عبد الله بن صالح العقيل
أسرة الخريجي الكريمة من الأسر التي سكنت عدداً من المدن في المملكة, ويبدو أن أكثرهم استقروا في المدينة المنورة حالياً ولهم فيها ذكر كثير.
ذكر لي الأخ الفاضل أحمد بن سليمان العمير الخريجي: أن الخريجي حمولة تعدل قبيلة وهم من عائذ من أبناء ربيعة بن عُقَيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة من قيس عيلان من مضر بن نزار بن معد بن عدنان من إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام.
ثم قال: وحمولة الخريجي تفرعت من أبٍ واحدٍ. ومسمى (الخريجي) قديم يعود إلى ما قبل القرن الرابع الهجري وسبب التسمية: هو صفة لجباية الخراج من الرعيّة. علماً بأنها صفة لأبناء ربيعة بن عُقيل بن كعب.
ثم قال: والخريجي بقوا على هذه الصفة حتى بداية الدولة السعودية الثالثة وآخرهم هو عبدالكريم بن محمد بن عمر بن عثمان بن عبدالله بن محمد بن سليمان بن محمد الخريحي العائذي العُقيلي العامري. وداره هي دار الحكومة والمالية في المدينة المنورة.
أقول: ولديهم وثائق كثيرة تتحدث عن حياة الأسرة وتجارتها. ولهم عدد من الكتب التي توثق مسيرة الأسرة وعملها في التجارة والعلاقات الاجتماعية مع الأسر الأخرى. ولهم كثير من المكاتبات والخطابات بينهم وبين الملوك والوزراء بالمملكة ومجموعة من المسؤولين والوجهاء في المدينة المنورة. وقد ألّف عبدالمجيد بن محمد الخريجي عدة كتب عن الأسرة منها كتاب (وتبقى الأوراق) طُبِع عام 1437هـ في (648) صفحة من القطع الكبير. وقد جمع فيه مجموعة كبيرة من الوثائق التي تخص الأسرة في المدينة المنورة وتوجد في مكتبته وصنّفها حسب التسلسل التاريخي لها. وتجلّت فيها صور مضيئة من تاريخ تلك الأسرة في شرف خدمة ولاة الأمر وضيوفهم. كذلك تعكس جوانب اجتماعية واقتصادية كانت عليها المدينة المنورة وأهلها.
وأول من انتقل من عنيزة إلى المدينة المنورة من أسرة الخريجي هو عبدالكريم الخريجي واستقر في المدينة المنورة وبنى فيها (بيت الخريجي) التجاري الكبير الذي أكمله ووسّعه ورفع بنيانه عبدالعزيز بن عبدالله الخريجي الذي ولد في عنيزة عام 1309هـ ومعه محمد بن عبدالكريم الخريجي الذي ولد في المدينة عام 1312هـ.
يقول الأخ عبدالمجيد مؤلف الكتاب في مقدمته (ظل عبدالعزيز ومحمد يعملان بتفانٍ وإخلاص في تجارة صغيرة أقاماها على الأمانة والصدق والصبر والقناعة وكانا ينتقلان من بلدة لأخرى لتوفير المواد الغذائية التي يحتاج إليها مجتمع المدينة في تلك الأيام. وبخاصة حين اندلعت الحرب العالمية الأولى, فانقطعت التموينات كالسكر والحبوب والفواكه والخضروات عن المدينة المنورة. فتداركاها بتنقلاتهما بين ينبع ورابغ وكانت تصل عن طريق البحر. ولما خرج الأشراف وثاروا نزح محمد وخاله عبدالعزيز إلى القصيم وأخذا يتاجران بين القصيم وجيش الأشراف, فجمعا ثروة طائلة, ثم عادا إلى المدينة واستقرا فيها وتوسعا في التجارة بما اكتسباه من تجربة عريضة في أصول التجارة, وبما يتمتعان به من شخصية قوية محبوبة إلى الناس. ثم ما لبث بيت الخريجي أن غدى هو البيت التجاري الأول في المدينة منذ عهد الأشراف).
