في بادرة خيرية ولفتة إنسانية رعى صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض، يوم الأحد الموافق 7-7-1444 هجريه، توقيع اتفاقية شراكة مجتمعية لإنشاء مركز النساء والأطفال بمستشفى الزلفي العام، بحضور وزير الصحة فهد بن عبد الرحمن الجلاجل، حيث وقًّع الاتفاقية من الجانب الصحّي ممثِّل تجمّع الرياض الصحي الثاني الرئيس التنفيذي الدكتور فهد بن صالح الغفيلي، ومن الجانب الأهلي الأستاذ فهد ابن الشيخ الكريم محمد بن أحمد الفوزان الذي هو وأخيه الشيخ عبداللطيف هما الطرف الثاني في هذه الشراكة الوطنية والتي تعتبر امتداداً لإسهامات سابقة ودليلاً راسخاً لحبهما للخير والتفاني في خدمة الوطن بوجه عام وتنمية محافظة الزلفي بوجه خاص باعتبار أنهما من أبنائه وقدموا في سبيله الكثير من الإنجازات ليس على هذا الصعيد فحسب، بل في مجالات إنسانية وخدمية أخرى وهو ما يؤكد على حبهما لمثل هذا العمل وحب الناس لهما، فمن جانب أعطوا نموذجاً رائعاً في تعزيز المشاركة المجتمعية وترسيخ مبادئ الفكر المؤسسي للعمل المدني، حيث تأتي هذه الاتفاقية في إطار تعزيز إشراك مكونات المجتمع السعودي في التنمية الصحية وفق رؤية المملكة 2030م بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد الأمين - حفظه الله -، وتمكينهم من تقديم الدعم ومشاركة القطاع الحكومي وفقًا للاحتياجات الفعلية للمواطنين، بجودة وكفاءة، ومن جهة أخرى تحمّلهم تكاليف هذا المركز البالغة (خمسة وعشرين مليون ريال) الذي يعد بلا شك رافداً مهماً لمستشفى الزلفي العام لكي ينهض هذا المرفق الحيوي في تقديم خدماته الطبية لأهم شرائح المجتمع من النساء والأطفال، كيف لا، والمرأة هي محضن الرجال ومعلمتهم، والأطفال هم المستقبل وعدة الوطن وحماته. إن الشراكة الحكومية مع محبي الخير من القطاع الخاص تعد شجرة سامقة أصلها ثابت وفرعها في السماء تُسقى من تعاون الجميع لتكون ثمارها في مصلحة الوطن برمته، محبةً وتراحماً وتكافلاً وتماسكاً، وهي عوامل تعزِّز من جبهتنا الداخلية وتنشر ثقافة محبة الخير للناس، كما أنها تقوّي من نسيجنا الاجتماعي وتزيد من مظاهر التراحم والتسابق على خدمة الوطن والمواطن، بل إن التعاون هو جزء من ديننا الحنيف مصداقاً لقوله تعالى: {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} الآية. وختااً أتوجه بالشكر الجزيل لصاحب السمو الملكي أمير منطقة الرياض الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز على رعايته لتوقيع هذه الاتفاقية التي أتت بتعاون أصحاب الأيادي البيضاء والقلوب الرحيمة وهما الشيخان الكريمان محمد وأخوه عبداللطيف بن أحمد الفوزان، فلهما كل الدعاء الخالص على هذا الفعل المشكور الذي أرجو من الله عزَّ وجلَّ أن يتقبله ويكون في موازين أعمالهم.