إن الحديث عن موسوعة مدينة بريدة بمنطقة القصيم في وسط شمال نجد وهي ثاني أكبر مدينة بمنطقة نجد، فنحن نتحدث بهذه العجالة القصيرة عن تاريخ مدينة قامت (950هـ) حيث تعاقب عليها كثير من الأمراء منذ تأسيسها إلى يومنا هذا وهي حافلة بكثير من الأحداث التاريخية (سياسية واجتماعية وعسكرية) ولا ننسى أو نغفل تاريخها منذ قيام الدولة السعودية الأولى على يد مؤسسها الأول الإمام محمد بن سعود -رحمه الله- وهي من المناصرين لها والحليف للإمام محمد بن سعود ومن ثم الدولة السعودية الثانية على يد الإمام تركي بن عبدالله -رحمه الله- والدولة السعودية الثالثة على يد الإمام والملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن (طيب الله ثراه) ومن خلال ثلاثة قرون مضت في مدينة بريدة مرت بها كثير من الأحداث التاريخية ومنها الغزو الغاشم على منطقة القصيم الذي قام به الطغاة الهالكون من جيش الأتراك المرتزقة بقيادة طوسون باشا الهالك، حيث تم صده وانسحابه بالكامل من منطقة القصيم والمدينة المنورة بقيادة الإمام الشهيد عبدالله بن سعود (آخر أئمة آل سعود بالدولة السعودية الأولى) حيث التف أهلها ورجالها تحت قيادة الإمام عبدالله بن سعود.
ولو بحثنا عن تاريخ مدينة بريدة في مكتباتها لوجدنا كثيراً من الباحثين والمهتمين بتاريخها ومن أبنائها قاموا بالتأليف عن مدينة بريدة وتاريخها إلا أنهم أغفلوا الجانب الكبير لصفحاتها الذهبية لتاريخها مع أئمة آل سعود الكرام وهي التي حظيت بعشرات الآلاف من الوثائق والمخطوطات والرسائل التاريخية التي جسدت تاريخها، كما أنها حظيت بكثير من قصائد الشعراء الذين زاروا مدينة بريدة أو أقاموا بها لفترة من الزمن حيث أطنبوا بوصفها بقصائدهم الشعرية وعن تاريخها.
لذا نقول بأن قيام موسوعة تاريخية عن مدينة بريدة نكون بذلك حفظنا تاريخ مدينة نشأت وقامت وسجلت تاريخها الحافل برجالها الأبطال ودورهم الكبير مع أئمة آل سعود (رحمهم الله) لتكون مرجعًا للباحثين والدارسين والمهتمين بالتاريخ، بحيث يقوم على إصدار تلك الموسوعة التاريخية (وهو عمل ضخم وشاق وكبير وتأخذ سنوات منا) لجان مختصة بالتاريخ المعاصر لكونها تأخذ ثلاث مراحل من تاريخ مدينة بريدة مع أئمتنا آل سعود الكرام.
بحيث يقف على إصدارها النادي الأدبي ببريدة لدوره الكبير بلجانه المختصة وتحت مظلة وإشراف دارة الملك عبدالعزيز (طيب الله ثراه).
وبالله التوفيق.