بعد انقطاع عدة سنوات ولمدة تجاوزت ربع قرن يعود المسرح المدرسي بحلته الجديدة وبشكل مغاير وبتنظيم أكثر ليؤدي رسالته المروجة حسب الخطط والبرامج التي رسمتها ووضعتها وزارة التعليم ممثلة بمعالي الوزير الأستاذ يوسف البنيان لإعادة المسرح بشكل أكثر تنظيماً بعيداً عن الاجتهادات أو الأعمال المسرحية المكررة حيث تمت مؤخراً شراكة بين وزارة الثقافة ممثلة بهيئة المسرح والفنون الأدائية ووزارة التعليم ومن أهدافها بناء وتطوير المهارات المسرحية والتمثيل والتصميم والإخراج وتعزيز القيم التربوية للمعلمين والطلاب وبلا شك أن هذه الخطوة من قبل وزارة التعليم لها أهمية كبيرة في اكتشاف المواهب باعتبار المسرح أب الفنون وله رسالته التوعوية والتثقيفية خلاف ما يعتقده البعض أن دور المسرح لا يتجاوز المسرحيات الفكاهية فقط وهذا تصور خاطئ, فرسالة المسرح تتجاوز هذا التصور والمفهوم المترسخ والمتجذر عند البعض للأسف فلدينا معلمون ومعلمات وطلاب وطالبات على قدر عالٍ من الثقافة والإبداع قادرون على النهوض بالمسرح المدرسي من خلال أفكارهم الإبداعية وما يملكونه من حس فني تجاه المسرح من كتابة نصوص مسرحية أو شعرية أو إخراج مسرحي فيستطيعون أداء رسالتهم التعليمية من خلال المسرح, فالمسرح عامل مهم في بناء شخصية الطالب وصقل موهبته فالوزارة أعطت الفرصة لهم من خلال تدريبهم واكتشاف ما لديهم وترجمتها على أرض الواقع حيث تهدف الوزارة إلى تدريب أكثر من 19 ألف مدرسة و25 ألف معلم ومعلمة وسيكون بحسب وزارة التعليم أن من يتولى المسرح في المدارس هم رائد ورائدة النشاط حيث سيتم تدريبهم على مهارات التمثيل والدراما والتصميم وكل ما يتعلق بالمسرح المدرسي وهذا التوجه من قبل الوزارة له أهميته في اكتشاف المواهب الإبداعية وصقلها وتوظيفها بشكلها الصحيح ووزارة التعليم تستهدف لإعادة المسرح المدرسي في مراحل التعليم الثلاث الابتدائية والمتوسطة والثانوية ليتجاوز ذلك إلى المرحلة الجامعية.
ولو رجعنا لتاريخ نشأت المسرح المدرسي بالسعودية حيث أقيمت أول مسرحية تمثيلية عام 1932 في القصيم في محافظة عنيزة بحضور الملك عبدالعزيز رحمه الله بعنوان (حوار بين جاهل ومتعلم) ودعمت وزارة المعارف آنذاك وقتها المسارح حتى عام 1971 أسس عبدالرحمن الحمد جمعية الثقافة والفنون حيث بدأت الأعمال المسرحية فأصل المسرح ولبنته الأولى بدأ من المدارس على خلاف بعض الدول العربية كلبنان ومصر وغيرها فالمسرح المدرسي ليس وليد اللحظة, المسرح لو لم يكن له ذات أهمية وله دور مهم في زراعة القيم والمبادئ وبث روح التنافس واكتشاف لما توجهت الوزارة إلى إعادته فكلي ثقة من القائمين على المسارح المدرسية انهم قادرون بهممهم ووطنيتهم على اكتشاف جيل موهوب ينافس بموهبته ورسالته العالم أجمع, لدينا طلاب وطالبات مثلوا وطنهم خير تمثيل في المحافل الدولية ورفعوا علم المملكة العربية السعودية, نحن في زمن الرؤيا التي رسمها عرابها سيدي سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حفظه الله ورعاه التي تعمل على التطوير والبناء وتعزيز القيم والمبادئ بهوية سعودية لا تعرف إلا الهمم وتحقيق الطموح في كافة المجالات.
أصبحنا نسابق الزمن ومحط أنظار العالم بتطورنا الملحوظ الذي أبهر العالم أجمع.