ثم يقول المؤلف عن أسرته (وكانت تجارتهما في البدء في الأقمشة والمواد الغذائية, ثم امتدا إلى أبعد من ذلك فقد كانوا وكلاء لبعض الشركات والبنوك والأسر, كشركة مصر للطيران وبنك طلعت حرب وبنك مصر. وكان آل الخريجي يقدمون للناس أنواع المساعدة فمن ذلك حرصهم على وضع حلول لاختلافات العامّة الذين لا يحبون الذهاب للمحاكم وكانوا وسطاء خير ناجحين في وسائطهم لأنهم مقبولو الشفاعة لدى ولاة الأمر في حوائج الناس. وكانت تعقد في بيوتهم مجالس مثل: مجلس ليلة الاثنين ومجلس ليلة الجمعة وكان يؤمّها كبار أعيان المدينة من العلماء والأدباء من أجل التباحث والتشاور في أمور تهم البلد والناس).
أقول: لقد نالت أسرة الخريجي ثقة ولاة الأمر في وطننا الغالي. حيث تم تكليف الأسرة بتنفيذ الكثير من الأعمال الإنشائية في المدينة المنورة من الطرق والمنشآت الحكومية المهمة. وكانت الحكومة توكل إليهم جمع التبرعات للمشاريع الخيرية التي يحتاجها أهل المدينة. كما أن الحكومة تعهد إليهم استقبال الضيوف الرسميين وضيافتهم والحفاوة بهم في بيتهم. كما كان لأسرة الخريجي شرف المشاركة عام 1344هـ عند فتح المدينة المنورة وتنصيب الأمير محمد بن عبدالعزيز أميراً عليها. وغيرها من الأعمال الجليلة الكبيرة التي تولت أسرة الخريجي القيام بها بأمر الملك عبدالعزيز رحمه الله.
وبعد الحديث عن وجاهة أسرة الخريجي سوف أقوم بالحديث عن أفراد الأسرة الذين سكنوا الرس ولهم فيها ذكر في الوثائق. والذي يهمني كثيراً الأفراد الذين سكنوا الرس منذ تاريخ 1200 من الهجرة تقريباً وما بعدها ولهم ذكر في وثائق الرس سواء في الأوقاف والأعمال الخيرية أو البيع والشراء أو الشهادات أو غيرها. ويبدو لي بأنهم انتقلوا من الرس إلى المدينة المنورة وغيرها. وسوف أقوم بالحديث عنهم باختصار.
يقول الشيخ محمد العبودي (معجم أسر الرس 5/ 68) عن أسرة الخريجي في الرس (من أهل الرس. أسرة متفرعة من أسرة الخريجي أهل عنيزة, انتقل منهم شخص أو أكثر من عنيزة إلى الرس, ولا نعرف الزمن الذي أتى فيه فرع أسرة الخريجي إلى الرس) ثم أورد العبودي عدد (8) وثائق في عدة تواريخ مختلفة.
والأفراد الذين لهم ذكر في الرس هم:
1- محمد بن عبدالله الخريجي: سكن الرس قبل عام 1258هـ وله ذكر كثير في وثائق الرس, ومن الوثائق المتوفرة لدينا قد يكون هذا هو أول من سكن الرس من أسرة الخريجي الذين يُتَوقع بأنهم قدموا إليها من عنيزة. وسوف نستعرض بعض الوثائق عن محمد بن عبدالله الخريجي. منها:
- وثيقة: ننقلها نصاً (الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد يكون معلوماً عند من يراه بأن منصور المحمد بن جليدان وإبراهيم السعد بن طاسان تنازعا عند دار محمد العبدالكريم العييدي التي في الرس عند دعوى رهنها أيهما أسبق رهناً في الدار ثم بعد ذلك اصطلحا على أن إبراهيم السعد يعفي منصور المحمد خمسة ريالات ويسقط منصور دعواه ويفسخ رهنه من الدار خالصة ودفع إبراهيم بيد منصور خمسة عشر ريالاً بالتمام وفسخ منصور رهنه في الدار خالصة وأسقط دعواه في رهنها وصارت الدار من دون المخزن لإبراهيم ما لمنصور فيها دعوى في وجه من الوجوه هكذا جرى بينهما صح وعقل منهما وتراضٍ شهد على ذلك محمد الصالح العماري ومحمد العقيل بن مقحم وحسين السليمان البراك وشهد به وكتبه محمد العبدالله الخريجي وقع ذلك في جمادى الآخرة من سنة 1361وصلى الله وسلم على محمد).
