أ.د.عثمان بن صالح العامر
شاهد العالم أجمع التعدي الحوثي السافر يوم الجمعة الماضي على منشأة التخزين التابعة لشركة أرامكو بجدة، وخزانات الشركة الوطنية للمياه في محافظة ظهران الجنوب، ومحطة توزيع الكهرباء في محافظة صامطة بمنطقة جازان، وقد علَّق عددٌ من السياسيين والخبراء العسكريين على ما حدث مؤكِّدين أن هذا الاعتداء يقف خلفه دول عظمى تريد أن تزعزع أمن المملكة العربية السعودية، وتجبرها على زيادة إنتاج النفط في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها الغرب جراء حرب روسيا- أوكرانيا، ومع واجب الدفاع عن ثرى وطننا الطيب الطاهر بالغالي والنفيس، بالمال والنفس والولد، فإن التعلّق بالله الذي إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون هو كذلك واجب شرعي يعني كل فرد منا، خاصة ونحن اليوم في المملكة العربية السعودية بلاد الحرمين الشريفين نواجه حرباً حقيقية يقف لها جنود بواسل في الحدود وعلى الثغور بكل شجاعة وفدائية وصبر، في ظل توجيهات قيادة عازمة حازمة تدرك بثاقب بصيرتها وعمق نظرتها مكامن الخطورة الحقيقية في حال كان التهاون والتواكل والتراخي في دعم الشرعية اليمنية التي تواجه فلول الحوثيين المدعومين بكل قوة من قبل الإيرانيين أعداء الملة والدين، ومن خلفهم ومعهم وفي صفهم قوى غربية متخفية.
إنني أهيب بالركّع السجود، أهيب بأهل الليل القائمين بين يدي الله عزَّ وحلَّ، أهيب بأصحاب القلوب الطاهرة والنفوس الزكية، أهيب بكل مواطن أو مقيم على ثرى تراب أرض الوطن الغالي أن يرفعوا أكف الضراعة لله عزَّ وجلَّ سائلينه سبحانه وتعالى بأن يحفظ المملكة العربية السعودية بحفظه، ويحميها بقوته وقدرته وقهره.. اللَّهم من أراد بلادنا بسوء فأشغله بنفسه ورد كيده في نحره، اللَّهم آمنا في دورنا، واحفظ ولاة أمورنا، وانصر وأيَّد جنودنا واجعل عواقب أمورنا إلى خير، واجعلنا صفاً متراص اللبنات خلف قيادتنا العازمة الحازمة.
إن على المسلمين في العالم أجمع أن يدركوا حقيقة هذه الحرب الموجهة سهامها للمملكة العربية السعودية ليس من قبل الحوثيين ومن خلفهم الحكومة الإيرانية الحاقدة، بل من قبل قوى الشر العالمية، فهي حرب على الإسلام الصحيح، ويراد منها اجتثاث منبع النور في هذا الوطن الطاهر، وأنّى لهم ذلك وقد وعد الله عزَّ وجلَّ ووعده متحقق لا محالة بأن ينصر من ينصره، ومن كان مع الله فالله معه. ولا يعني هذا الرضا من جموع المسلمين بالصمت أو حتى الاستنكار الباهت، بل إشعار العالم كله بأن الدفاع عن مقدسات المسلمين في بلد الحرمين المملكة العربية السعودية هم يحمله كل مسلم حتى وإن نأت به الدار عن هذه البقاع المباركة، فهي داخلة في صلب عقيدة المسلم الحق الذي يعرف لهذه الأماكن قدسيتها، ويعلم علم يقين واجب حمايتها والحفاظ على سنيتها. حفظ الله البلاد وحمى العباد، ودمت عزيزاً يا وطني، دمتم بخير، وإلى لقاء، والسلام.