجديد وسداد مخالفة تأخر التجديد لمدة سنتين الفترة التي قضاها السائق في بلدة ولا يستطيع أصلاً تجديدها.
علماً بأني سبق لي التواصل مع الإدارة العامة للمرور عن طريق منصة التواصل الاجتماعي تويتر وأفادوني بإمكانية استبدال الرخصة من أقرب قسم أو إدارة للمرور في المملكة، ولكن الواقع يفرض نفسة وقد يكون لبعد المسافة أو اختلاف العصور بينهما دور في ذلك.
ما أحوجنا في هذا الوقت لتسريع وتمكين التحول الرقمي في المملكة لكونه أحد الركائز الأساسية لتحقيق رؤية المملكة 2030 وتحقيق الكثير من الإنجازات الوطنية من خلال منظور وطني يعكس رؤيتنا الرقمية، فهل تستجيب تلك الجهات لهذا المطلب للحاق بالركب، أتمنى ذلك.