ابراهيم سليمان الوشمي
الصدق صفة حميدة من صفات المسلم الحق، حثنا عليها ديننا الإسلامي الحنيف قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ} وقد ورد الحث على الصدق في أحاديث شريفة كثيرة منها قول النبي محمد صلى الله عليه وسلم [عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البرّ وإن البرّ يهدي إلى الجنة، وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً، وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار، ومايزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً].
ويكون الصدق في القول والعمل، فإن من كمال شخصية المسلم كونه صادقاً في أقواله وأفعاله، حتى يكون أميناً مأمون الجانب:
بئس الجليس الفاسق الكذابُ
القولُ فحشٌ والوعود سرابُ
لا تجلسن مع الكذوب مصاحباً
فتصبك منه معرةٌ وعتابُ
اعلم بأن الصدق يهدي للتقى
ينجي من الكربات وهي عُبابُ
اختر من الأصحاب كل مهذّبٍ
يهوى الصراحة صادقٌ حبّابُ
فهو الجليس كحامل المسك الذي
يُهدي العطور تزينه الألقابُ
وقصص الصدق والصادقين كثيرة منها:
ما ذُكر أن مجموعة من المجرمين لحقوا بشخص قصد إيذائه والبطش به، فهرب من أمامهم حتى وصل إلى دكان رجل صالح يشتغل بالخوص (خواص)، وطلب منه أن يخبئه عنده، فرفع الخواص الخوص الذي يغطي أرض الدكان وطلب من الرجل الهارب أن يندّس تحت الخوص، ففعل وبعد مدة وجيزة حضر المجرمون إلى دكان الخواص وقالوا له: أين الرجل الهارب؟ فأجابهم - بكل ثقة- إنه تحت الخوص! فنظر المجرمون بعضهم إلى بعض وظنوا أن الرجل يستهزئ بهم فانصرفوا.
بعد ذلك خرج الرجل من تحت الخوص يرتجف من الخوف وبدأ يلوم الخواّص على صدقه، فردّ عليه الخواص قائلاً: اسكتْ يا هذا فإن الصدق هو الذي أنجاك!
جعلنا الله وإياكم من عباده المؤمنين الصادقين في القول والعمل.