- وثيقة: كتابة وشهادة بيع ميراث في الرسيس والقوعي. ننقلها نصاً (الحمد لله وحده.. أقر عندي سليمان الحميدان بن مسعود بأنه قد باع على عبدالله الخليفة صيبته من إرثه من أبيه من أملاك أبيه في الرسيس والقوعي وصيبته المذكورة تسيع ما ورى أبيه من الأملاك المذكورة بعد ما يخرج الثمين بثمن معلوم قدره وعدده خمسة عشر ريالاً وسبعين صاع نصفين فلم يبق للبائع المذكور في المبيع المذكور حق ولا دعوى في وجه من الوجوه الشرعية والبيع المذكور يأتي على جميع ما يستحقه المبيع من أرض وبير وأرض حية وميتة بجميع حقوقه الداخلة فيه والخارجة عنه وقع ذلك في شهر رجب سنة 1261 شهد على ذلك صالح الناصر ومسيب وعلي البطاح وشهد به كاتبه محمد العبدالله الخريجي وصلى الله وسلم على محمد).
- وثيقة: كتابة وشهادة على وقف محمد القرناس قليبه المسماة النغيمشية بالرس ننقلها باختصار: يعلم الناظر فيه والواقف عليه بأن محمد بن الشيخ قرناس وقف وسبّل وحبس قليبه المسماة النغيمشية المعروفة بجو الرس عند المعذب التي هو اشترى من ورثة القميطي محمد وقفها وماتستحقه من البير وغيره قربة لله تعالى وابتغاء وجه الله وذريته يأكلون من الوقف المذكور ولو لم يحتاجون ولا حرج عليهم وقع ذلك في شهر المحرم من سنة 1266 شهد على ذلك عثمان الصالح بن عجينة وسليمان العقل وعمار المفلح وشهد به كاتبه محمد العبدالله الخريجي وصلى الله على محمد نقلته من الأصل وعليه ختم محمد بن قرناس وأنا الفقير إلى الله عز سلطانه حمد بن مطلق حرر 25 ض سنة 1344.
- وثيقة: وجدتها مبتورة من أعلاها ونصها (..... يأكله ولا حرج عليه في حياته والوقف منجز غير معلق ولا مدبر والوكيل على ووصيته وعلى عياله سليمان العقل إلى ما يرشدون عياله فإن عدم الوكيل المذكور فالصالح من إخوته أو أخواته إلى ما يرشدون عياله فإن رشدوا فالوكيل الصالح منهم ذكر أو أنثى وإن احتاج الوكيل أو ذريته أو إخوته فهم يأكلون من الأضحية ومن العشيات ولا حرج عليهم وذريته يأكلون من الوقف المذكور ولو لم يحتاجوا ولا حرج عليهم وقع ذلك في شهر المحرم ذي القعدة سنة 1266 شهد على ذلك عثمان الصالح بن عجينة وسليمان العقل وعمار المفلح وشهد به كاتبه محمد العبدالله الخريجي وصلى الله وسلم على محمد).
2- عبدالله بن منصور الخريجي: وقد سكن الرس وله ذكر فيها قبل عام 1259هـ منها ما يلي:
- وثيقة: حضر عثمان بن صالح بن عجينة وأقر بأن في ذمته لعبدالله السليمان التركي ستة وثلاثين ريالاً إلّا قرش يحل أجلهن دخول رمضان 1260 ويذكر عثمان أن منها ستة ريالات وأربعة عشر ربعاً على عبدالله المنصور الخريجي شهد على ذلك إبراهيم الصالح وشهد به كاتبه سليمان العلي بن عقيل في ثماني وعشرين من شعبان سنة 1259 وصلى الله على محمد.
