جاء إعلان صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء - رعاه الله - عن مكتب إستراتيجي خاص بتطوير منطقة الجوف قبل تسعة أشهر، ضمن مجموعة من حزم المبادرات الملهمة والقرارات المدروسة، التي تهدف لدعم توجه ورؤية المملكة 2030م الفريدة، لمواصلة مسارها المظفر، الحافل بالمنجزات والإبداعات، والتي أسهمت وتسهم على الدوام في توفير أفضل للمواطنين وللسكان والزائرين، وخلق اقتصاد مزدهر ومجتمع حيوي لوطن طموح.
والتي جاء معها حماس أمير منطقة الجوف وحبه للمنطقة وأهلها بالعمل كفريق عمل واحد، من أجل النهوض بمستوى الخدمات ودفع عجلة التنمية في هذا الجزء العزيز من وطننا الغالي، حيث قال صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن نواف بن عبدالعزيز: «وإننا من منطلق رؤية المملكة 2030 التي باركها مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود بعد أن رسمها سمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله -، نعمل في منطقة الجوف جاهدين على تحقيق الأهداف الطموحة لهذه الرؤية المباركة، منطلقين مما تتمتع به المنطقة من ميزات نسبية مقارنة بالمناطق الأخرى ومتكاملة معها، الأمر الذي يزيد من تنافسية المنطقة والاستفادة المثلى من الموارد المتاحة والكامنة، وذلك تأكيداً لما أشار إليه مؤخراً سمو ولي العهد - حفظه الله - بأن هدفنا هو أن نحدث نقلة نوعية تنقل الاقتصاد من اقتصاد ريعي إلى اقتصاد يتسم بالإنتاجية والتنافسية».
وقد ظهر جلياً حجم إخلاص سموه وحبه للعمل وتأثير تلك الإستراتيجية في اجتماع اللجنة التنسيقية العليا لدعم ومساندة تنفيذ المشروعات والخدمات بالمنطقة، الذي عُقد برئاسة أمير منطقة الجوف مؤخراً، بقاعة الاجتماعات بالإمارة، حيث تم استعراض ما أُنجز من توصيات في اجتماع اللجنة للربع الأول للعام المالي 2023م، وكذلك خطة جودة المشاريع بالمنطقة «المتوقفة - المسحوبة - مفسوخة العقد» وقائمة المشاريع التي لم تُحدّث حالتها خلال الربع الثاني من العام 2023م في منصة المشروعات الوطنية.
كما جرى مناقشة العمل على إعادة تكاليف مشروع مستشفى النساء والولادة في سكاكا ووصول المستشفى الجامعي 85 %، وأكد سمو أمير المنطقة على جميع الأعضاء, الحرص والاهتمام بما يخدم الصالح العام وتنفيذ المشروعات الخدمية والتنموية وفق المواصفات الفنية لكل مشروع والالتزام بأوقات الإنجاز والحد من هدر الإمكانات والوقت ومراعاة الالتزام بمعايير الجودة وتفعيل الدور الرقابي والإشرافي على تنفيذ المشاريع وفق الخطط المرسومة، موجهًا سموه الوصول بنسبة المشاريع المتعثرة إلى «صفر % « هذا العام، والتركيز على مشاريع البنية التحتية في المحافظات.
ولا يسعنا هنا بكل تأكيد حصر تلك المنجزات التي تحققت خلال فترة بسيطة، والتي تدل على استحضار روح المسؤولية لدى جميع القائمين على أعمال ومشاريع تلك اللجنة، وبمتابعة كبيرة ودائمة من صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن نواف بن عبدالعزيز، بشكل شخصي وشبه يومي.
ولكن وعلى عجالة، يمكن أن نتطرق للإنجازات في قطاعات ومجالات عدة، فعلى سبيل المثال: تم فوز فريق التطوع الصحي بصحة الجوف بجائزة وزارة الصحة عن مبادرة الأمير فيصل بن نواف للتطوع الصحي «عطاؤنا صحة»، كما حققت صحة الجوف للمستوى البرونزي لجائزة الملك عبدالعزيز للجودة، وحصل مطار الجوف على المركز الأول بنسبة الالتزام 100 % متفوقاً على المطارات التي تقل فيها أعداد المسافرين عن أقل 2 مليون مسافر سنوياً، كما حصل مطار القريات على المركز الثاني بنسبة الالتزام 100 % للمطارات الداخلية في مجموع متوسط أوقات الانتظار لرحلة المغادرة والقدوم لشهر مايو 2022، وحقق نادي الجوف الأدبي تحقيقه المركز الأول في عدد الكتب المنشورة على مستوى الأندية الأدبية، كما دخلت جامعة الجوف تصنيف التايمز العالمي للجامعات، وحصلت 16 وكالة وعمادة فيها على شهادة الجودة العالمية ISO، وتم ربط جميع محافظات المنطقة مع الإمارة ربطاً إلكترونياً، وحصلت الإمارة على شكر هيئة كفاءة الإنفاق والمشروعات الحكومية «اكسبرو»، وتم نشر ثقافة البحث العلمي بما يخدم المنطقة عبر إطلاق كرسي الأمير نواف بن عبدالعزيز للتنمية المستدامة، وتم إطلاق العديد من المهرجانات السياحية مثل مهرجان «تذوق» ومهرجانَ العسل ومهرجان الفاكهة ومهرجان التمور ومهرجان زيتون الجوف الدولي، كما فتح للمنطقة آفاق التسويق للمزارعين والشركات عبر منتدى الجوف الزراعي الدولي، وأطلق سموه العديد من الجوائز التحفيزية مثل جائزة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن نواف بن عبدالعزيز أمير منطقة الجوف وحرمه للرياضة المجتمعية وجائزة الجوف للتميز والإبداع وجائزة سموِّه للتميز التعليمي والمؤسسي، وتم إطلاق مبادرة قافلة المرأة لنشر ثقافة التنمية الذاتية لدى المرأة واستغلال طاقاتها ومواهبها، كما تم إنجاز محطة قطار الشمال بالقريات وخدمة شحن السيارات، وبناء أول محطات الطاقة المتجددة بالمملكة من خلال مشروعي مدينة سكاكا للطاقة الشمسية ومشروع محافظة دومة الجندل لطاقة الرياح، والاهتمام بالجانب الرياضي من خلال تسريع عملية الانتهاء من مشروع نادي القريات الرياضي لكي يستفيد منه الأهالي وشباب المحافظة.
وأطلق سموه الأسبوع الماضي منصة مركز ريادة الأعمال «شغف»، إحدى مبادراته لخدمة المنشآت الصغيرة ومتناهية الصغر ودعم مركز رواد ورائدات الأعمال بالمنطقة.
كل ما تم ذكره آنفاً هو غيض من فيض، فالقادم بحسب ما تم إقراره من خطط ودراسات، يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن هذه اللجنة وغيرها من اللجان ستكون القاطرة الرئيسة التي ستجر الحركة التنموية في منطقة الجوف ومحافظاتها المختلفة، وأن ما تم إحرازه من منجزات خلال تلك الفترة القصيرة سيتعالى بوتيرة أكبر وأسرع لتحقيق الأهداف المنشودة من إنشاء هذه اللجنة وغيرها، التي تتعلق بخدمة المواطنين وفق رؤية 2030 وخطط التنمية بالمنطقة، ويجعل منطقة الجوف المنطقة المتطورة والمتباهية بما قدمت وما تقدم للوطن لتسير ضمن مصاف مناطق المملكة في الرقي والتقدم، بفضل الله ثم بفضل الدعم غير المحدود من حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله.