كان يوماً سعيداً ومن أسعد الأيام حين قام صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم بتكريم رواد الوطنية الذين دفعوا الأموال الطائلة من أجل بلادهم والمواطنين الذين ينظرون إلى الوطنية على أنها مسؤولية الجميع حكومة وشعباً فالوطن والوطنية في نظرهم لا تعني الانتماء إلى الوطن فقط بل الوطنية أشمل وأعم من ذلك هي إخلاص المواطن لوطنه بكل ما تعنيه الكلمة الوطنية فى نظرهم تعني تقديم أغلى ما تملك تقديم الروح والمال والأولاد فداءً للدين والملك والوطن.
والوطنية تعني الدفاع عن الوطن والاستشهاد في سبيله وتعني بذل المال وما تجود به النفس من أجل الدين والملك والوطن وتعني المساهمة فى أعمال الخير التى لا تعد ولا تحصى كتجهيز الجيوش دفاعاً عن الدين والوطن كما فعل الصحابي الجليل عثمان بن عفان حين جهز جيش العسرة قال عليه الصلاة والسلام: (من جهّز غازياً في سبيل الله فقد غزا، ومن خلف غازياً في أهله بخير فقد غزا).
والوطنية هي تقديم كل ما تملك من أجل الوطن والأهل قال الشاعر:
بلادي وإن جارت عليّ عزيزةٌ
وأهلي وإن ضَنّوا عليّ كرامُ
والدفاع عن الوطن بالروح أو بالمال حتى بالنصح والإرشاد والتوجية لمن ضلوا الطريق حتى وإن كان أقرب الناس إليك.
والوطنية هي بذل المال بسخاء من أجل تعمير البلاد وإنشاء المؤسسات التي تساهم مع الحكومة فى خدمة المواطنين على اختلاف مستوياتهم الاجتماعية والثقافية.
لقد أدرك رجال القصيم معنى الوطنيه فبذلوا الغالي والنفيس بعد أن أنعم الله عليهم بالمال واستجابوا لقول الله تعالى: (وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ).
إنهم رجال عرفوا حق الله عليهم وحق الوطن الذي تربوا وعاشوا فيه أيام الشدة والرخاء فلم يبخلوا على أهلهم وعلى أوطانهم بل قدموا كل ما يملكون قدموا الأموال بالملايين وكل ماتجود به أنفسهم إنهم يتحدثون بها عن طريق المشاريع الجبارة مقتدين بالرسول عليه الصلاة والسلام والذي أمره الله سبحانه وتعالى بقوله: (وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ) نعم إنهم رجال الوفاء مع خالقهم ومع ملوكهم ومع مواطنيهم تحدثوا عن أنفسهم بمشاريع جبارة
مقتدين برسول الأمة محمد بن عبدالله عليه السلام وأصحابه الكرام.
ومن أوفياء القصيم الكرام البرره:
1-الشيخ محمد بن عبدالله الفوزان السابق رئيس لجنة أهالي بريدة ورجل الأعمال الذي تبرع بأكثر من 18 مليون ريال لإنشاء مستشفى لغسيل الكلى بمدينة بريدة.
2-الشيخ عبدالله بن صالح العثيم رجل المال والأعمال والذي تبرع بأكثر من خمسة وأربعين مليوناً لتأسيس مركز باسمه (مركز عبدالله العثيم للكبد وزراعة الأعضاء).
3-رجل الدولة معالي الفريق أول متقاعد حمد العوهلي لتبرعه بتطوير مختبر مستشفى الشفاء بمحافظة عنيزة بأكثر من ثلاثة ملايين ريال.
4-رجل الأعمال الشيخ عثمان الخويطر والذي تبرع بأكثر من 7 ملايين لإنشاء مبنى لغسيل الكلى بمستشفى الملك سعود بمحافظة عنيزة.
5-السادة أسرة القاضي والتى تبرعت بأكثر من 5 ملايين لتأمين جهاز الجلطات الدماغية مع تجهيز الوحدة بمحافظة عنيزة.
6- أوقاف سليمان الراجحي والتي ساهمت بأكثر من 13 مليوناً لإنشاء فلل بمستشفى الصحة النفسية بالقصيم.
7-مركز المرحوم الشيخ موسى العليان لغسيل الكلى بمستشفى بريدة المركزي بتكلفة أكثر من 27 مليون ريال.
8- مؤسسة عبدالله الصالح العثيم التي ساهمت بتأمين أجهزة ومستلزمات طبية مع تأسيس العيادة الخارجية لمستشفى محافظة المذنب بتكلفة 26 مليون ريال.
إنهم رجال القصيم الذين أخلصوا لدينهم وملكهم ووطنهم وعبروا عن وطنيتهم بالمشاريع الجبارة التى كلفت الملايين والتى خاطبوا بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده، ولسان حالهم يردد أرواحنا وأموالنا وكل ما نملك فداء لبلادنا ولقيادتنا.