أحمد المغلوث
السبت الماضي أثارت تغريدتي الساخرة والباسمة الكاريكاتورية «كبسة الفقع» إعجاب وتساؤلات البعض ممن اتصلوا بي أو علقوا على الكاريكاتير الذي رسمته من وحي مشاركة مذيع إحدى القنوات وهو يمد يده من خلال شاشة التلفزيون مشاركاً أسرة طعام الغداء الذي كان «كبسة فقع». وهو يقول: (دستور يا أهل الخير. ريحة كبسة الفقع تجنن. أكيد من فقع النعيرية ولا الحفر. معليش لو تطفلت عليكم ومشاركتكم. هذه الكبسة وكلت بأصابعي الخمسة) وأكثر من واحد من المعارف والمتابعين راح يعاتبني لماذا لم أشر إلى مواقع الفقع الشهيرة. في عرعر أو الجوف وربوع تبوك. لماذا حصرت إشارتك المحدودة على النعيرية والحفر. فرحت ورددت عليهم طالباً السموحة وأعتذر بلطف كوني كتبت التعليق عفوياً وسوف أعوض ذلك بتأليف كتاب عن الفقع والمؤلفين الذي سبروا تاريخ الأطعمة تعتبر كتبهم الأكثر شهرة من كتب مشاهير المؤلفين في مختلف المجالات. لكن سوف أشير إلى ذلك وأنا أطلب منهم السماح يا أهل» السماح» وعقبال ما نجتمع على كبسة مندي مطعمة بأفخر أنواع «الفقع» الزبيدي في كشتة على شاطئ العقير وبالمناسبة وكما تشير المعلومات التاريخية والنباتية فالفقع الذي أثار حفيظة البعض من الذين شاهدوا كاريكاتير «كبسة الفقع» قد يجهلون بأنه نبات يعتبر عطاءً من الخالق العظيم فهو يعتبر فطراً برياً ينمو تحت التربة المشبعة بمياه المطر ويختلف شكله فهو كروي تارة وغير منتظم ما تختلف أحجامه كما تختلف أسماء هذا الفطر المحبوب ولدى أبناء المملكة والخليج بل دول عربية اشتهرت بتعليبه نظراً لكثرة تواجده في أراضيها الصحراوية مثل المغرب والجزائر وليبيا وموريتانيا. ويعتبر الفقع أثمن طبق يقدم لرواد المطاعم الشهيرة في أوروبا خاصة العاصمة الباريسية ويتميز «الفقع» برائحته المميزة والتي تضفي على الكبسة أو الحسا أو حتى «مقلقل» اللحم الضاني بالفقع طعماً يفتح الشهية وتجد البعض يمد يده على حبات الفقع بلا تردد ولا خجل. متجاوزاً آداب المائدة.. ومن أجمل ما يتذكره البعض منا خاصة الكبار تلك الذكريات المعطرة بالبساطة وأجواء العائلة فذكريات الماضي باتت علوماً تدرس وتحكى والتاريخ العربي والإسلامي غزيز الإنتاج في كتب التاريخ وفي مختلف المجالات والذي أصبح كما لا يخفى على البعض محل اهتمام وتقدير عشاق الماضي فكيف لو كتبنا طرائف وحكايات مختلفة عن الفقع معشوق الجميع وفي الماضي كانت حكايات الفقع ومن وحيه. حكاياحدث ولا حرج وأذكر أن الوالد عندما كان يعمل في الخفجي قد أحضر معه كيسة صغيره بها كمية من الفقع. ووضعها في مطبخ البيت. وكانت الوالدة يومها في زيارة لبيت شقيقها والذي لا يبعد كثيراً عن بيتنا وبعد عودة الخادمة الجديدة والتي رافقتها إلى البيت لتعد طعام الغداء وجدت كبسة الفقع فاعتقدت أنه بطاطس فاسد فلم تتردد أن حملتها ورمتها في «سلة» النفايات خارج البيت. ولم يصدق خبر الوالد عندما علم بما حدث. فتبسم متضايقاً ونبات الفقع أو كما يسمى الكمأة أو نبتة الرعد وعادة كما يشاع ويردد خبراء البادية أن له علاقة حميمية بالعواصف الرعدية أو بنبات «الترفاس أو العبلاج.. ومنذ القدم اهتمت العديد من دول أوروبا خاصه إيطاليا وفرنسا وبريطانيا وكذلك أمريكا والصين بالبحث عن الفقع «الكمأة» وبالتالي باتت شركات متخصصة تعمل في إنتاج كل ما له علاقة بهذا الفقع اللذيذ جداً. ومقوي جداً جداً كما يقول خبراء الكمأة فاستخرجت منه زيوت وأشياء عديدة لا مجال للكتابة عنها.