- وثيقة: الحمد لله وحده. حضر عندي عبدالله المنصور الخريجي وأقر بأن في ذمته لعبدالكريم المحمد ثلاثمائة صاع وأربعة وعشرين صاع حب نقي واثنا عشر ريالاً عين فرانسة أجل الدين المذكور في غرة ذي الحجة سنة 1281 وأقر عبدالله بأنه مرهن عبدالكريم بالدين زرعة في نخله خشرة مع صالح السعران وهو نصفه مشاع ونخله جذع وفرع والزرع الذي بالحيالة وبقرة عجله ثلثينها صبحا وقدرين واحد حجري وواحد من دونه والبكار ثنتين والناقة الحمراء شهد بذلك عبدالله البرية وشهد به كاتبه محمد بن عبدالله القريان وذلك في تسعة عشر من رجب سنة 1281 وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم. ولها تكملة.
3- حمد بن عبدالله الخريجي: سكن الرس وله ذكر في الوثائق قبل عام 1373هـ منها ما يلي:
- وثيقة تأجير دار أبيه الموقفة بالرس ولأهميتها نكتبها نصّاً (يعلم الناظر فيه والواقف عليه بعد السلام عليه أنه حضر عندنا الحر البالغ الرشيد حمد بن عبدالله الخريجي حال كونه وكيلاً على دار أبيه الموقوفة على حسو الجامع الطالعي بالرس المعروفة بسوق محمد بن صيخان جنوباً عن دار محمد وشمالاً عن دار الخياط وأقر حمد بأنه قد آجرها حسين بن خربوش بعدما خربت أجره إياه مدة معلومة قدرها ثمانمائة سنة أولها سنة 1273 وآخرها يعلم من أولها بعمارتها كما كانت أول بعشر سنين مالها كرى وبعد العشر المذكورات كل سنة ثلث ريال يأخذه قيّم الحسو المذكور واشترط عليه حسين نصف الأثل الذي بحسو الدار وصبر وما حسو الدار ما للأثل به خشر هكذا أقرّ حمد وصدّقه حسين والكل منهم التزم لصاحبه بشرطه هكذا صدر منهما برضاهما شهد على ذلك جماعة من المسلمين هم عبدالله الناصر بن عقيل ومحمد بن قريان وشهد به وكتبه وأثبته خادم الشرع الشريف محمد بن الشيخ قرناس رحمه الله حرر غرة صفر الخير سنة 1273 وصلى الله على محمد وآله صحبه. الختم.
نقلته بحروفه من قلم محمد بن الشيخ قرناس رحمهما الله بعد معرفته يقيناً من غير زيادة ولا نقصان وأنا الفقير إلى الله محمد البراهيم بن خربوش وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين نقل حرر 4 القعدة سنة 1373).
- وثيقة شهادة ننقلها نصاً (حضر عندي علي بن هندي وأقر بحال إقراره شرعاً بأنه قد وهب محمد القرناس الشعبة المسماة بحفر المصطور بقبلي الرس وهو مشتراه من منصور الشلال اشتراه علي من منصور هو وقليبه المسماة أم ثليم لأن منصور مشتريه لها ومشترى منصور جميع بحفر المذكور إلاّ حق سليمان البراهيم المسمى المصطور وهن على محمد جميع ما ذكرنا من أعلاه إلى أسفله مجراه وجوانبه وما ينسب إليه عرفاً وشرعاً وقبل محمد الهبة وقبضها هبة منجزة لا معلقة ولا ثنيا فيها ولا خيار والواهب والموهَب كل منهما يعلمان الهبة المذكورة فصار الحفر المذكور ملك لمحمد بن قرناس يتصرف فيه تصرف الملاك بأملاكهم ولا معارض له بذلك هكذا أقر علي وصدقه محمد شهد بذلك عمار بن مفلح وحمد بن عبدالله الخريجي وشهد به كاتبه محمد بن عبدالله القريان وذلك في عشرين جمادى الأولى 1274 وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه).
