قبل 39 عاماً، لبت وزارة النقل رغبات المواطنين في محافظة وادي الدواسر وفي محافظة رنية، وجسّدت على الأرض حراكاً لافتاً عبر مشروع سفلتة طريق وادي الدواسر - رنية بطول 220 كيلومتراً، إضافة إلى العديد من الأعمال الداعمة لهذا المشروع ومنها عمل جسر على وادي بيشة الذي يقطع الطريق، بالإضافة إلى أعمال السلامة المختلفة.
هذا الحراك الذي قادته ودعمته حكومتنا الرشيدة - أعزها الله -، ونفذته باقتدار وزارة النقل في عهد الدكتور جبارة بن عيد الصريصري، يجعل من اقتراح ازدواج الطريق ذاته، من طريقين بدلاً من طريق من مسار واحد، أمراً واقعياً ومنطقياً.
فخطط الرؤية السعودية 2030 في المجال السياحي والزراعي والحج والعمرة والصناعة والتجارة والنجاحات وضمان تحقيق أهدافها العامة وشراكاتها الممتدة، بحاجة للتسهيل على سالكي الطريق وراحتهم، لا تقف عند حاجز ازدواجية الطريق فحسب، بل يتخطى ذلك لعمل سياج يحمي المواطنين المسافرين من الإبل التي تنتشر في المراعي التي يسلكها هذا الطريق، وإنشاء مشاريع معابر للجمال على امتداد الطريق، ومنح الطريق الأمن والسلامة للمركبات، ونشر الاستراحات الجانبية للمسافرين أو للشاحنات، التي تأخذ الجزء الأكبر من مرتاديه، وتخصيص ميزان متنقل للعمل على الطريق والمختص بالشاحنات ورصدها عبر هذا الميزان المتنقل.
دائرة الأهمية لهذا الطريق تنبع من أنه يصل محافظات منطقة الرياض، بمحافظات المنطقة الغربية، عبر محافظة رنية، وهو يختصر المسافة للقادمين من شرقي وجنوبي المملكة، وكذلك دول الخليج العربي من الحجاج والمعتمرين والمصطافين، الذين يسلكون هذا الطريق ذهاباً وإياباً منذ سنوات عديدة، وكذلك سالكي طريق الرين من أهالي منطقتي «الجنوب والرياض»، وتحقيق الهدف يبقى مرتكزاً مهماً يسهم في تعميق صورة توريد الأعلاف والخضراوات والمواد الأخرى التي يجلبها التجار من وادي الدواسر إلى المنطقة الغربية والجنوبية عبر بوابة رنية، حيث يشهد هذا الطريق المئات من الشاحنات بمختلف الأحجام في كل ساعة مما يشكل أهمية كبيرة للتجار ولناقلي البضائع، بسبب اختصاره لمسافات طويلة كانت ستحمل هؤلاء جهداً ووقتاً أكثر.
ومع وجود وزارة مستحدثة بالاسم الجديد «وزارة النقل والخدمات اللوجستية « بقيادة المهندس صالح بن جاسر الجاسر وفريق عمله تحت مسار دعم خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين -يحفظهما الله - ستكتمل روعة مخرجات ذلك المقترح؛ حيث سيضمن طمأنينة وراحة للمواطنين والمسافرين وكذلك المقيمين، لاسيما أنه يتناسب مع المرحلة والعصر ويتناغم مع تطلعات القيادة الرشيدة وخطابها التنموي المنظم والداعم لكل أبناء هذا الوطن المبارك ومناطقه ومحافظاته وقراه وهجره، - فقط - حان وقت تعزيز تلك التطلعات المثمرة ونشرها.