صبار عابر العنزي
نجد هي أحد أقاليم شبه الجزيرة العربية التاريخية وأكبرها مساحة حيث ترتفع هضبة نجد ما بين 700 إلى 1500 م فوق سطح البحر وتقع في الوسط, ومن يقرأ التاريخ يجد أنها لم تكن تعرف شيئاً عن الترف والنعيم إذا كانت الحياة فيها تقوم على البساطة والقناعة، وحالة من التقشف وشطف العيش، حتى جاء الإمام الموحد وأسس أكبر وحدة تاريخية حديثة وانتشر الخير ليعم نجد وكل بقاع هذه الأرض الطاهرة الطيبة.
وتعد منطقة نجد من المناطق التي لم تخضع للاستعمار الأوروبي كما هو الحال في مناطق الخليج وبحر العرب، ويعود ذلك إلى أنها منطقة معزولة جغرافيًا، ويوجد في تلك المنطقة معظم البدو من رعاة الإبل، وجزء من سكانها الدائمين كانوا من أهل القرى والهجر الحاضرة.
وذكرت كثير من المصادر أن القبائل التي تستوطن نجد هي بني زيد بالقويعية والدوادمي وشقراء والشعراء والرين وسدير والقصيم وغيرها، وبني رشيد وهم في منطقه حائل حره النار والحائط والحليفة والحويط وفي القصيم في ابانات ضليع رشيد والمرموثة وطفيلة والضرية ومنطقه الرياض في اقليم السر وغيرها, وقبيلة عنزه وهم في منطقة حائل الشملي والقصيم بريدة والرياض والحريق وغيرها وقبيلة قحطان وهم في وادي الركا والرين وحصاة قحطان والهياثم وغيرها, أزد وهم في الرياض والخرج والرين وحصاة قحطان والهياثم وغيرها, الدواسر وهم في وادي الدواسر والسليل وغيرها, عتيبة وهم في الغطغط وعفيف ونفي والداهنة وساجر ولبخة وحويتة واللبيب وعريفجان والصوح وعسيلة وسنام وطحي وأبو جلال والقرارة والزلفي وغيرها, مطير وهم في فريثان وضرية والمجمعة والغاط والأرطاوية وغيرها, سبيع وهم في رماح والحائر ورنيه والخرمة وبيشة والعارض والأفلاج والحريق ونعام والخرج والهضب وعرق سبيع وسدير والمحمل والوشم والمزاحمية وضرما والزلفي والمجمعة وثادق والصمان والقصيم وغيرها, باهلة وهم في نفي والمجمعة وغيرها, شمر وهم في حائل والزلفي والقصيم وغيرها، بني تميم وهم في حوطة بني تميم والزلفي والخرج والرياض والدرعية وسدوس وملهم والعيينة وغيرها, السهول وهم في ثادق وضرما والمزاحمية وغيرها، عايذ وهم في الخرج والدرعية وغيرها, الخوالد وهم في القصيم وغيرها، حرب وهم في عقلة الصقور والقصيم وغيرها، القرينية وهم في الخرج والحوطة وغيرها، بني لام وهم ثلاثة قبائل الفضول في الزلفي وسدير وملهم والقرينة وحريملاء والقصيم وحفر الباطن والمراح وغيرها والكثران وهم في الحريق والرياض القديمة وضرية ومسكة وعفيف والقصيم وضرماء وسدير ومرات وال مغيرة وهم في الأفلاج ومرات وضرماء وسدير والزلفي والخرج وغيرها، والظفير وهم في القصيم وغيرها وربما كان غيرهم ولكن المصدر لم يذكر إلا ما سبق ذكره.
صديقنا الكاتب القدير عبدالله الجعيثن كتب وقال «لكلمة (نجد) وقع جميل في قلب كل عربي، سواء رآها أم لم يرها.. لأنها كانت ولا تزال رمزاً للشعر الأصيل، ونجماً يومض بالإلهام الشاعري، واسماً ارتبط بالحب العذري خاصة، وبالحب بشكل عام، وبالفروسية والكرم ومن عاش في نجد أحبَّها واستطاب عيشها، ومن فارقها حَنَّ لها وبكى عليها، وتراثنا الشعري - الفصيح والشعبي - مليء بذكر نجد، وبحبِّ نجد، وبلوعة فراق نجد...»
في عشق نجد يقول الأديب الراحل محمد بن أحمد السديري:
أنا من نجد يكفيني هواها
ويبري لوعتي شربي لماها
ختامًا يقول الشاعر جبار العنزي أثناء دراسته بالخارج بعد أن سرى في وجدانه الحنين وعشق الأرض:
يا نجد عندي غاليه لو تغيبت
مكانتك بالحيل عندي رفيعة
عسى الولي يسقيك وينبتبك النبت
وعساك خضراء يا بلاد الشريعة