4- صالح بن عبدالله الخريجي: سكن الرس وله ذكر في الوثائق قبل عام 1334هـ. منها ما يلي:
- وثيقة شهادة. ننقلها نصاً (الحمد لله.. شهد عندي منصور الدخيل بن مالك بلفظ الشهادة المعتبرة شرعاً بأن القليب التي بالحجناوي المعروفة بالعود وشافعها أنها زرعت سنة 1293 وأن الذي أجرها الشيخ صالح بن قرناس وصالح البراهيم الجعويني وأن الجعويني قبض حق الرسيس أيضاً شهد عندي صالح العبدالله الخريجي فرعاً عن موسى البراهيم الطاسان بأن قليب الحجناوي المعروفة بالعود أنها للوجعان من الرسيس وأنها أقرب ما له اليوم الجعويني كذلك شهد عندي صالح بن عبدالعزيز الرشيد فرعاً عن إبراهيم العلي الدغيثر بأن العود راجعتها وظاهرتها للرسيس كتب شهادتهم عن أمرهم سليمان بن حمد الرميح يذكر صالح أن تحمله الشهادة عن سنة حرب عنيزة التالي الذي هو سنة 1279 وأنه قيّم أرض الحجناوي بأمر خالد بن حمدان في السنة المذكورة حرر 22 ش 1334 ونقلته بحروفه 13 ذا سنة 1341.
الشهاد المرقومة أعلاه بخط الثقة الشيخ سليمان ثابتة معتبرة حتى لا يخفى قال ذلك كاتبه عبدالله بن سليمان بن بليهد وصلى الله على نبينا محمد وسلم 1354).
- وثيقة أخرى تدل على أنه باع بيته ننقلها نصاً (بسم الله الرحمن الرحيم .. حضر عندي صالح العبدالله بن عبدالله الخريجي وأقر بأنه باع على عبدالرحمن العبدالله بن عقيل بيته المنتقل إليه من حماد المحمد وولده علي المعروف في مفرق الحماد بثمن قدره مائة وعشرة ريالات مقبوضات حال العقد وجميع ما يتبعه وينسب إليه ولم يبق لصالح فيه تعلّق من جميع الجهات حضر عندي منصور الدخيل بن مالك وأقر بأنه قبض من ثمن البيت المذكور مائة ريال بسبب أنه راهنه وأطلق الرهن والعشرة الباقيات قابضهن صالح الخريجي ولم يبق لصالح ومنصور فيه تعلق شهد بذلك سليمان الصالح بن حماد وعبدالعزيز بن بطي وشهد به كاتبه محمد البراهيم الخربوش 16 محرم 1347.
الحمد لله وحده .. العقد المرسوم أعلى الورقة صحيح لازم لتوفر شروط البيع وأركانه حتى لا يخفى قال ذلك وأملاه محمد بن عبدالعزيز بن رشيد حال كونه قاضياً بلد الرس وكتبه عن إملائه سليمان بن صالح بن خزيم في 15 ر1 سنة 1347).
- أقول: يبدو بأن صحة الاسم (صالح العبدالله الخريجي).
5- زينب بنت عبدالله الخريجي:
هي المُحسِنَة الفَاضِلَة زينب بنت عبدالله بن منصور بن حمد بن عبدالله بن محمد بن سليمان بن محمد الخريجي العائذي العامري.
وهي في الأصل من آل محمد الخريجي ولدت في عنيزة في حدود عام 1230هـ في بيت والدها عبدالله الخريجي. وتزوجها الوجيه في الرس منصور بن دخيل بن حمد المالك, ثم انتقلت معه إلى الرس وأنجبت منه أربعة أبناء هم: محمد ودخيل وحمد وعبدالله. وثلاث بنات هن: لولوة وفاطمة ومريم.
كانت صاحبة أعمال خيرية وصدقات وعطايا كثيرة وأوقاف على الفقراء والمساجد والأئمة والمؤذنين وشملت أوقافها كل ما في المساجد من قرب وسُرُج وماء وغيرها. وكانت رحمها الله اليد الفاعلة مع ابنها الوجيه حمد بن منصور المالك والساعد الأيمن له, يقومان بصنع الطعام للأقارب والجيران والمحتاجين والفقراء في يومي الاثنين والخميس من كل أسبوع. وكان يساعدها في العمل كل من: أخت ابنها فاطمة بنت منصور المالك وزوجته هيا بنت صالح الذويب. وبعدما توفيت رحمها الله استمر ابنها حمد في هذا العمل الخيري حتى وفاته.
أما زوجها الوجيه منصور بن دخيل بن حمد المالك فقد وُلِد في الرس عام 1260هـ وتوفي فيها عام 1349هـ وكان وجيهاً في الرس ويعمل بالتجارة ويقوم على حاجة أهل الرس ومصالحهم, وكان يتعامل معهم بالقروض خاصة مع المزارعين وأصحاب التجارة. وكان يملك مجموعة من المزارع يتاجر بها مع أهل الرس. وكان الوجيه منصور بن دخيل له علاقات وثيقة مع التجّار والمزارعين في منطقة القصيم. ويقوم بتأمين الأدوات الزراعية ويبيعها عليهم.
وتوفيت المحسنة زينت بنت عبدالله الخريجي بالرس في حدود عام 1363هـ.
ولها ذكر في وثائق الرس عن أوقافها وأعمالها الخيرية. منها:
- وثيقة وهي من أوقاف المحسنة زينب بنت عبدالله الخريجي: ننقلها نصاً (بسم الله.. حضرت عندي زينب بنت عبدالله الخريجي حال كونها صحيحة في بدنها رشيدة في عقلها وأقرت بأنها قد وقفت المخزن الدارج عليها من أخيها صالح بن عبدالله الخريجي وقفاً منجزاً نصف ريعه يصرف للمروى المعذب مروى البلد والنصف الثاني يقسم بين مؤذن المسجد الجنوبي الذي قام بعمارته محمد الخالد الرشيد وبين مؤذن المسجد القبلي الذي قاموا بعمارته الضويان والبادي عماره عن الخراب والناظر عليه ولدي حمد المنصور المالك مدة حياته وبعد وفاته يصير كل صاحب وظيفة مما ذكر يكون وكيلاً على حقه الله يجعله خالصاً لوجهه الكريم شهد على ذلك محمد الخالد بن رشيد ومحمد السليمان بن هندي ومحمد السليمان الطريفي ومحمد العلي بن عقل وشهد به كاتبه محمد البراهيم الخربوش وصلى الله على محمد حرر 9 محرم 1348).
- وثيقة أخرى: وهي مهمّة جداً وتتحدث عن (بيت الغرباء بالرس) وهو دكان وقف لأبناء السبيل الذين يفدون أو يمرّون على الرس وهم بحاجة فيسكنون فيه وهو قريب من سوق الرس القديم. وتضمنت الوثيقة وجود وقف للمحسنة زينب بنت عبدالله الخريجي. ننقل نص الوثيقة من بدايتها ( ليكن معلوماً أنه جرى البحث عن الدكان المسمى دكان الغرباء المعروف بسوق الرس في الشارع القبلي بين دكان زينب الخريجي أم أولاد منصور الدخيل المالك التي هي وقفت نصف ريعه في ماء عذب للشراب ونصفه الثاني على المؤذن والسراج في المسجد الجنوبي بين ذلك الدكان والدكان المسمى دكان العقل جرى البحث عن الدكان المحدد هل هو ملك أو وقف ومن الذي وقفه فلم نقف له على وثيقة غير أنه مستفيض أنه وقف على عابر السبيل وقد أخبرني علي البلي بأنه أدرك الغرباء ينزلونه إذا قدموا ويقول الظاهر إن الذي موقفه من الهنادى لأن بعض الناس يعرفه بدكان الهنادى وقد تولى عليه حمد الهنيدي في حياته وابنه محمد يدعي الآن أن الواقف منهم وقد ثبت عندي أن سالم الحناكي قد أجره وقت ولايته قضاء الرس وقد سألنا الشيخ ابن رشيد عن حقيقته وأفاد بأنه مستفيض عندهم بأنه وقف على عابر السبيل فلذلك ثبت عندي أنه وقف على عابر السبيل والظاهر أن الواقف له من الهنادى فلذلك وكلت محمد الحمد الهنيدي يستلم الباقي من الريع المتقدم الذي عند محمد البراهيم الخربوش ويصرفه مع ريعه المستقبل في قربة ماء عذب للشراب جعل في المسجد أو في السوق وقت الحاجة لأن الغرباء قد انقطعت عادة مرورهم بهذه البلاد وجعله في ماء شراب أقرب لمقصود الواقف لأن مقصوده نفع ابن السبيل والماء ينتفع به ابن السبيل أكثر من غيره قال ذلك كاتبه الفقير إلى الله تعالى قاضي الرس صالح بن إبراهيم الطاسان وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم حرر في 15 رمضان سنة 1371).
أقول: والوثيقة لها بقية.
- وفي وثيقة دكان الغرباء ما يثبت وقف المحسنة زينب بنت عبدالله الخريجي الذي يقع بجوار الدكان المسمى دكان الغرباء المعروف في سوق الرس في الشارع القبلي الذي وقفت نصف ريعه في ماء عذب للشراب ونصفه الثاني على المؤذن والسراج في المسجد الجنوبي بين ذلك الدكان والدكان المسمى دكان آل عقل....) إلى آخر الوثيقة.
6- منصور بن حمد الخريجي: سكن الرس قبل عام 1356هـ وله ذكر في وثائق الرس, منها هذه الوثيقة التي تضمنت شهادة له (إثبات خير إن شاء الله... حضر عندي محمد المدهوني ومحمد العييدي وأقر محمد المدهوني أن في ذمته لمحمد العييدي ستة آلاف صاع نصفين نصف حب ونصف شعير أيضاً مائة ريال تزيد خمسة عشر ريالاً ونصف بروسها آخر حساب في ثلاثة وعشرين من شوال وأرهنه في ذلك كل ما تحت يده من إبل وزرع وجريرة شهد على ذلك منصور الحمد الخريجي وشهد به وكتبه سليمان المحمد الزاملي جرى ذلك نهار ثلاثة وعشرين من شوال سنة خمسين من الهجرة النبوية والله على ما نقول وكيل وصلى الله على محمد).
- أقول: صحة التاريخ: 1356هـ.
7- حمد بن محمد الخريجي: سكن الرس قبل عام 1357هـ وله ذكر في الوثائق في الشهادة والكتابة, حيث كان يكتب الوثائق في الرس. منها هذه الوثيقة ننقلها نصاً (حضر عندي بركة بن حمد وأقر أن في ذمته لسليمان الفواز أربعة وعشرين ريالاً فرانسة يحل أجل الدين المذكور نهار عاشر من جمادى الأولى سنة 1358 شهد على ذلك صالح الخصابي وشهد به وكتبه حمد المحمد الخريجي ويذكر بركة أن ثمانية عشر ريالاً منها الدراهم المذكور على عيال البراك وقع ذلك نهار عاشر من جمادى الأولى سنة 1357 وصلى الله على محمد).
- وثيقة أخرى كتبها حمد بن محمد الخريجي ملخّصها مايلي: حضر عندي نويفع الوهبي من الخلصة وأقر أن في ذمته لسليمان الفواز خمسة وعشرين ريالاً يحل أجلهن طلوع عاشور سنة 1258 ويذكر نويفع أنه ضامنها دين المذكور على دخيل بن هميجان ثمانية ريالات وعلى مسامح البق ستة ريالات وعلى الحميدي بن راضي أربعة ريالات وعلى دغيم المضياني أربعة ريالات وعلى محمد الصلف ثلاثة ريالات شهد على ذلك مقحم وشهد به وكتبه حمد المحمد الخريجي....).
المراجع
- مجموعة الوثائق المتوفرة في مكتبة الباحث عن الأسرة التي سكنت الرس.
- معلومات متفرقة عن الأسرة ممن يعرفهم من أهل الرس.
- الأخ الفاضل: أحمد بن سليمان بن عبدالله العمير الخريجي.
- كتاب (وتبقى الأوراق) عبدالمجيد بن محمد الخريجي. طُبِع عام 1437هـ.
** **
- الرس